الوعاظ يتحدثون عن الحب , والخطباء والمرشدون يجعلون من حديث الحب فاكهة الخطب والإرشاد , الكتيبات والسيديهات وقنوات التلفزة الغث منها والسمين تعج بحديث وأفلام ومسلسلات الحب , الساسة لا يغيب عنهم حديث الحب , منظمات المجتمع المدني تحمل يافطة المحبة , والنخب الثقافية والعلمية والفكرية وضعت فلسفة الحب . مع هذا الزخم الكبير العامل في حقول الحب تتلفت ذات اليمين وذات الشمال فلا تجد للحب أثراً الحب كلمة حين تخرج من الفم أو تُكتب تتهاوى حملات التحريض والتعبئة عليك بالدعوة للإباحية والتفسخ والإنحلال !! فأي حب يقصدون ؟! كتبت عن عيد الحب كثيراً عند حلول مناسبته 14 من شهر فبراير ليس من أجل ذات العيد أو إحياءً له وإنما تذكير بحاجتنا للحب وافتقارنا إليه فتنهال عليَّ ألفاظ القدح والطعن ومصطلحات الغمز واللمز وكأن الموضوع متعلق بالإباحية !! حينها أدركت سبب تصحر الحب في حياتنا . الحب ليس حكراً على المسيحيين ولا الوثنيين إذ هو أساس الحياة الإنسانية وجوهر الدين الإسلامي الذي جسد قيمة الحب في وصف الخالق جل وعلا " إن الله لا يحب المعتدين " , " إن الله يحب المحسنين " , " والله لا يحب الفساد " , " إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " , " والله لا يحب كل كفار أثيم " , " فإن الله لا يحب الكافرين " , " والله لا يحب الظالمين " , " والله يحب الصابرين " , " إن الله لا يحب المعتدين " وخاطب عباده " فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه " , " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " , " تهادوا تحابوا " , " ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم " , " لن تؤمنوا حتى تحابوا " وما هذا إلا غيض من فيض حب الإسلام الذي اعتدى عليه أدعياء حمايته بإرهابهم وعقم تفكيرهم وسطحية عقولهم . كيف يزرع هؤلاء الحب وهم يزرعون العداوة والكراهية والبغضاء في النفوس ؟! كيف يبذرون المحبة وهم من يفرق عباد الله ؟! كيف يسمحون بنبات شجيرات الحب وهم يسممونها ليل نهار ؟! وكيف ينشأ حب وهم يقتلون كل جميل في حياتنا , يشعلون الحروب ويغذُّون الصراعات ويُصدرون بيانات وفتاوى التكفير والتبديع ؟! بينهم وبين الحب خصومة ليست بالعادية أصلاً فالحقيقة أنهم أعداء الحب إن لم يكونوا ألد أعدائه وأنى يرضى العدو عن عدوه ؟ قبل 14 فبراير وبعده يُشغلون أنفسهم بحروب الردة وإشعال الفتن قاتلهم الله أنى يؤفكون . قتلوا الحب في قلوب الناس قتلهم الله .