تحدث فخامة رئيس الجمهورية كعادته بلغة التسامح ، وتوجه بالدعوة الى كل ابناء الوطن ، وتحديدا أولئك الذين يجابهون قيم التسامح بالخقد ، والمحبة بالكراهية ، والإخاء بالشقاق والخصام . وجاءت كلمة فخامته بالتزامن مع شهر الايمان والخيرر، ليؤكد صدق المضامين التي وردت فيها، ومصداقية الدعوة التي شملت مختلف فئات وتكوينات المجتمع اليمني ، بالعودة الى الحوار كوسيلة مثلى لتجاوز مهددات الواقع اليمني ، وتحدياته الماثلة ولقد اوجز فخامته وأتمم في كلمته ، ولامس من على سرير العلاج في الرياض ، اوجاع اليمن واليمنيين ، وحاجتهم في هذه اللحظة التاريخية الى تحكيم العقل ، وتحكيم لغة الحوارالتي ليس سواها لغة يستطيع من خلالها اليمنيون تجاوز محنتهم وخلافاتهم ومعاناتهم. وبكل ما يجيش في صدور البسطاء والعامة من الناس في هذا البلد ، تحدث فخامته ، وقال ما بالإنابة كل ما يتمناه هؤلاء ان يقال اليوم .. فقد ضاق الحال ، وزصار الواقع لا يحتمل توترات وانكسارات أكثر وأبشع . ويكفي فقط ، شعور المواطن اليمني في كل قرية ومدينة كم أضحى واقعه أشد قساوة ومحنة ، وصارت غاية ما يرجوه ان يستعيد الوطن عافيته المنهوبة بأطماع الساسة ، وجلاوزة الفساد ، ومقامرات الطائشين، والمصابين بداء الانتقام والمؤامرات والانقلابات وسفك الدماء ، وإحلال الدمار وتمجيد الخراب والعنف. ومجددا يضع الرئيس فرقاء السياسة ، وكل القوى الوطنية ، امام دعوة تجاوز الماضي والمثول امام حاجة الوطن في ظروفه الدقيقة والحاسمة ، ويدعوهم ايضا الى لحوار على قاعدة المبادرة الخليجية وبيان مجلس الامن الدولي ، باعتبار ان هذه المبادرات والجهود هي الحاضن الآمن للخروج بالبلاد من محنتها التي تعيشها ، وتضع حدا لمعاناتها الامنية والاقتصادية والسياسية . وجدير هنا بكل هذه القوى التي شملتها دعوة فخامته ، ان لاتدير ظهرها ، وتظل على عنادها وغيها ، وان لاتبقى عند اعتقادها بامتلاك الصواب والحق وان ماعداها هو الباطل . نقول جدير بهذه القوى اليوم ، ان تقف بمسئولية تجاه مضامين الدعوة الرئاسية التي منطلقها مصلحة الوطن وكل اليمنيين ، ذلك ان مادون الجلوس الى الحوار وتحكيم العقل والالتزام الاخلاقي والسياسي لمبادرات الاشقاء وجهود الاصدقاء ، لن يكون الا مزيد من الدمار والعنف وهو ما لايرجوه عاقل لهذا البلد وابنائه .. افلا يعقلون؟