د.علي مطهر العثربي: الاعتداء على المنشآت العامة والخاصة وإتلاف محتوياتها وقطع الطرقات وانتهاك الأعراض وإقلاق الأمن والسكينة العامة وإشاعة الفوضى والتخريب والتدمير ليست من أخلاقيات العقلاء ولا يقبل بها رجل الشارع العادي والبسيط ويستنكرها كل إنسان امتلك إرادة نفسه، ولذلك يتساءل الكثيرون:لماذا تصر أحزاب اللقاء المشترك على التدمير والتخريب وتعطيل التعليم وتخريب المنشآت الوطنية وقطع الطرقات وهتك أعراض الناس المخالفين لها في الرأي وقتل النفس المحرمة ؟ ولماذا تدفع الشباب الأبرياء إلى فعل الجريمة؟ ولماذا لايدرك العقلاء في هذه الأحزاب أن كل وسائل التدمير الشيطانية قد استخدمها المغرورون في ذلك التكتل بهدف الانقلاب على الشرعية الدستورية والوصول إلى السلطة على الدماء الزكية ، وأنها قد فشلت أمام الإرادة الجماهيرية. إن وسائل التدمير التي استخدمت خلال الفترة الماضية من قبل المندفعين والمغرورين وأصحاب الطموحات غير المشروعة في اللقاء المشترك قد تجاوزت كل الحدود ودمرت الأخلاق والقيم والمثل وأساءت إلى الإسلام ومبادئه السمحة ودنست الأعراف القبلية وطغت على أساليب الشيطان، كل ذلك حدث ومازال المستنيرون والعقلاء والوطنيون داخل ذلك التكتل ساكتين، وقد حاولت البحث عن سبب لذلك إلا أنني حتى الآن لم أجد سبباً على الإطلاق ،رغم أن الجور والفجور والبهتان بيّن واضح . إن الاعتماد على الإرادة الشيطانية عدوان على الخير والسلام والوئام والمحبة والصفاء، وطريق إلى الهاوية لايسلكه إلا هالك ، ولاينجو منه إلا من عاد إلى رشده واعتمد على الإرادة الإلهية التي يجد فيها التسامح والمحبة والصفا ، والقيم والأخلاق والإنسانية والعدل والوفاء والإخلاص لله رب العالمين . إن ماتشهده الساحة من الأفعال المارقة لا يعبر عن أصالة وعراقة وإيمان وحكمة اليمنيين على الإطلاق ، بل إن الفاعلين لها قد تجردوا من القيم والمبادىء وباعوا ضمائرهم للشيطان وأصبحوا أداة طيعة يسيرهم الشيطان لفعل التدمير والتخريب والقتل لإهلاك الحرث والنسل وإفساد الأرض ، ورغم ذلك فإن الإرادة اليمنية المؤمنة بالله سبحانه وتعالى أقوى من تلك الأفعال الإجرامية وقادرة على تجاوز تلك الأفعال لأنها تستمد قوتها من الله سبحانه وتعالى ومن استمد قوته من الله فلا غالب له بإذن الله .