بالأمس القريب.. لفت انتباهي الكثير من العناوين الجذابة.. أجبرتني مكرهاً على قراءة محتواها الذي تضمن تفاصيل موجزه لثورة تشهدها دبي ،وتفاصيل ممتعة شعرت وأنا أقرأها حرفاً حرفاً بالفخر إلى ما وصل اليه العقل العربي إن لم أقل الخليجي أو الاماراتي من مستوى مذهل من الفكر والتعمق..، حروف من ذهب نقلتها لنا أنامل صادقة رصدت حالة من الإصرار والعمل على إثبات الذات العربية لمواجهة الثورة التقنية التي تفرض عليك التعامل معها ما لم تلتهمك أمواجها دون رحمة.. كل الأقلام تحدثت عن القمة الحكومية 2014م التي انعقدت في دبي في الفترة بين 10 – 12 فبراير الجاري تحت شعار "الريادة في الخدمات الحكومية" برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي .. الإمارات العربية المتحدة أدهشت العالم بهذه القمة التي كانت منصة للإعلان عن استراتيجيتها لتطويع الثورة التقنية لخدمة مواطنيها وفق رؤية تصل الى العام 2021م ،قمة اتسمت بالتناغم ما بين الأهداف والاستراتيجيات ،قمة تحركها عقول ذكية تسابق الزمن والعصر لتكون الامارات عالميا الدولة رقم واحد في استخدام الخدمات الحكومية الرقمية ،ولقد حملت لنا هذه القمة الكثير من العجائب كان منها الاعلان عن استخدام تقنية الطائرات بدون طيار في الخدمات الحكومية ..طائرة بدون طيار تخدم الانسان في الامارات .،جلبوها لتخدم شعبهم ،هذا النوع من الطائرات يخيفني في بلدي اليمن ؟.. ولقد أجمعت العناوين بأن ملهم نجاح هذه القمة هو راعي وحامي وباني مسيرة دبي الأب والأخ والصديق والانسان الابن البار بشعبه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي وصف هذه القمة بأنها "قمة الهمم ..وقمة أصحاب الهمم" .. كل العناوين كانت مستوحاة من خطاب سموه ، هذا الرجل يعيد إلى ذاكرتنا في كل لحظة مقولته التاريخية "الحكومة سلطة لخدمة الناس، لا سلطة عليهم".. القمة الحكومية 2014م وصفها وتحدث عنها الجميع كل بطريقته، كانوا جميعاً مندهشين من هذه القمة الاستثنائية ،لكنها في نظر محمد بن راشد بداية لقمم قادمة ،بداية لثورات قادمة ولمستقبل قادم ... لا داعي لأن تسأل عن سر قصص النجاح التي نسمع عنها في دبي ولا داعي للتأمل والبحث والتحري للوصول الى العصى السحرية التي أوصلت هذه المدينة الى هذا المستوى من النضج والحداثة في شتى مناحي الحياة ...إنه رأس الهرم إذا صلح أصلح كل شيء وإذا فسد أفسد كل شيء... دبي اليوم.. قطعة ثمينة .. صعبة المنال.. واكبت الحداثة والعراقة واحتفظت بالأصالة والتأريخ.. ثورات متجددة يصنع مجدها رجل ليس ككل الرجال.. في احدى المناسبات سألته وزيرة عربية خليجية .."لماذا تبحث عن سعادة شعبك وليس عن رضاه..؟، فأجابها "بأن الرضا مثل الزعل يأتي ويذهب، بينما السعادة تدوم أكثر". في فكر محمد بن راشد لا يوجد مسافة بين القائد والشعب.. لذلك أسر قلوب الناس ،يؤمن قولاً وفعلاً بأن "سيد القوم خادمهم"..، مع محمد بن راشد الحلم يتحول إلى حقيقة ،معه تجد من يصغي إليك ،من يدعمكم، من يحتضنك، مبادرتك وأفكارك تنمو وتتحول إلى مشروع عملاق ..رجل جمع بين كل الصفات الانسانية النبيلة ،تحبه بمجرد أنك قرأت عنه ولو أسطر معدودة ..تشعر بنبض الأحرف وتتذوق معانيها ..،أي تأريخ سيتحدث عنه وهو التأريخ بذاته .. وصلت بحمد الله إلى مستوى متقدم في صياغة الخبر، إلا أن هذا المقال يعتبر الأول بالنسبة لي ، حاولت مراراً تجنب كتابة هذه الأسطر التي أضعها بين أيديكم وأمضي في سبيلي مع صديقي "الخبر" لكوني لست متخصص في المقال ولم أتمهر فيه ،وأجد صعوبة في الكتابة لأن "المقال الصحفي" كفن يجب أن تعطيه حقه ..،إلا أن هناك أسباب دفعتني للكتابة عن هذا المقام ..،في أول يوم من انتهاء أعمال القمة الحكومية 2014م في وقت متأخر من الليل "وأنا في مقر العمل" ذهبت الى الغرفة المجاورة لأحدث أحد الزملاء عن هذه القمة ،دخلت اليه في مكتبه وهو كالعادة مستغرق ذهنياً مع الكتابة ..وبينما أنا أحدثه عن القمة ،،فقال لي بأنه قد قرأ عن هذه القمة ونشر خبر عن الطائرة بدون طيار، ومباشرة وقف من على كرسيه يلملم أشيائه استعداداً لمغادرة المبنى ..،في هذه اللحظات قال لي حرفياً "وهو مشغول في جمع اشيائه " هذا الشيخ محمد.. فسألته من الشيخ محمد، فأجاب الشيخ محمد بن راشد...ومضى زميلي في الحديث عن هذا الرجل وعن أعماله وحبه ووفائه وإخلاصه لبلده ..ومن ضمن ما قال "أنا معجب بهذا الرجل وأحترمه " ووالله أنه قال " أنا لا أحترم زعيم عربي كهذا الرجل" ومضى يتحدث عن الشيخ محمد بكلمات معبره ، كان لها وقع في قلبي ،كلمات صادقة ، من القلب الى القلب ..
حروف من ذهب صاغتها لنا أقلام حره عن تلك القمة ،هي الأخرى كانت تنبض بالحب للشيخ محمد ،وأنت تقرأ عن هذه القمة الذكية ،يصعب عليك التحكم أو السيطرة على تفكيرك خاصة لو كنت من دولة نامية "كحالي" .."أين اليمن"؟؟ وأين "دبي" ؟؟سؤال صعب ؟؟.. أليس كذلك؟؟.. ،لو سألت أي مواطن يمني عن حال اليمن؟؟ تجده يحدثك عن الفسااااد..نعم مع الأسف "الفساد" هذه الكلمة مذمومة ممقوتة في دبي لا وجود لها ولا أصل لها.. بل من العيب والعار أن تتلفظ بها.. أتدرون لماذا ..أترككم مع الشيخ محمد بن راشد لتعرفوا السبب.. يقول سموه "إن بناء الحجر أسهل بكثير من بناء البشر ونحن الحمد لله في دولة الامارات استطعنا من بناء الانسان وتنميته وصقل مواهبه وقدراته من خلال التدريب والعمل الى جانب وضوح الرؤية والتوجيهات"... عندما تسمع الشيخ محمد بن راشد وهو يتحدث عن القمة الحكومية 2014م تجده يحدثك في أدق التفاصيل العلمية بل وما هو أبعد ،ولاحظوا انعقدت القمة بين 10 – 12 فبراير الجاري، وفي اليوم التالي 13 فبراير ،اتجه الشيخ محمد مباشرة الى الخطوة التالية من أعمال القمة ..،لا تردد ،لا راحه أو إجازه، لا يكل ولا يمل، وهبه الله نشاط وطاقة وإرادة وعزيمه ،، حيث وجه بأن تتوسع الدورة القادمة من القمة الحكومية في استضافة مختلف الحكومات العالمية وترسيخ مكانة الإمارات عاصمة عالمية للإبداع الحكومي والتركيز على مناقشة خدمات الأجيال الجديدة من حكومات المستقبل".،.. لا يهدأ له بال حتى ينجز تفاصيل العمل بالكامل .. ولو سألت عن دبي ..ستنبهر ،كل شبر فيها يروي لك قصة ، برج خليفة أعلى بناء شيده الإنسان وأطول برج في العالم ويطلق عليه "أعلى برج لولبي في العالم" ..وحدث ولا عجب عن مطار آل مكتوم الدولي الذي صمم كي يتعامل مع جميع طائرات الجيل المقبل .. يقول الاستاذ عبد الله العلمي ..الكثير منا يتحدث عن دبي كمدينة ترفيهية ممتعة للعائلة والأفراد (كل يبحث عن مبتغاه)، ولكننا لم ننصف دبي بما تمتلكه من بنية تحتية صلبة ووسائط تقنية متطورة تمثل البيئة المثالية للتحوّل ولمواكبة العصر التقني الذي يعيشه العالم نحو الحكومة الذكية ".. دبي.. أروع قصة ..وما أدراك ما دبي.. وهذا هو الرجل الذي أسر القلوب ..، روح متجدده ،عطاء، عزيمه ،إرادة ،ثبات ،إيمان .. السؤال المهم من الذي يحتفي بالآخر في دبي ..هل يحتفي الأب بأبنائه أم الأبناء يحتفون بوالدهم ..أي مجد هذا تصنعه يداك ،كل شيء يقدر بثمن ، إلا حبنا لك ليس له ثمن.. نتحدث عن الوطن ومحمد بن راشد وطن لا ينضب.،الوقت عنده كالسيف ،يسأل نفسه كل يوم الف سؤال ..ماذا قدمت لشعبي..؟؟؟ حماك الله فأنت من رضع حب العروبة منذ الطفولة، وانتميت إلى دوحتها... هنيئاً لك ...نم قرير العين يا هذا الرجل.. ونِعم الأم التي أنجبت محمد بن راشد... لقد كانت هذه القمة كما يصفها الأستاذ علي العمودي في مقال "قمة الهمم على أرض الهمم " منصة للتعرف على تجربة تنموية رائدة وناجحة صنعتها إرادة الرجال ذوي الهمم العالية، ونسجت قصة نجاح متفردة، بفضل روح العزيمة والإصرار، ورؤى قيادة آلت على نفسها تحقيق طموحات وتطلعات شعبها. ونجحت في الوصول بإمارات الخير والمحبة لهذا المستوى الذي يجعلها اليوم- وكما قال سموه- تتحول إلى عاصمة عالمية للإبداع الحكومي. ومن حضر القمة الحكومية التي كانت واحدة من بنات أفكار محمد بن راشد سيعرف كما قال الكاتب مصطفى الأغا في مقال "قمة الهمم" أن إرضاء الناس غاية تدرك وتدرك وتدرك . أما الاستاذ عبد الله العلمي الذي أمضى وقته متفائلاً في دبي فيرى أن معظم المدن العالمية أصبحت خلال الأعوام القليلة الماضية مراكز دولية مؤثرة في جذب المهارات، ولكن دبي بدأت في التحول إلى الحكومة الذكية مستجيبة بسرعة للمتغيرات الكونية والإقليمية. وتنقل لنا الكاتبة الأستاذة بدرية البشر صورة من قلب المشهد تقول.. المسؤولون الذين تحدثوا في المؤتمر تحدثوا من موقع تجاربهم القيادية، وكانوا كلهم من الشباب. هذه الروح التي بدت واضحة في الفهم والوعي والرغبة في تأكيد قيمة العمل كقيمة أساسية للوصول إلى الهدف، لن تسمع نظريات صعبة ولا أيديولوجيا تبرر عدم التقدم أو الفشل، بل اعترافاً كاملاً بالمسؤولية، وستشهد على تجارب ناجحة عبر أشخاص يتحدثون عن نجاح تحقق على الأرض ... أما الكاتب سيف الكتبي في مقاله "القمة الحكومية.. بهدوء" فيتوقع للقمة الحكومية مستقبلاً باهراً في السنوات القليلة المقبلة، فتصبح حدثاً عالمياً تتنافس الدول والحكومات في استضافته، ويكون للإمارات ولدبي شرف السبق، فتنطلق منها شعلتها، وتكون لها بمنزلة أثينا للألعاب الأوليمبية؛... منصور الحيث [email protected]