طفح كيلي وأنا أقرأ تصريحات رئيس المؤسسة العامة للإتصالات وهو يكيل الكلمات المعسولة عن الإنترنت والتخفيضات الهائلة في أسعاره والتي تتواكب مع ظروف المواطنين الإقتصادية بما يجعل اليمن دولة فريدة بين دول المنطقة في تقديم هذه الخدمة للمواطنين . أصابني العجب من المدير الذي يستهبل المواطن المسكين كون السواد الأعظم من اليمنيين لا يخرجون من اليمن أو لا يعرفون ويتابعون أسعار النت في المنطقة . خلال رحلتي العلاجية الأخيرة كنت في الأردن ومصر ومنهما سأضع القارئ الكريم والمواطن المطحون أمام نموذج بسيط لأسعار الإنترنت لدى شركات الهاتف المحمول في الدولتين : في الأردن : تقدم شركات الإتصالات المحمولة الخدمة بأسعار زهيدة جداً جداً حيث 2 جيجا بسرعة عالية بقيمة 38 قرشاً يعني ثلث دينار ( أي ما يعادل 80 ريالاً يمنياً ) - ربما يعلمها مدير المؤسسة وإن كان لا يعلمها فربما يأتي الله بمن يُعلمه بها - حتى أن مستخدم الإنترنت في الأردن لا يستغني عن الخدمة وتظل مفتوحة في هاتفه طوال اليوم بخلافنا حيث يدخل مستخدم الإنترنت كالسارق - خمس أو عشر دقائق - وسرعان ما يغادر الخدمة خوفاً من التكاليف الباهضة . في مصر - كنموذج - : تقدم شركة موبينيل خدمة الإنترنت بالأحجام والتسعيرات التالية : 1 جيجا بقيمة 20 جنيهاً أي ما يعادل : 600 ريال يمني . 3 جيجا بقيمة 50 جنيهاً أي ما يعادل 1500 ريال يمني . 7 جيجا بقيمة 100 جنيه أي ما يعادل 3000 ريال يمني . 15 جيجا بقيمة 200 جنيه أي ما يعادل 6000 ريال يمني . وعندنا في اليمن : تقدم شركة يمن موبايل – الشركة الوطنية الرائدة كما يقولون – الخدمة بالأسعار التالية : 200 ميقا بايت ( أي خُمُس جيجا ) قيمتها 700 ريال يمني فقط لا غير - يا نعمتاه - !! 500 ميقا بايت ( أي نصف جيجا ) قيمتها 1500 ريال يمني فقط لا غير - يا بلاشاه - !! 1 جيجا قيمته 2900 ريال يمني فقط – يا حراجاه - !! 3 جيجا قيمتها 4500 ريال يمني فقط – يا رواجاه - !! 7 جيجا قيمتها 9000 ريال يمني فقط – وامصيبتاه - !! تقدم شركة الإتصالات MTN الخدمة بالأسعار التالية بحسب مسمى سمارت : 50 ميقا بايت بقيمة 1000 ريال يمني فقط – تبارك الله عليهم - !! 150 ميقا بايت بقيمة 2000 ريال يمني فقط – حرزناهم من كل عين - !! 400 ميقا بايت بقيمة 3000 ريال يمني فقط – قَرَع الله عيون الشياطين - !! هذه نماذج للمقارنة تدل على كارثية الإبتزاز والنهب المتعمد لوزارة الإتصالات وشركات المحمول في اليمن بما لا يدع مجالاً للشك أننا بلد تُقدَّم فيه الخدمة بأسعار مخفضة تراعي الوضع الإقتصادي للمواطن كما قال المدير الموقر !! إنَّ ما تصنعون بنا سيكون عليكم وبالاً في القريب العاجل إن شاء الله .
السيد / الحسين بن أحمد السراجي خطيب الجامع الكبير بالروضة - صنعاء المدير التنفيذي لمنظمة دار السلام