نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    "استحملت اللى مفيش جبل يستحمله".. نجمة مسلسل جعفر العمدة "جورى بكر" تعلن انفصالها    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    الدكتور محمد قاسم الثور يعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    بن مبارك يبحث مع المعهد الملكي البريطاني "تشاتم هاوس" التطورات المحلية والإقليمية    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي مستجدات الوضع اليمني مميز    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    مليشيا الحوثي تنظم رحلات لطلاب المراكز الصيفية إلى مواقع عسكرية    بعد أيام فقط من غرق أربع فتيات .. وفاة طفل غرقا بأحد الآبار اليدوية في مفرق حبيش بمحافظة إب    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور قاسم سلام : الفقيد كان صاحب رسالة وطنية ترتكز على المحبة
القى كلمة الأحزاب والتنظيمات في تأبينية فقيد الوطن
نشر في حشد يوم 17 - 10 - 2011

صنعاء ) أكد الدكتور قاسم سلام في كلمته عن الأحزاب والتنظيمات السياسية أمام الحفل التأبيني لشهيد الوطن الكبير الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني الذي استشهد متأثرا بجراحه جراء العمل الإرهابي الغادر بجامع دار الرئاسة في أول جمعة من رجب الحرام انه من الصعب أن نوفي هذا الرجل حقه وأن نقيم شمولية سلوكه ودقة أعمالة وشفافية علاقته برؤسائه ومرؤوسيه .
ونوه سلام بأن الفقيد كان صاحب رسالة وطنية ترتكز على المحبة والخير والرقي والتقدم وكان من رجال اليمن النادرين الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا ممن يقولون كلمتهم فيتقدمون الصفوف بتحويل الكلمة إلى مواقف مسئولة وانجازات كبيرة غير آبهين بدفع ثمن تلك الكلمة وحقا قال كلمته حين وقف بشجاعة ورجولة وحكمة متفاعلة مع حكمة قائد مسيرة النهضة الوطنية اليمنية والانجازات العظيمة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح متفاعلا مع كل الشرفاء داخل الساحة اليمنية .
واعتبر جريمة مسجد النهدين من النوازل وفاجعة كبيرة استهدفت فخامة رئيس الجمهورية وكوكبة من رفاقه في أول جمعة من الحرام، حيث كان الشهيد ممن استدعاه القدر لينال ما يشاء فنال بذلك الشرف الحقيقي بعدما عرف القاصي والداني ما بذله في حياته للشعب والوطن والأمة العربية والإسلامية .
وفيما يلي نص الكلمة ..
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} صدق الله العظيم
الأخ المناضل الفريق الركن عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية
الأخ الشيخ عبد الرحمن محمد علي عثمان رئيس مجلس الشورى
رؤساء البعثات ... الأشقاء والأصدقاء.
الإخوة أعضاء مجلسيّ الشورى والنواب، وأمناء عموم الأحزاب، والأمناء العموم المساعدين للمؤتمر الشعبي العام وممثليّ منظمات المجتمع المدني
الحاضرون جميعا.
أسعد الله صباحكم بالخير والبركات.
يسعدني أن أقف بينكم باسم الأحزاب والتنظيمات السياسية في هذه اللحظات التأبينية لمرور أربعين يوماً على استشهاد ابن الوطن البار الأستاذ عبد العزيز عبد الغني رحمة الله عليه.
أيتها الأخوات أيها الإخوة ... الحاضرون جميعا...
ليس من السهولة بمكان أن نتحدث في هذه العُجالة عن مآثر وخصال ومناقب شهيد الوطن الأستاذ عبد العزيز عبد الغني رحمة الله عليه، نعم ليس من السهل أن نتمكن من تتبع نضاله وإسهاماته التي عاصرها كل من عرفه داخل الساحة اليمنية. من الصعب أن نوفي هذا الرجل حقه وأن نقيّم شمولية سلوكه ودقة أعماله وشفافية علاقاته برؤسائه أو بمرؤوسيه، فقد كان صاحب رسالة وطنية ترتكز على المحبة والخير والتقدم.
فشهيدنا كان من رجال اليمن النادرين الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا ممن يقولون كلمتهم فيتقدمون الصفوف لتحويل الكلام إلى مواقف مسئولة وإنجازات كبيرة غير آبهين أو مكترثين بدفع ثمن تلك الكلمة... وحقا قال كلمته حين وقف بشجاعة ورجولة وحكمة متفاعلة مع حكمة قائد المسيرة النهضوية اليمنية والإنجازات العظيمة, الرئيس علي عبد الله صالح، متفاعلا مع كل الشرفاء داخل الساحة اليمنية.
أيها الحاضرون.
لقد كانت جريمة مسجد النهدين نازلة النوازل وفاجعة الفواجع، التي استهدفت ربان السفينة فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح وكوكبة من رفاقه، يوم الثالث من حزيران ... يوم جمعة الأول من رجب في الأشهر الحرم، فكان الشهيد ممن استدعاه القضاء والقدر لينال بذلك الشرف الحقيقي بعد أن عرف القاصي والداني ما بذله في حياته في خدمة الشعب والوطن والأمة العربية...
أيها الشهيد الحي الغائب الحاضر..
لقد كنت قدوة في حقل المسئولية بعلاقاتها الوطنية والقومية والإنسانية , لكل زملائك ومرؤوسيك، بل كنت سيرة محمودة تنطق بالمآثر, ولا شك أنهم اليوم يسيرون على هداها وهم يصنعون الغد بكل أمل وثقة. لقد حملت أثقال السنين والأعمال الجليلة وثقل الأمانة العظمى معاهدا ربان سفينة التجربة الديمقراطية فخامة الرئيس علي عبد الله صالح كما عاهدت نفسك على مواجهة التحديات كل التحديات وإنجاز الأعمال العظيمة فلم تخلف بوعد ولا بعهد. وما استهدافك من قبل الخوارج الجدد إلا دليلاً على صدق عهدك ووعدك وصدق حرصك على الشرعية الدستورية ومصلحة الوطن والمواطن الذي فُجع بالجريمة النكراء والتصرفات الرعناء التي برزت يوم ارتكاب تلك الجريمة الشنعاء التي إن عبرّت عن شيء فإنما تعبر عن خسة ودناءة وافتقاد المخططين والمنفذين لها لكل القيم الأخلاقية التي عرفها شعبنا في ماضيه وحاضره ويتمسك بها في مستقبله.
أيها الشهيد الفقيد.
لقد كنت قامة عالية متميزة في مجال عملك ونشاطك وعلاقاتك سواء قبل الثورة أو بعدها، و قبل تعاملك المباشر مع القائد الرمز علي عبد الله صالح بعد استلامه الموقع الأول في الدولة عام 1978م مواصلا ترسيخ علاقة الوفاء والإخلاص والتفاني من أجل ترسيخ دولة النظام والقانون دولة المؤسسات والسعي الحثيث في ظل قيادته من أجل الوحدة اليمنية التي ناضلت من أجلها في بداية نشاطك السياسي وأنت في كلية بلقيس بعدن، وواصلت نضالك ميدانيا في الحقول المختلفة بعد ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، ولكنك سخّرت كل قدراتك وخبراتك ومعلوماتك وكفاءتك العلمية لتحقيق ذلك الهدف الكبير بعد أن فُتحت لك مجالات جديدة في عهد القائد الوحدوي الرئيس علي عبد الله صالح، فتكاملت جهودكما مع الآخرين في تكثيف النشاط والعمل وتسخير كل جهد من أجل الوحدة وصولاً إلى 22 مايو 1990م، فأثمرت تلك الجهود التي مكنت عملية الانتقال من التشطير إلى الوحدة ومن دولتيّ التشطير إلى دولة اليمن الواحد الديمقراطي التعددي الذي شكل شمعة مضيئة في الوطن الكبير. وهنا برزت شجاعتك، وتفاعلت قناعتك المبدئية بقناعة باني نهضة اليمن الحديث، التي عرفها القاصي والداني في يمن الثاني والعشرين من مايو مهما حاول الخوارج الجدد التشدق والتضليل فالحق يُعلى ولا يُعلى عليه.
"ألا قلْ للخوارجِ حيثُ كانوا فلا قرتْ عيونْ ألحاسدينا
فلا تَشْمُتْ معاويةُ ابن صَخرٍ فإنَ بقيةَ الخلفاءِ فينا"
أيها الشهيد الجليل.
وإذا كان الثرى قد طوى جسدك فإن روحك هنا معنا ترفرف اليوم في سمائنا معبرة عن رسالتك التي أودعتها أمانة نحملها في السراء والضراء مؤكدين جديتنا غير مكترثين أو مترددين في مواجهة كل التحديات حتى نؤكد لك أنك بيننا وإن غادرتنا إلى دار الخلود، مبرهناً عن حقيقة بليغة تتمثل في انتصار إيمانك التاريخي على كافة التحديات. فلقد دخلت حياة شعب اليمن بلغة الحب... حب الوطن والشعب بامتداداته العربية والإسلامية وكل ما هو حضاري إنساني، فقد كانت حياتك متكاملة بين الأمس واليوم، واليوم من جديد تتكامل روحك الوثابة بين الحاضر والمستقبل، بين صفوف إخوانك وزملائك ورفاق دربك، فقد كنت دوماً تفصح عن مشاعر وأحاسيس الملايين من أبناء اليمن متجاوزاً كل عثرات الهدم، مجسداً مفاهيم إنسانية حضارية وسلوكاً ديمقراطياً متميزاً، مؤمناً أن البطولة لا تتحقق بالهدم والتخريب والقتل داخل المساجد بل تتحقق في الصبر والشجاعة والثبات، نعم تتحقق بالحكمة اليمانية التي أكدت وتؤكد دائماً أن البطولة ليست في محاربة العدو الظاهر فحسب، بل تكمن أيضاً في محاربة العدو الداخلي الباطني وفي ترسيخ قاعدة التسامح والتصالح والتجاوز والتراحم.
أيها الشهيد.
لقد كان الاعتداء الآثم على مسجد النهدين في دار الرئاسة ليس فقط انفجاراً كارثياً عابراً بل إنه في دلالاته الرمزية انفجارٌ يدمر ويحرق في الوقت نفسه ليطال كل ما حوله، كما أنه انفجارٌ يعبر عن فشل القتلة والمجرمين وطلاب السلطة في الوقت الذي يفتح الأمل أمام الخيرين من أبناء شعبنا للتواصل مع قيم السماء الكبيرة التي يمثلونها في الأرض ليقولوا جميعا بئس و خسئ ما فعل المجرمون، مؤكدين أن الذين استُهدِفٌوا من قادة اليمن، لم يكونوا مستهدفين لذاتهم، فأبعاد الجريمة تؤكد لنا أن إرادة شعب اليمن وعزيمته ووحدته كانت هي المستهدفة. ولا شك أن حياة هذا الشعب الصامد الصابر، سوف ستتحول إلى سجل متجدد لحياة أكثر صفاء وإلى وعاءٍ للزمن يعبر عن وعي تاريخي حضاري. ودعنا أيها الشهيد الغائب الحاضر نسجل هنا أن حياتك ودورك التاريخي بات تلخيصاً لصفحة مشرقة من حياة شعبنا المعاصرة مستشرفة على المستقبل الذي يتكفل كل الشرفاء داخل هذه الساحة بصنعه والتعامل معه.
أيها الشهيد العزيز.
إذا كان الخوارج الجدد بأطيافهم المختلفة قد عجزوا عن الإبحار في بحر التجربة الديمقراطية التي أسهمتَ في بنائها وظنوا أن بإمكانهم من خلال ضجيجهم الإعلامي أن يضربوا على شعبنا زنازن الصمت وإغراق الساحة بالكذب والتضليل بعد أن تاهت سفينتهم بين هيجان أمواج تُدار وتُقاد من الخارج , فإن جريمة النهدين التي استهدفتك أنت وكوكبة من أبناء اليمن البررة الأوفياء وأنتم بين يدي الله، لتعيد إلى النفوس ثقتها بالله وبالوطن... نعم تعيد للجميع الثقة مستثمرة مكامن القوة فيها داعية كل الخيرين إلى استلهام تاريخنا العظيم بقيمه الإنسانية الخالدة , لتدعونا اليوم إلى النضال والصمود بمسئولية ترقى إلى مستوى طموح الملايين الذين انسابوا إلى الشوارع كانسياب النهر المتدفق، منددين بالجريمة ومرتكبيها , مطالبين الدولة بكشف الملفات وفضح الجناة وإحالتهم إلى محكمة التاريخ التي لا ترحم.
أيها الغائب الحاضر.
إننا لا نزال نعيش مع كل بصماتك في إثراء تجربة الثورة والجمهورية وأنك ما تزال بيننا كما كنت، من خلال مشوارك الطويل حاملاً رسالة التغيير والبناء رسالة العدالة والمساواة... رسالة الديمقراطية... رسالة التسامح... مدركاً أنك لن تكون مجرد ذكرى في حياتنا لأن عبد العزيز عبد الغني لم يكن مواطنا أو إنساناً عابراً، بل أصبحت من خلال استشهادك شاهداً حاضراً في كل ما يحيط بنا من انجازات وستظل عنواناً كبيراً في حياة أجيال اليمن في الحاضر و المستقبل, وعنواناً للحرص على المبادئ والحفاظ على كل القيم التي جسدتها الثورة والجمهورية والوحدة. وأنت اليوم كما كنت بالأمس في حدقات عيون شعبك الذي خدمته بجد ومسئولية وفي صفحات تاريخ وطنك الذي أعطيته من الجهود البناءة لترسيخ قيم الحب والخير والعطاء بعيداً عن المزايدات والمناكفات والمكايدات السياسية.
إننا نؤكد أيها الشهيد أن الذكريات لن تكون مجرد ذكريات وأن صوت روحك لن يكون مجرد صدى يتردد في فراغ، بل ذكريات خالدة في جوارحنا وصوتك هاتف في وجداننا، إنه صوت المبادئ وهو الأقوى الذي جعلك تتحدث قوياً في مواجهة التحديات. وإن ننسى لا ننسى صوتك الوحدوي الوطني الجاد حين كنت تحاور أطراف الحوار عام 1993م في تلك الأجواء الصعبة والمعقدة ولا مواقفك في مواجهة كل المواقف الرعناء وكل الأصوات الشاذة المناطقية والانفصال... كان صوتاً يفضح كل اعوجاج ويحرص على أن يوصل الجميع إلى كلمة سواء... لقد تواصل هذا الصوت ليتكرر في مسيرة الحوار بعد مبادرات فخامة الأخ الرئيس القائد علي عبد الله صالح في النصف الثاني من 2010م التي أعلنها ودعا فيها الجميع إلى الحوار الوطني البناء للخروج بحل شامل يخدم الوطن والمواطن. لقد كنت تتفاعل مع نداء الواجب الوطني مع نداء المسئولية التاريخية حريصاً على ترسيخ قيم العدالة والمساواة والمحبة والتسامح، حريصاً على انتصار النموذج الذي يضع حداً ويقيم جداراً عازلاً بين نداء الدستور والشرعية الدستورية وبين صوت المغانم... لقد عرف كل من عرفك بالأمس أنك كنت صادقاً قبل الوحدة وبعدها مع الوطن والقائد فلم تكن السياسة عندك لعبة ولا حيلة ولا هي نوعٌ من المخاتلة والزندقة، كانت حتى استشهادك وسيلة للوصول إلى أهداف حقيقية تخدم الشعب والوطن.
حقا لقد كان استشهادك خسارة جسيمة لليمن... للديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية... للأمن والاستقرار، تاركاً ذخيرة ثمينة من المواقف والسلوك والقيم التي ترسخت في الحياة اليمنية الجديدة... ، فهنيئاً لروحك الطاهرة بالشهادة وبما حظيت به من حب وتقدير ووفاء الشعب والوطن و القيادة السياسية وعلى رأسها قائد مسيرتنا فخامة الرئيس علي عبد الله صالح، وكل الشرفاء والخيرين من أبناء الأمة ومن زملائك الذين رافقوا عملك في مجلس الشورى ورابطة المجالس التي كنت رئيسها.
أيها الشهيد الغائب الحاضر
إننا نشعر ما في نفسك من غصة تجاه صنعاء التي فقدتك وهي في أمس الحاجة إليك، نعم في نفسك غصة من أولئك الذين خيم عليهم الجهل والتخلف ... نعم من أولئك ضعاف النفوس الذين ينطبق عليهم قول الإمام علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه :
"فلا تصحَب أخَا الجهلِ وإياكَ وإياهُ
فكم من جاهلٍ أردى حليماً حين آخَاهُ"
أيها الشهيد العزيز.
كم كان طموحك يتجدد أن يفتح من جديد باب الحوار مع كل الأطياف السياسية داخل الساحة وكم كنت تحرص أن تحاجج النفوس الضعيفة لتُهزَمْ بقوة الحق والقانون وبإرادة الدستور، وكم كنا نتمنى أن تكون شريكاً في رسم صورة المستقبل مع كل أبناء اليمن الثابتين الصادقين، تحت ظل راية الشرعية الدستورية و النظام والقانون والثوابت الوطنية العامة، ولكن القدر لم يمهلك. ومع ذلك فإن تركتنا بجسدك فإن روحك ترفرف في سمائنا وتتفاعل مع مشاعرنا ونتفاعل معها من خلال حبنا لك واعتزازنا باستشهادك واعتزاز كل الشرفاء بمواقفك، مؤكدين لك أنه قد آن الأوان أن ينتهي هذا الصراع العبثي، وأن يتصالح الجميع وإن اختلفت الآراء والاتجاهات، من أجل فلذات أكبادنا ومستقبلهم الذي لا يمكن أن يزدهر إلا في ظل حوار ديمقراطي منفتح، حوار وطني متحرر من الإملاءات الخارجية.
وفي الختام إن أصدق عزاء نقدمه لك وللوطن ولأسرتك الكريمة ولأنفسنا أن نواصل تلك المسيرة التي بدأتها وواصلتها حتى يوم استشهادك يوم انتقالك إلى جوار ربك... انتقالك إلى عليين بين الشهداء والصالحين، فتحية إجلال لروحك الطاهرة وتحية إجلال لكل الشهداء من رفاقك، وتحية إكبار وتقدير للذين أصيبوا في جريمة مسجد النهدين وفي مقدمتهم الأخ المناضل الرئيس علي عبد الله صالح قائد مسيرتنا وباني نهضة اليمن الحديث فله منا كل الحب والإعزاز.....والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د/ قاسم سلاّم
عضو مجلس الشورى
نائب رئيس المجلس الأعلى للتحالف الوطني الديمقراطي
17-10-2011م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.