يسعى زعماء الاتحاد لاختيار شخصية أقل حضورا تباينت ردود الافعال على اختيار شخصيتين غير معروفتين نسبيا لتبوؤ ارفع منصبين في الاتحاد الاوروبي. فقد اختير رئيس الحكومة البلجيكية هيرمان فان رومبي رئيسا للاتحاد بينما اختيرت البريطانية البارونة اشتون ممثلة عليا للسياسة الخارجية. وأشاد البيت الابيض باختيار فان رومبي واشتون للمنصبين الجديدين، واعتبره مؤشرا واعدا لشراكة معززة بين اوروبا والولاياتالمتحدة. الا ان مراسل بي بي سي في بروكسل جوني دايموند يقول إن قدرا من خيبة الامل تسود اوساط الاتحاد في العاصمة البلجيكية بسبب اختيار شخصيتين لا تتمتعان بثقل على الساحة الدولية. ويضيف مراسلنا بأن منصب رئيس الاتحاد اصبح بتعيين رومبي اقل اهمية مما كان مخططا له اصلا. وكانت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل قد قالت إن رومبي سيحقق الاجماع وسيجلب قدرا كبيرا من المقدرة السياسية للرئاسة الاوروبية. الا ان احد النواب في البرلمان التركي عبر عن قلقه ازاء الابعاد التي قد تترتب على اختيار رومبي بالنسبة لحظوظ بلاده بالانضمام للاتحاد. وقال النائب اونور اويمن لبي بي سي إن "فان رومبي قال علنا منذ بضع سنوات بأنه يقف ضد انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي لاسباب دينية وحضارية." واضاف: "لا نشعر بالتفاؤل حول مستقبل علاقاتنا اثناء فترة رئاسته." من جانبها، قالت صحف بريطانية إن اختيار رومبي واشتون لن يساعد الاتحاد الاوروبي على تبوؤ مركز دولي ارفع، وتساءلت حول مقدرة اشتون على وجه الخصوص على ممارسة نفوذ مؤثر في موقعها الجديد. وينظر الى فان رومبي واشتون بوصفهما سياسيين لا يتمتعان بقدر كبير من الخبرة في مجال السياسة الخارجية. الا ان الرئيس الامريكي باراك اوباما قال إن تعيينهما "سيقوي الاتحاد الاوروبي ويتيح له ان يصبح شريكا اقوى للولايات المتحدة." وقال الرئيس الامريكي إن بلاده "ليس لديها من شريك اقوى من اوروبا في سعيها لنشر الامن والرخاء في العالم." "معلم مهم لاوروبا" وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون إن تعيين فان رومبي واشتون يعتبر "معلما مهما لاوروبا ودورها في العالم." وقالت كلينتون إنها تتطلع للتعاون بشكل وثيق مع المسؤولين لحل القضايا الرئيسية التي تواجه الولاياتالمتحدة واوروبا كالملف النووي الايراني والوضع في افغانستان وكيفية دفع "عملية السلام" في الشرق الاوسط. اما رئيس المفوضية الاوروبية جوسه مانويل باروسو فقال ممتدحا اختيار فان رومبي واشتون: "لم يكن بالامكان اختيار شخصين اكثر مناسبة لقيادة الاتحاد الاوروبي." وقالت ميركل عن فان رومبي: "هو مرشح سيحقق الاجماع ويتمتع بقدر كبير من القدرة السياسية التي اثبتها طوال حياته السياسية." من جانبه، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن اختيار رئيس من احدى الدول المهمة وليس من الدول الاهم كان اختيارا حكيما لن يجعل احدا يشعر بالتهميش. وقال فان رومبي مخاطبا الزعماء الاوروبيين عقب اختياره إن الاتحاد الاوروبي يمر في مرحلة صعبة للغاية. وقال الرئيس الجديد للاتحاد إن الازمتين المالية والمناخية "تهددان وجودنا" ولكنه اضاف بأن هذه المشاكل يمكن التغلب عليها "بالجهد المشترك." يذكر ان الموقعين القياديين الجديدين قد استحدثا بموجب اتفاقية لشبونة التي ستدخل حيز التنفيذ في الاول من ديسمبر/كانون الاول. وسيترأس رئيس الاتحاد الجلسات الدورية لمجلس اوروبا المخول باتخاذ القرارات السياسية نيابة عن الاتحاد. الا ان المراسلين يقولون إن الدور الذي ستؤديه اشتون بوصفها الممثلة العليا للشؤون الخارجية والامن سيكون اكبر تأثيرا من دور الرئيس. من هو فان رومبوي رئيس الاتحاد الاوروبي الجديد ربما كان سجل رومبوي السياسي المتواضع نسبيا سببا في اختياره للمنصب ولد هيرمان فان رومبوي أول رئيس للاتحاد الاوروبي في 31 اكتوبر/ تشرين الأول عام 1947 في بروكسيل. درس فان رومبوي الاقتصاد وانضم للحزب الديمقراطي المسيحي، حيث عمل في شعبة الشباب خلال عقد السبعينات من القرن الماضي. شغل فان رومبوي منصب وزير الميزانية لست سنوات من عام 1993 إلى عام 1999، كما عمل نائبا في البرلمان البلجيكي ورئيسا له. لا يتمتع رومبوي بسجل سياسي حافل أو حضور مميز في الحياة العامة. وربما تكون هذه النقطة بالتحديد هي التي ساعدته على أن يكون أول رئيس للاتحاد الاوروبي، حيث رغب قادة الاتحاد، كما يرى بعض المراقبين، في اختيار رئيس لا تطغى شخصيته عليهم في المحافل الدولية. وقال أحد المعلقين البلجيكيين دون مواربة "فان رومبوي لا يفتح فمه إلا للتنفس". وستكون مهمة فان رومبوي الرئيسية هي تنظيم قمم الاتحاد الأربع أو الخمس السنوية والعمل كحلقة اتصال بين قادة الاتحاد ال27. ولدى فان رومبوي ولع بشعر الهيكو وهو نوع من الأدب الياباني.