(إيفارمانيوز) - فرحة الشفاء من داءٍ قد يودي بحياتهم تخفي لأطفال السرطان مفاجآت غير سارةٍ في المستقبل، فأمراضهم لا تتقبل الخسارة بسهولة، وهي ما تلبث أن تعود لهم بحُللٍ جديدةٍ بعد عقود من الزمن وكأنها تنتقم لهزائمها الماضية، وإن العلاج الشعاعي بالتحديد هو ما يمهّد لظهورها مجدداً كما أفادت دراسة صادرة عن مركز سلون كيترينغ لأبحاث السرطان في نيويورك. إن ملايين الأطفال حول العالم يدينون بالفضل للعلاج الشعاعي في شفائهم من سرطانات الدم وأورام الجهاز اللمفاوي وغيرها من الأورام، ولكن بنتيجة هذه المعالجة فإن DNA الكثير من الخلايا السليمة يتأذى مما قد يؤدي لتسرطنها لاحقاً، هذا ما استخلصته الدراسة من متابعة أكثر من 1200 امرأة شُفين من سرطاناتٍ في صغرهن تضمّنت خطط علاجهن تشعيعاً على منطقة الصدر، وقبل أن يبلغن سن الخمسين وثّقت الدراسة لدى 24% منهن حالاتٍ من سرطان الثدي، ومن الملاحظ الفارق الواضح بين هذه النسبة والنسبة الطبيعية المقدرة ب 4%، أي أن الخطر قد تضاعف ستة مرات فقط ! وتعليقاً على أهمية الدراسة صرّحت الدكتورة خايا موسكويتس المشرفة عليها قائلةً: "إن الدراسات السابقة أشارت لدور العلاج الشعاعي للسرطانات عند الفتيات في زيادة احتمالية إصابتهن بسرطان الثدي مستقبلاً، ولكن هذه الدراسة نوّهت للمرة الأولى لمدى حجم هذا الدور والذي يمكن أن يُقارن بدور طفرة المورثة BRCA1 في الإصابة بسرطان الثدي عند 31% من حاملات الطفرة". ووفقاً للنتائج الأخيرة فقد جاءت توصيات مجموعة علم أورام الأطفال COG المسؤولة عن المتابعة الصحية للأطفال المتعافين من السرطان بضرورة إجراء الفحوصات الدورية المبكرة للثدي حتى عند الإناث اللواتي تعرضن لجرعات خفيفة من العلاج الشعاعي، في حين وُجِّهت التوصيات السابقة فقط للواتي تعرضن لجرعات عالية، وكانت ال COG قد حددت نقطة البدأ بإجراء فحص الثدي الشعاعي والرنين المغناطيسي وغيرها من الاستقصاءات عند سن ال 25 أو بعد ثماني سنواتٍ من التشعيع. إن هذه الدراسة ومثيلاتها تزيد من ضرورة متابعة الأطفال صحياً بعد التعافي من السرطان، وإن خططاً تُنفذ على الأمد الطويل تُعتبر من أساسيات هذه المتابعة، وقد اختصرت ذلك الدكتورة باولا رايان الأخصائية بسرطان الثدي بقولها: "إن نجاة أطفال السرطان إلى بر الأمان أمر رائع، ولكنهم يجب أن يخضعوا بعد ذلك لمراقبة دقيقة خشية انتهاز سرطانات أخرى الفرصة لتصيبهم كونهم أقل تحصيناً من غيرهم".