باستثناء 5.9 مليون مشجعا هم عدد مشجعي إنتر في إيطاليا حسب آخر الإحصائيات، فإن جماهير كافة الأندية الأخرى ترقص فرحا مع كل هدف يحرز في شباك جوليو سيزار حارس بطل إيطاليا AFP اجتمعت غالبية جماهير الكرة الإيطالية الجمعة على الفرحة بخسارة إنتر ميلان أمام مضيفه كاتانيا 3-1 في المرحلة 28، واهتزاز عرش الدوري من تحت أقدام النيراتزوري. وباستثناء 5.9 مليون مشجعا هم عدد مشجعي إنتر في إيطاليا حسب آخر الإحصائيات، فإن جماهير كافة الأندية الأخرى رقصت فرحا مع كل هدف أحرزه الفريق الصقلي في شباك جوليو سيزار حارس بطل إيطاليا. الفرحة الطاغية بسقوط إنتر ليست لأنها أمام فريق يمثل جزيرة صقلية أحرز رموز إيطاليا فحسب، بل لأن لأول مرة احتكار الفريق للقب الدوري يهتز عرش اللقب من تحت قدميه، خاصة إذا ما حقق المنافسان روما وميلان الفوز الأحد.
هل إنتر فريق إيطالي؟ هكذا تتساءل وسائل الإعلام ويتعجب جماهير المنافسين، فمعظم انتقادات إنتر تتركز حول غياب اللاعبين الإيطاليين عن الفريق، فعادة ما يخوض مبارياته دون مشاركة أي لاعب إيطالي في تشكيلته الأساسية. بل أن قائمة النيراتزوري لأي مباراة عادة لا تضم سوى الثلاثي الحارس المخضرم فرانشيسكو تولدو والمدافع الشاب دافيد سانتون والمهاجم الغاني الأصل ماريو بالوتيللي. لهذا فإن معظم الإيطاليين يسخرون من بطل الدوري مؤكدين أنه يصلح لكي يكون فريقا أرجنتينيا أكثر من كونه فريقا إيطاليا، نظرا لكونه يضم 4 لاعبين في التشكيلة الرئيسية من الأرجنتين.
ابتزازات الكالتشوبولي أحد أهم الأسباب التي جمعت كراهية الجماهير الإيطالي لإنتر هو طريقة تعامله مع فضيحة التلاعب بنتيجة المباريات. ورغم أن العديد من التقارير التي أهملت - لسبب أو آخر - أكدت أن إنتر لم يكن بالبراءة التي بدا رئيسه ماسيمو موراتي عليها، فإنه كان أول المستفيدين من تفجرها. وتسببت الفضيحة في تجريد يوفنتوس من لقبين للدوري الإيطالي وهبوطه للدرجة الثانية، وهو ما تسبب في خسارته للعديد من الأموال الطائلة، وحرمه من أبرز نجومه آنذاك زلاتان إبراهيموفيتش وفابيو كانافارو وجيانلوكا زامبروتا وليليان تورام. ولا يزال فريق "السيدة العجوز" يترنح بعدما فقد الكثير من شخصية البطل منذ الكالتشوبولي قبل أربعة أعوام، حيث فشل الفريق في ضم نجوم على مستوى الراحلين عن صفوفه منذ ذلك الحين.
لا نجوم خارج الأسوار من بين الانتقادات التي توجه لبطل إيطاليا خلال السنوات الأربع الأخيرة، تعمد موراتي تدمير صفوف منافسيه، حيث يستغل ثراءه وعدم وجود حد أقصى لعدد اللاعبين ضمن صفوفه، ليضم أي لاعب يرى أنه قد يفيد ميلان أو يوفنتوس أو حتى روما. وخطف إنتر المهاجم الهندوراسي ديفيد سوازو من بين أيدي غريمه الروسونيرو حتى يحرمه من جهوده، ولم يستفد به على الإطلاق، وكرر ذلك مع البرازيلي مانشيني الذي ضمه من روما ثم أعاره إلى ميلان بعد أن فقد بريقه. ويواجه الفريق الثري شكوى قدمها ضده نادي لاتسيو المتعثر، يتهمه فيها بأنه كان وراء لجوء المهاجم المقدوني غوران بانديف إلى المحاكم ن أجل فسخ عقده مع ناديه والانتقال إلى إنتر.
مورينيو الخصم والمعشوق للإعلام الإيطالي يملك البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني للفريق كاريزما خاصة، تجعل المشجعين إما أن يعشقونه أو يكرهونه دون حل وسط. جذب مورينيو الكثير من الأعداء لتشيلسي الإنكليزي عندما كان مدربا له وكذلك جذب له العديد من المشجعين الجدد، لكنه في إنتر لم ينجح إلا في جذب الأعداء والخصوم. فالمدرب البرتغالي يتعامل مع الإعلام الإيطالي بصورة سيئة للغاية، ولا ينسى أحد العقوبة التي تلقاها بعد اعتدائه على الصحفي أندريا رامازوتي. وحتى عندما يقبل التعامل مع الإعلام، فإنه يستغله للهجوم على أغلبية لاعبي ومدربي ورؤساء الفرق المنافسة والسخرية منهم أو التقليل من حجم إنجازاتهم، بل حتى الحكام لم يسلموا من لسانه السليط. وأخيرا فإن جماهير إنتر من حقها ألا تكترث لكون فريقها غير قادر على نيل حب جماهير منافسيهم، طالما أنه مازال قادرا على حصد البطولات وتحقيق الإنجازات.