الإهداء : للمتميزين في سَوْق ألفاظ البذاءة والسَّفه , ولمن ينشرون صور الخلاعة والإنحطاط الأخلاقي , ولكل شريف في خصومته . سَفَهُ المفردات : ( مجوس , خنازير , كلاب , أحفاد قوم لوط , يهود , جرو أمريكا , عبيد , أحفاد رستم وأبو لؤلؤة المجوسي وعبدالله بن سبأ اليهودي ...... إلخ ) . هذه المفردات البذيئة ليست وليدة اللحظة فعمرها مئات السنين بل هي مرتبطة بعلم الرجال أو ما يسمى الجرح والتعديل الذي طفح بمفردات الطعن ( خبيث , كذاب , وضَّاع , رافضي , مدلِّس , شيعي , ناصبي , زائغ , منحرف ..... إلخ ) , التوجه التكفيري المتطرف الذي صنعه الظالمون من حكام الجور لتفتيت المسلمين وإلهائهم ليخلو لهم الجو . ومع التطور والحداثة يتطور القاموس العفن فتتطور معه مفرداته القذرة بألفاظ قاذعة وصور خادشة لحياء الإنسان فكيف بالمسلم ؟ وقد ساهم هذا القاموس بمفرداته في اتساع الشرخ الإسلامي وزاد الهوة بين أبنائه حتى لم يسلم منها بعض المحسوبين على المذاهب السنية الأربعة . وتزداد حدة القاموس ومفرداته بازدياد الصراع السياسي المغلف بالدين وكأنَّ : " فقولا له قولاً ليناً " " وجادلهم بالتي هي أحسن " " وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً " " ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء " خُوطب بها أقوام مضوا ولا دخل لنا بها !! وفي الحقيقة التي لا جدال عليها فإن هذه المفردات لا تنم عن دين ولا خلق ولا قيم وأقل ما يوصف مطلقوها بأنهم مفلسون من الدين والأخلاق والقيم . إستغربت ذات مرة حين قرأت منشور صديق في الفيسبوك وقد كتب عن صديق له ما معناه : يريد هدايتي وهو ينعتني بمجوسي وخنزير !! ومن حقي كما من حق كل منصف التوقف والإستغراب فأنَّى أستجيب لمن يراني بهذا الشكل ؟! سفَهُ الصور المدبلجة : تمثل الصور المدبلجة للكذب البواح لأفراد معينين وفي أماكن عفنة وعلى هيئات منتقاة بدقة عجيبة خادشة للحياء , وتنتشر بشكل كبير في مواقع التواصل الإجتماعي فتنهال عليها الإعجابات والتعليقات فصلاً من فصول السَّفه الأخلاقي والإنحطاط القيمي ففي الأول والأخير فإنها تظهر المستنقع الذي يعيش فيه واضعها والبله الذي يتمتع به ناشرها . إننا نعلم يقيناً بأن هذا النمط من السلوك حق الإمتياز فيه للتوجه التكفيري المتطرف فلماذا نجاريه في عفنه ونسلك مسلكه ؟! إن خطابي هذا موجه لجميع الأطياف دون استثناء فقد لاحظت مؤخراً بأن التكفيريين قد استطاعوا جرَّ بعضنا نحو مستنقعهم رغبة أو غفلة وهذا مما يؤسف له . نحن أصحاب رسالة وعلى جميع الأحبة أن يعلموا بأن سمو رسالتنا بأخلاقياتنا وقيمنا وشرف خصومتنا وترفُّعنا عن الصغائر هو ما يميزنا عنهم فلا نفقد هذا البريق . والله من وراء القصد .