لم أكن مبالغا ان قلت ان الرئيس عبدربه منصور هادي، هو الرجل الأكثر حنكة وخبرة لقيادة البلاد في ظل مثل هذه الظروف القاهرة، وهذا ما بت يتجلى من خلال أعماله ومواجهته للصعاب التي تمر بها البلاد بين الفينة والأخرى. ان الأعمال الإرهابية التي تتعرض لها البلاد وتقابل بمواجهة الجيش الصنديد الذي يتولى قيادته رجل أكثر قوة وصرامة، وهو القائد الفذ عبدربه منصور هادي، الذي ظهر في كلمة الثلاثاء الماضي التي القاها في الاحتفال الذي حضره كبار المسئولين في الدولة والحكومة والقيادات العسكرية والأمنية في مهرجان اقيم بمناسبة نيل الدرجات العليا في وزارة الداخلية، متحديا لتلك الجماعات الإرهابية المارقة، وبكل شجاعة غير مكترثا لأية عواقب قد تلحق به جراء الحديث عنها. ان من تابع كلمة الرئيس هادي سيدرك من خلال ان حديثه حول أهمية أسس بناء الامن لدى وزارة الداخلية انه رجل دولة له مشروع وطني عميق في محتواه، فهو لا يسعى الى إجراء عمليات ترقيعية للامن او الجيش، بقدر ما يسعى الى إيجاد بنية امنية وعسكرية على اسس علمية وعسكرية حديثة، فقد حث على ان يكون كادر وزارة الداخلية الأمني أفضل ترتيبا وتنظيما وعلى المستوى العملي لأنها تتعامل مع عدة مشاكل يومية، خصوصا ونحن اليوم في منعطف تاريخي من التغيير في اليمن وخمسين سنه مرت ونحن على ذات الحال ولم يتغير شيئا – حسب قوله- واليوم نحن في منعطف جديد اما ان نسير مع العالم ونغير هذا الواقع المؤلم او نبقى في وضعنا الراهن الذي لا يسر أحدا. ان حديث الأخ الرئيس كان شجاعا وخصوصا حينما أشار الى ان خمسين عام مر والحال لم يغير، إضافة الى ان العاطلين عن العمل بالملايين بينما الشركات تأتي معلنة رغبتها بالاستثمار في حال ان تم توفير الأمن لها وهو ما يصبح عائقا امام بقائها في ظل سعي الكثير من القوى النافذة الى عرقلة ذلك لأغراض سياسية أنانية.. الرئيس هادي اكد ان 70% من تنظيم القاعدة من الأجانب من خارج اليمن ولذلك لا يهمهم ابدا ان يتدمر البلد ، لافتا الى ان هناك تآمر على اليمن، إلا انه ومع كل تلك التحذيرات التي طرحها الاخ رئيس الجمهورية من باب حبه لوطنه، ما زال هنالك الكثير من الخونة الساعون الى تذليل الصعاب امام جماعة تنظيم القاعدة المارقة لزيادة انتشارها، وهو ما كشفه الاخ الرئيس في كلمته حين قال ان هناك من يقول لماذا لم يحاورهم – أي يحاور القاعدة؟ ليجيب فخامة الرئيس بغرابة: كيف نحاورهم و70 % منهم غير يمنيين؟، وهنا نقول للأخ الرئيس "سلمت للوطن يا ابن الوطن"، وليخسأ العملاء والخونة.. ان خسائر الاعمال الإرهابية كبيرة وكبيرة جدا حيث دمرت الاستثمار والسياحة والتجارة والاقتصاد وأحبط مسيرة المستقبل بطريقة كبيرة، ولهذا وكما قال الاخ الرئيس المسؤولية الحالية هي مسؤولية الجميع على رأسهم العلماء والمشائخ والمثقفين والسياسيين والإعلاميين في مواجهة هذه الآفة الخطيرة والدخيلة على المجتمع اليمني الذي عرف بالطيب والسماحة والاخلاق والكرم..