بعيدا عن شطحات المتقولين وأجندة المتآمرين ومكابرة الخاسرين ، اولئك الذين راهنوا على تنفيذ أهدافهم ومآربهم الدونية والخطيرة ضاربين بالوطن عرض الحائط .. فقد وجب اليوم الإعتراف ان المفاجأة التي قدمها الرئيس علي عبد الله صالح للشعب اليمني والعالم بتوقيعه للمبادرة الخليجية بشأن الأزمة اليمنية ونقل السلطة ، جاءت كطوق نجاة لمفردة ( الثورة الشبابية) التي انمحت حروفها منذ وقت مبكر من عمر ازمة اليمن ، تحت سياط التجاذبات والولاءات والمشاريع والأجندة الشخصية والفئوية. لم يعد للمفردة حضور الا في المهاترات الاعلامية والزيف المجافي لها المتستر خلفها ومعه تلك الشخصيات والفئات في محاولة منها لإضفاء صفة خلاقة تساعدها في تنفيذ أجندتها واهدافها. عشرة شهور مضت بطعم العلقم ، لم يتقدم المحسوبين على الثورة قيد أنمله ، رغم عبارات الحسم التي ضلت مفرقعات مثلما كان مضمونها ، و كان الوطن خلالها في حالة موت سريري ، انعدمت خلاله سبل الحل وضاق الوطن من سقم المشاريع وغياب الحكمة. بتوقيع الرئيس صالح المبادرة الخليجية اعاد الأمور الى نصابها المأمول وتنامت موجة الطموحات والتفاؤل ودبت الحياة في اوصال الوطن مجددا بعد ان تصدعت تحت مطارق السلوكيات والافعال الشائنة لتلك الجماعات والقوى المدعية عليه والجاثمة على صدره بافعال الاجرام والعنف.. لقد انتصر الرئيس صالح لقيم الوطن ولنهجه وكيانه المتطلع الى الحياة ، وانسجمت مع تلك التطلعات التي خرج من اجلها الشباب الوطني النظيف، قبل ان تميع مطالبهم وتفرغها من محتواها تلك الجماعات التي جعلت منها مطية. كما اثبت الرئيس صالح انه الاكثر حرصا و مصداقيه على تلبية تطلعات الشعب وفئة الشباب على وجه الخصوص ، وأكد ذلك اكثر من مرة وفي اكثر من مناسبة ، في الوقت الذي دأب المتسلقون على ضهور الشباب نفث سموم الحقد والغل والتحريض على شخصه .. بينما كانوا يدفنون جثمان الحلم الشبابي. والثورة الشبابية بمفهومها العفيف متبرئ من كل الدعاوي التي حملت مفردات الرحيل والاجتثاث والتدمير ، تلك المتأثرة برياح اجنبيه لا ترمي في نتائجها الا بالمزيد من الدمار ، بل ثورة الاصلاحات واستشراف آفاق أوسع للحياة وللآمال في أطر الوطن المتعايش مع بعضه. ولعل أكبر انتصار تحقق للوطن وتطلعات ابناءه ، كافة ابناءه ، هو ما ترجمته بنود الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية ، التي انتصرت للوطن ولمعاناة كل الشعب ووضعت الضماد على الجروح في مختلف المجالات والأصعدة ، وبقي ان يسهم حسن النوايا في خروجها من بوتقة الحبر على الورق الى افعال على أرض الواقع ليلمس ايجابياتها الوطن. كما ان الترحيب العالمي المجمع والاستثنائي حول اتفاقية التسوية يمنحها بعدا آخر ، فجميلا أن نتعافى من جروحنا في ضل مساندة ودعم وعناية واهتمام دولي يدعم تطلعاتنا ويعزز فرص نجاحنا في الوصول الى الحلم. وعلى من بقي شباب الثورة اليمنية اليوم الإنتصار للوطن وينصبوا انفسهم شركاء ومراقبون يشذبون الإختلالات ويعرون الإختلالات .. ويوجهون القوى السياسية الى ما يجب ان تفعله.