اذا ما القينا نظرة على خارطة اليمن بعد احداث ما بات يعرف بالربيع العربي فاننا سنكون امام المشهد التالي, العاصمة صنعاء مقسمة الى قسمين و الثالث بينهما للمعتصمين, تعز تحلم بالامان ابين أمارة اسلامية, شبوة في طريقها الى ان تكون أمارة اسلامية, عدن خارج التغطية, حراك في الجنوب يريد دولة مستقلة, البعض يتحدث عن حراك في تهامة, صعدة تغرد خارج السرب. والمواطن يدفع ثمن هذا الصراع و التقسيم حتى بات لا يبالي بما يحدث من حوله لانه مشغول بالبحث عما يسد رمقه في ظل هذه الاوضاع التي حولت حياته الى جحيم. للاسف الشديد فان رياح التغيير التي هبت على اليمن ذهبت واخذت معها كل شي جميل في حياة اليمنيين جميعا وتركت لنا وطن مقسم و احزاب متناحرة و مواطن لا يعرف ما الذي يدور من حوله من كثرة الاكاذيب التي يسمعها ليلا و نهارا. فاحدهم يعده بالنهار ببناء يمن جديد و الاخر يطلق عليه النار بالليل و السؤال الذي يطرح نفسه الان الى متى سيظل هذا التقسيم و التناحر؟ لكن من سيجيبنا على هذا السؤال؟ هل هم شباب الساحات, ام الاحزاب, ام حكومة الوفاق ! في اليمن الان كل يغني على ليلاه لكن لا احد يعرف من تكون ليلى هذه. المضحك في الامر انه لا احد ايضا يجيد اصول الغناء لذلك نسمع الكثير من الاصوات النشاز مما تسبب في فساد الذوق العام للجميع, فالاضرعي يغني للشباب في الساحات وصعتر يغني من على المنابر والجندي يغني في الفنادق وتوكل تخصصت بالغناء في الحفلات الخارجية اما الماوري فهو يغني بالانجليزية بحكم اقامته في امريكا طبعا, الاخوة انصار الشريعة اختاروا ان يكونوا مختلفين عن بقية المغنيين فالغناء من وجهة نظرهم محرم لذلك اختاروا الاناشيد الاسلامية. الكل يغني للمواطن المغلوب على امره الذي ترك كل منهم يغني على ليلاه وفضل الاستماع الى قرقرة امعائه وبطنه فغنائهم لن يشبعه على اية حال.