رجاء الفضلي: تخطئ أحزاب اللقاء المشترك إن أصرت على رفضها للحوار والاستمرار في الأعمال الاستفزازية المضرة بالوطن وأبناء الشعب.. وتخطئ ألف مرة إن اعتقدت أن الانتقال إلى الأعمال المسلحة ومواصلة استهداف أفراد القوات المسلحة والأمن سيقودها إلى ما ترجوه وتتمناه، فذلك هو الغباء بعينه، بل هو العمل الأحمق الذي سيقودها إلى النهاية المخزية.. قد تكون أحزاب اللقاء المشترك وفي مقدمتها حزب الإصلاح نجحت في تعطيل الحياة والإضرار بالاقتصاد الوطني والمعيشة العامة للمواطنين، ولكنها يقيناً ستفشل إن قررت الانتقال إلى العمل المسلح كونها في ذلك ستصطدم بأبناء الشعب الصابرين حتى الآن عن الأفعال والممارسات التي تقترفها هذه الأحزاب بحق الناس والوطن عموماً.. أحزاب اللقاء المشترك وخاصة منها حزب الإصلاح تُمني نفسها بأن شهر رمضان هو الشهر الحاسم الذي سيتحقق فيه نصر ثورتهم المزعومة..، لذلك نراها اليوم وهي تتجه صوب وضع المخططات الحربية ودراستها وعلى نطاق واسع استعداداً لساعة الصفر، التي ستعلن فيها صرخة الجهاد المقدس ضد اليمن واليمنيين!.. ولا شك أن أعمالها الاستفزازية التي مارستها خلال الأيام الماضية واستهدفت من ورائها بعض معسكرات القوات المسلحة والأمن في نهم وأرحب، وقوات الحرس الجمهوري والنقاط الأمنية في تعز كانت البروفة التي أصابتها بخيبة أمل ودفعتها ليس للرجوع أو التراجع عن عملها المسلح الذي أصبح معلناً وتوجهاً لا عودة عنه، وإنما لإعادة دراسة خططها الموضوعة، الكفيلة بتمرير مخططها العام وإنجاحه.. ولا يستبعد بعد فشلها في اقتحام معسكر الصمع والاستيلاء عليه وما كشفته المعلومات عن تواطؤ بعض المنتسبين لمعسكر الصمع مع عناصر الغدر والإرهاب المنتمية لحزب الإصلاح لتسهيل مهمتها والاستيلاء عليه لا يستبعد بعد تلك المحاولة أن تقوم اليوم بمحاولات أخرى للتواصل مع عناصرها الموجودة في بعض المعسكرات في إطار مخططها الموضوع وتكرار نفس العمل الإجرامي الذي نفذ في معسكر الصمع وأفشله الله ويقظة قيادته والمنتسبين إليه.. لن تتراجع قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح عن قرار الانتقال للكفاح المسلح الذي كشف عنه قبل حوالي شهرين النائب الإصلاحي المتشدد محمد الحزمي، وأميط عنه اللثام في محاولة أو عملية اقتحام معسكر الصمع، وفي الكثير من المحاولات الاستهدافية للقوات المسلحة والأمن في تعز وغيرها.. هذه القيادات أصبحت اليوم هي صانعة القرار في اللقاء المشترك، وهي من تدعو إلى اجتثاث المؤتمر وإقصائه، وهي من تقود البلد إلى مربع المواجهات والصدامات، وتعميم الفوضى والخراب.. لن تهدأ قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح ولن تعود عن قرارها بتحويل اليمن كلها إلى ساحة حرب للوصول إلى أهدافها ومراميها الانقلابية المعلنة..، وكل الأعمال الاستفزازية التي تقوم بها عناصرها ومليشياتها المسلحة في هذه الأيام والليالي المباركة سواء في تعز أو غير تعز تصب في إطار توجهها التصعيدي الهادف في الأساس إلى تحويل اليمن إلى ليبيا أخرى!.. لم يعد أمام قيادة الإخوان المسلمين في اليمن التي كشفت عن تحالفها الواضح مع عناصر تنظيم القاعدة الإرهابية من قرار غير التوجه الواضح والعلني صوب العمل المسلح.. أما الحديث عن الحوار والاستمرار في توجيه الدعوات المتكررة لها للعودة إلى طاولته ومناقشة ووضع الآلية السلمية لانتقال السلطة فلم يعد يعنيها في شيء.. كون الحوار أساساً قد يوصلها إلى الشراكة في الحكم مع الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام من جهة وبقية شركائها في المشترك من جهة ثانية، وهذا يتنافى كلياً مع توجهات عبدالمجيد الزنداني والمتشددين في حزبه الرافضة كلياً الوصول إلى شراكة وطنية وبناء الدولة المدنية وهو ما أعلنه في وقت سابق وبوضوح.. والأيام القادمة كفيلة بتوضيح مخطط الإخوان المسلمين بشكل أكبر، وكفيلة أيضاً بفضح كل الأيادي المتورطة في إدماء خاصرة الوطن..