من أجل شعبي وناسي كل شي يهون : من أجل أرض العروبة منبعا للكون.. أفدي بلادي بدمي حبها الميمون: مش ذل أوخوف لكن ربنا بالعون.. قرأنا موقفك أيها الجبل الشامخ وتلمسنا حالك من دون أن تتكلم , شاهدنا حكمتك وتمتعنا بحنكتك طوال سنين حكمك' لكن تلك الحكمة والحنكة والصبر والصمود بدا جليا واضحا في الأزمة التي مرت بها بلادنا منذ مايربو على تسعة أشهر: نستميحك عذرا أيها القائد لنتحدث بلسانك ..فأنت قد سطرت لنا كل صور السماحة وأروع آيات العظمة والسمو بموقفك الأخير حينما وافقت على التوقيع على المبادرة الخليجية بمجملها رغم أنك الطرف الأقوى بين طرفي المعادلة فالشعب والجيش معك والدستور كفل لك البقاء حتى 2013 لكنك تجاهلت كل ذلك وآثرت حب الوطن ومصلحته والحفاظ على دماء اليمنين من أن تراق رغم خطأهم وعنادهم وصلفهم وزيفهم وعمالتهم..اعتبرت الجميع أبناءك وأحببت الطائع وراضيت العاصي ولازلت.. يذكرني موقفك هذا بموقف سيدالبشرية محمد صلي الله عليه وسلم في صلح الحديبية حينما جاءه سيدنا عمر بن الخطاب غاضبا وقال له يارسول: ألسنا مسلمون وهم كفار? فأجابه الرسول بهدوء القائد الرباني :بلى..فسأله مرة أخرى ألسنا على حق وهم على باطل? فأجابه أيضا بلى..فقال له سيدنا عمر فلماذا إذن نعطي الدنية في ديننا..فأجابه الرسول قالا: يا ابن الخطاب إنى رسول الله ولست أعصيه وهو ناصرى ولن يضيعنى أبداً.. فأنت صاحب الموقف الأقوى ومن انقلبوا عليك هم الأضعف تبين للناس زيفهم وكذبهم لكنك أبيت إلا المصالحة, ورفضت كل أنواع العنف حبا لشعبك وأرضك.. قد يقول قائل: إنما هو خوف وجبن من مجلس الأمن ومجلس التعاون الخليجي..لكني أجيبهم بلسان حالك ماالذي يستطيع أن يعمله هؤلاء بي فأنا فرد من أربعةوعشرين مليون يمني فإن كانوا سيحاربوني من أجل كذبكم وزيفكم, فأنا لا أخاف ,فالموت نهاية طبيعية لكل مسلم ,وأن أموت مجاهدا محاربا في سبيل الله خير لي من الخنوع أو الذل والركوع ..وأنا في الأول والأخير تربيت على الجندية والجندي لايخاف.. ولوكنت أخاف مارجعت من المملكة العربية السعودية بعد اغتيالهم الشنيع. عدت إليهم بالسماحة والسلام, عدت لأعلمهم كيف يعشق الوطن وكيف يضحى من أجله.. كان بإمكاني أن أثأر لنفسي وأبيدهم جميعا لأنهم حتى شعائر الدين لم يحترموها, وليس لدي ماأخاف عليه فأنا في كلاالحالتين ميت.. لكني أحبهم رغم معارضتهم لي, أحبهم رغم حادثة اغتيالي, أحبهم رغم سبهم لي وشتيمتهم وسخريتهم وازدراءهم. هم يقولون بأني أنا من قتل ويقتل الشباب في الساحات لكي يضللوا الرأي الداخلي والخارجي, وأقول لهم : من سامح بدمه ممن اغتالوه , هل سيقتل شبابا لاحول له ولاقوة?? وبالمنطق ذاته أجيبهم إن كنت أنا من يقتل الشباب في الساحات , فما الفائدة التي سأجنيها من ذلك.. إن كنت أنا من يفعل ذلك فلماذا إلجأ إلى قتل أفراد لايتعدون الألف . كنت سأقتلهم جميعا أوبالأحرى كنت سأقتل الشخصيات البارزة والقيادات المدبرة.. إن كنت أنا من فعل ذلك فلماذا أحمل نفسي أصلا تأليب الرأي داخليا وخارجيا لأنني المسؤل الأول عن ذلك بحكم قيادتي للبلد.. وأخيرا أقول لكم هاأنا سأوقع على المبادرة بعد أن أخرجت شعبي إلى شاطئ الأمان وبر السلامة.. وأقولها لكم صريحة من حكمة قائد عركه الزمن وضرسته الحياة عودوا إلى جادة الصواب وثوبوا إلى رشدكم فأنتم قد أسأتم لخالقكم ودينكم وشعبكم ووطنكم, ولطختم تاريخ بلد عريق فالتاريخ لايرحم