رفع الحوثيون شعارات هامة ونبيلة يكاد يجمع عليها معظم الناس .. ورفعوا شعار المظلمة طويلا وناضلوا طويلا من أجل رفع ما وقع عليهم من إجحاف وقهر .. مؤكدين بإنهم سيجعلون منه مبتدأ شاملا ومبدأ عاما لتحقيق العدل والمساواة والشراكة الوطنية والمدنية على مستوى البلد كُلّه ،وتعاطفنا معهم كثيرا ،بل ودافعناعن مظلوميتهم كثيرا انطلاقا من قناعاتنا الراسخة، في رفض الظُلم والقهر والإستبداد والفساد والمتاجرة بمآسي الحروب ودماء الأبرياء . واليوم ها هي ميليشيات الاخ/ عبدالملك بدر الدين الحوثي ، تحكم قبضتها على العاصمة صنعاء بكل رمزيتها ومؤسساتها السيادية وغير السيادية بما فيها بوفيتيّ الشيباني ومدهش في التحرير، متنفّس المثقفين الوحيد . لكن، هناك من يرى إن الأمر تغير كثيرا ، وإن الشعارات شيء والواقع شيء، وهناك حد فاصل بينهما وخيط غليظ ، بل جدار فولاذي يفصل بين الشعار والواقع . الإخوة الحوثيون ، نقول لكم وبكل أسف نُهبت أسلحة ضخمة من المعسكرات ،إما على يد " أنصار الله " أو على يد أطراف أخرى ويتحمل مسؤلية ذلك ، بالطبع ، أنتم ، أنتم تتحملون المسؤلية الأخلاقية والتاريخية والوطنية والقانونية. ونهبت الكثير من المؤسسات الرسمية والأهلية، بما فيها بيوت ترجع ملكيتها لقيادات ي تنظيم للإخوان المسلمين ، فرع اليمن( الإصلاح ) ، الذين وفرت لهم من خلال هذه الحماقات تعاطفا كبيرا ،وهم في الواقع لا يستحقونه البتّة. وأنتم - أيضا - تتحملون مسؤلية ذلك . هل تعلم - يا سيد عبدالملك - إن ميليشياتك المسلحة تُتّهمهم اليوم بالقيام بالسلب والنهب والتسلط في العاصمة بصورة مقززة، ربّما إنّ صحّت إنها كفيلة بالعودة باليمن للخلف(100)عاما " زرّة واحدة " بغض النظر إن من قام بذلك أنصاركم أم غيرهم ، المهم إنه حدث في ظل وجودهم على رأس الهرم الأمني . هنا .. جنب راسي في شارع خولان .وكي نكون أكثر صراحة ..أنصار الله ،هم من شرعن لإقتحام مؤسسات هامة وسيادية. وميليشياتكم، أو أطراف أخرى نهبت كافة تجهيزات المعسكرات التي وقعت تحت يدها ،بما فيها - كما أشيع - الأغراض والمنتعلقات الشخصية التابعة للجنود، تماما مثلما فعل الدواعش قبل أقل من شهرين في حوطة تريم ، الذين خطفوا الجنود وذبحوهم ونهبواحتى الفانيلات الداخلية حقهم . وميليشياتك - يا سيد عبدالملك- تُتّهم بإنها تحاول أن تفرغ المؤسسات من معناها والجيش والأمن من دورهما والدولة التي تريد الشراكة في إدارتها ،أو حتى إدارتها بشكل إنفرادي " عادي" ، من رمزيتها وروحها وجلالها. وهذا الأمر يدفع بنا - أيها العزيز عبدالملك - لتذكيركيم ، من منطلق " ذكّر فإن الذّكرى تنفع المؤمنيين " إن أحد أهم أسباب الفشل والمطمطة " اللذين اعقبا التوقيع على المبادرة ،اضافة لدور ،اللواء محسن وما أدراك ما اللواء محسن ،وحميد وما ادراك ما حميد ، هو عدم وجود شراكة حقيقة ومصالحة وطنية شاملةوتواضع لبعض . وهل تعلم إن من أبرز أسباب الإخفاقات التي صاحبت مسيرة هذا الشعب الباحث عن دولة منذو سنين عدّة خلت ،مردُّها الإستحواذ والكبت والإنفراد بالقرار ومعاملة الآخرين كتابعين أو توفية عدد وعبيد عند الحُمر والصُّفر والخُضر وأصحاب الحظوة غيرهم . أقول : الناس اليوم ،وفي مقدمتهم أنا الفقير إلى الله، يديونون بشدة إقتحام قناة سهيل ، هذه الشاشة المشوّهة التي قامت بتشويه سمعتي والتحريض ضدي أكثر من عامين . وأنصار الله، دمروا واقتحموا مبنى التلفزيون الرسمي ، الذي ظللت أنا المواطن اليمني أقرع بابه لأكثر من (6) سنوات أطلب حقي في الوظيفة ،ومن خلال مفاضلة شريفة ونزيهة ولم أمنح الفرصة لأنني لا أملك الوساطة ولا التوصية المبجلة من أحد " اللواء " أو أحدالمشائخ والنافذين واللصوص والانساب، ومع هذا أجدني في مقدمة الناس الذين يرفضون هذا النوع من التعامل مع القناة ومع أي مؤسسة ووسيلة إعلامية بهذه الطريقة . وميليشياتكم أوغيرها اقتحمت منزل القيادي الإصلاحي محمد قحطان ،الذي ظلت عناصر حزبه المقرّبة تلاحقني كشخص ، بل وفي جميع مصادر رزقي ، بما فيها إدارة وهمية في محافظة صنعاء أقصيت،منها وأقصيت - أيضا - من على رأس تحرير صحيفة صوت العمال وغيرها لأني عفّاشي .ومع هذا أنا أول الرافضين لإقتحام منزل قحطان، ومنزل عبدالغني الشميري ومحمد عشال وعليوه وغيرهم. وميليشياتكم - كما يقال - نهبت سلاح المعسكرات وأنا أول من يدين هذا العمل ، رغم إنني ظللت لأكثر من عام أطالب بصرف سلاح شخصي كي أدافع به عن نفسي ، وأنا واحد من أكثر الإعلامين والصحفيين والناشطين الذين تصدوا بالكلمة والموقف الشريف والنشاط لكل محاولات اسقاط الدولة في العام 2011 وما تلاه.. ومع هذا لم أحظَ بصرف مسدس واحد ولو تركي من تلك الشحنات الهائلة التي اكرمتنا بها حكومة رجب طيب أردوكان والتي تم حينها مصادرة بعضها وهي بالطبع عشرات الآلاف . ما أود أن اختتم به كلامي هنا هو وقبل أن ينفرط العقد وتخرج الإمور عن سيطرتكم - يا سيد عبدالمك - حاولوا أن تقننوا من سطوة السيطرة ولا تكرروا أخطاء الإصلاح في تحويل شعارات المشاركة إلى سيطرة ، والمدنية إلى كهنوت ، والحرية إلى سجن ، والتعاييش إلى خصومة وصراع. الناس باركوا خطواتكم لأنهم ملّوا من الفساد ومن الخُطب الرنانة والوعود الكاذبة ونظروا لكم ،سواء كقيادة أو كجماعة على أنكم تحملون رؤى جديدة وخيارت جديدة وطموح جديد ومنطق جديد، نابع من مظلوميتكم ، يمكن أن يبني عليه الناس ، سيما وقد ضيّق السلف على أنفسهم وعلى الشعب كل الخيارات وغرقوا في الفساد والمزايدة والوعيد والتهديد .. الحياة دروس والشاطر من فهم الدرس وأستوعب . آخر الكلام برّوا ساحتكم وعرّوا من يتهمكم أو يعمل الموبقات على حسابكم ، وعلى رصيد سمعتكم . في آمان الله وتوفيقه .