اتسم رد فعل السعودية التي قادت محاولات عربية لوقف نفوذ ايران في الشرق الاوسط على فوز حلفاء الولاياتالمتحدة في الانتخابات اللبنانية هذا الاسبوع بالابتهاج. ويعد الفوز المفاجئ للتكتل الحاكم حاليا بقيادة السنة والذي تدعمه واشنطنوالرياض على المعارضة التي يقودها حزب الله اول انتصار للسياسة الخارجية السعودية بعد سلسلة من الانتكاسات. وقال دبلوماسي غربي كبير في الرياض "اعتقد ان السعوديين يجدون نتيجة الانتخابات اللبنانية مرضية للغاية." ولم تتمكن وسائل الاعلام العربية التي تسيطر عليها السعودية من اخفاء فرحتها حيث تبادل مقدمو ومراسلو قناة العربية الاخبارية ومقرها دبي المزاح وحملت عناوين الصحف نبرة تفاخر وشماتة بشأن الضربة التي تلقاها حسن نصر الله زعيم حزب الله. وجاء عنوان صحيفة الشرق الاوسط المملوكة لاسرة امير الرياض الامير سلمان أخي الملك عبد الله بن عبد العزيز يقول "نصر الله برر وتعذر.. وتقبل الخسارة." واعلن طارق الحميد رئيس تحرير الصحيفة عن "انهيار المشروع الايراني" في لبنان مجسدا بذلك اللغة الطائفية التي صبغت الحملة الانتخابية. وكتب يقول ان فوز قوى 14 اذار هو "وقبل كل شيء انتصار للبنان العربي... صحيح ان ليل اللبنانيين طويل لكن الاهم هو انهم حموا بلادهم من التبعية للمشروع الايراني." وهنأ بيان صدر عن مجلس الوزراء السعودي في وقت متأخر من مساء الاثنين لبنان "بانتصار اللبنانيين" وتلقى الملك عبد الله اتصالا من الرئيس السوري بشار الاسد الذي تشوب علاقته بالرياض فتور بسبب دعمه لحزب الله. ولم تذكر وسائل الاعلام السعودية سوى انهما بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين. واظهرت النتائج ان تكتل سعد الحريري المؤيد للغرب حصل على 71 مقعدا في البرلمان المؤلف من 128 عضوا مقابل 57 مقعدا لتحالف المعارضة الذي يضم حزب الله وحركة امل الشيعيين والزعيم المسيحي ميشال عون. وقال محلل سعودي رفض نشر اسمه "السعودية سعيدة للغاية بما حدث في لبنان." وتراقب الرياض التي ترى نفسها زعيمة للاسلام السني بقلق تنامي النفوذ الشيعي في المنطقة في اعقاب الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق عام 2003 والذي اتى بالشيعة المدعومين من ايران الى السلطة هناك. وتمكن حزب الله من الصمود أمام هجوم اسرائيلي استمر 34 يوما في عام 2006 ثم تغلب على ميليشيات موالية للحكومة في معارك شوارع كانت بمثابة نوبة فشل فيما يبدو للدبلوماسية السعودية. وسيطرت حماس حليفة ايران على قطاع غزة في قتال مع قوات فتح الموالية لرئيس السلطة الفلسطينية المدعوم من الغرب محمود عباس عام 2007. وستكون هزيمة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي اشرف على سياسة طهران التوسعية في السنوات الاخيرة في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى يوم الجمعة المقبل انتصارا مزدوجا للرياض. فالمحللون يقولون ان القادة السعوديين يخشون من فقد مكانة اقليمية وداخلية اذا توصلت واشنطن لتسوية تاريخية مع ايران بشأن برنامجها للطاقة النووية وهي تسوية ستكون بمثابة اعتراف بطهران القوة الكبرى في منطقة الخليج. وتخشى الدول الغربية والسعودية من تطوير طهران لاسلحة نووية وهو اتهام تنفيه القيادة الايرانية. وقال مصطفى العاني المحلل المقيم في دبي والقريب من التفكير السعودي ان الرياض لا تتوقع اي تغير كبير في سياسة ايران النووية. واضاف العاني " يتابعونها لكن ليس لديهم امل يذكر في تغييرات كبيرة." وزار رئيس المخابرات السعودية الامير مقرن وهو أخ اخر للعاهل السعودي لبنان هذا العام من اجل ما وصفته وسائل الاعلام العربية بالاتفاق بين سوريا والسعودية اكبر مصدر للنفط في العالم على عدم تمويل الاحزاب المعارضة في الانتخابات اللبنانية. وقال اسعد ابو خليل اللبناني الذي يعمل استاذا للعلوم السياسية بالولاياتالمتحدة ان الرياض من المحتمل انها لا تزال على رأس ممولي تلك الانتخابات. وكتب في مدونته "ليس لدي دليل ولا بيانات لكن بوسعي التكهن بان السعودية دفعت معظم الاموال في هذه الانتخابات تليها ايرانفالولاياتالمتحدة."