ليس من المنطقي ، تجاوز حالة الفرح والاطمئنان التي عبرت عنها مختلف شرائح المجتمع اليمني بعودة الرئيس على عبدالله صالح الى الوطن سالما متعافيا ، والقفز الساذج على ذلك بالتمنطق من جديد بأشكال التشفي أو التحدي والمقامرة . لقد سمع اليمنييون دعوة فخامته عقب عودته الى كل أطراف الازمة في البلاد ، وهي دعوة العقل وتحكيم الضمير تجاه مستقبل اليمن وابنائه الشرفاء والمخلصين . تضمنت دعوته التهدئة والحوار وصولا الى اتفاقات تجنب اليمن الانزلاق نحو مراحل وظروف اكثر خطورة وتدميرا . ولعل العقل السياسي الغائب او المغيب في الاتجاه المعارض ، لايرى هذه الدعوة فرصة سانحة توفر للجميع وصولا آمنا لانتقال السلطة وفق خيار شعبي ديمقراطي تتفق على انجازه مختلف القوى الوطنية والسياسية . ان فخامته لم يعد للإنتقام حتى يبارز المغررين بهم في الساحات مصيرالعودة بالمحاكمة ، او حتى يقول ناطق المشترك ان عودته لا تعنيهم . الرئيس عاد ليقول لكل الاطراف تعالو الى كلمة سواء ، تعالو نجنب اليمن الاقتتال والدمار ، تعالوا نختصر الطريق ونتنازل لصالح اليمن وابناء اليمن ، وهي كما نعلم سجيته على الدوام في التسامح والتنازل وتقديم المصلحة العليا للوطن . هل لدى المبارزين والمقامرين ما يمكن فعله لتتجاوز اليمن مرحلتها الحاسمة والخطيرة دون ثمن الخراب والتشرذم والارهاب والفوضى ، فليكن ذلك ، لكنهم وكما يعرفهم الشعب اليمني أعجز من أن ينجزوا ذلك . ولقد خبرهم الشعب في مراحل مختلفة سابقة كانو جزءا من النظام والحكومة . ان منطق العقل وتحكيم الضمير هو ما يحتاجه اليمن واليمنييون ، ولدى فخامة الرئيس من التجربة في فعل التسامح والحوار والعقلانية ما يكفي لاطمئنان كل اليمنيين على مستقبل بلدهم ومستقبلهم في ظله . لنرى في قادم الايام مالذي ستتعذر به قوى المعارضة وحلفائها العسكريين والقبلييين الذين يواصلون تقديم فئات من ابناء الشعب كقرابين وضحايا لطموحات التسلط والثراء وبدون هوادة ، حين يخرج الشعب الى كلمة الحوار المسؤول خلف قيادته الحكيمة ، وهي الكلمة الفصل والحسم وما عداها فهو الهباء والفوضى . حالة الاطمئنان الشعبي تكبر بوجود قائد المسيرة في وطنه ، ويجب ان تكبر هذه الحالة ليكبر اليمن ، وتعود الحياة اليه ، تنمية وتحديثا واستقرارا وامنا . واننا نؤمل ان تتلقف القوى السياسية المعنية بدعوة الرئيس هذه السانحة ، وان تتجرد من أغراض ومقاصد الادعاء الثوري المفضوح ، وتراجع مواقفها بمسؤلية ، ليس من أجل علي عبد الله صالح ولكن من أجل يمن يحتاج الى ابنائه جميعا ليمضي في طريق الاستقرار والنماء والتطور .