قبل وفاة العملاق البردوني بأشهر قليلة، كان في جلسة مع بعض أصدقائه و طلابه و مريديه، و كان إلى جواره العملاق الآخر الشهيد جارالله عمر، و أقترب الشهيد من البردوني ليسأله سؤال عميق -كعادة السائل و المسئول- وكان السؤال هو "من يحكمنا اليوم" ، فأجابه البردوني "يحكمنا الأميون بعد أن تجردوا من براءة الأميين". ولكم أن تتخيلوا الأمي بعد أن يتجرد من خصلة الحميدة الوحيدة، يتحول إلى آلة جلفة بليدة صلفة... اليوم، وبعد أكثر من أثني عشرة عام بما حملته من إنتخابات و مايفترض ايضاً بأنها ثورة تغيير، نجد أن حكامنا لم يتغيروا، وأن كل ماحصل أنهم أصبحوا أكثر وقاحة و ظهروا في الواجهة بعد أن كانوا يحكموننا من وراء ستار... و واهم من يعتقد بأن الثورة حققت فيما يتعلق بالمنظومة الحاكمة أدنى تغيير. فمازالت اليمن تعيش الأحوال ذاتها التي وصفتها قصائد البردوني قبل نصف قرن و مازلنا نعايش آخر تقييماته السياسية. وكل تطور أو تغيير كان شكلياً في أحسن أحواله. رحمة الله على حكيم اليمن و اللعنة على قتلة مسيح اليمن. من حائط الكاتب على فيس بوك