طالبت الدول الغربية الكبرى مجلس الامن الدولي الاربعاء بأمهال الحكومة في دمشق عشرة ايام لوقف استخدام الاسلحة الثقيلة في قصف المدن الخارجة عن سيطرته وفرض عقوبات عليه إن لم يمتثل. جاءت هذه المطالبة في مسودة مشروع قرار تقدمت به بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والمانيا ووزع على الدول الاعضاء ال 15 في مجلس الامن الدولي. وسيفتح مشروع القرار مواجهة جديدة في سياق الجهود الدولية المبذولة للضغط على الحكومة السورية ووقف العنف الدائر في البلاد. ومع اقتراب موعد نهاية التفويض الممنوح لبعثة المراقبة التابعة للامم المتحدة في سوريا (UNSMIS) في 20 من الشهر الجاري ينبغي على مجلس الامن أن يصدر قرارا جديدا بشأن الازمة في سوريا. وكانت روسيا، الحليف الرئيسي للاسد اقترحت في وقت سابق مسودة قرار جديد في مجلس الأمن يدعو الى تمديد تفويض بعثة مراقبي الأممالمتحدة في سوريا، دون اي اشارة الى التهديد بفرض عقوبات. وسيجري الدبلوماسيون في مجلس الامن اول محادثات لهم الخميس لمناقشة مشروعي القرارين الجديدين. مشروع قرار روسي وينص مشروع القرار الروسي على "التمديد ثلاثة اشهر لتفويض" بعثة مراقبي الأممالمتحدة في سوريا "مع الاخذ في الاعتبار" بالتوصيات التي قدمها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وكان بان كي مون قد أوصى في تقرير رفعه الى مجلس الامن الاسبوع الماضي بخفض عدد المراقبين العسكريين، واعطاء بعثة مراقبي الاممالمتحدة في سوريا دورا سياسيا اكبر. ويجدد مشروع القرار الروسي "التأكيد" على دعم خطة السلام التي تقدم بها عنان وأن مسألة ايجاد حل سياسي للازمة في سوريا تعود للشعب السوري. ولا يتضمن مشروع القرار اي تهديدات بعقوبات محتملة، مكتفيا بالاشارة الى ان مجلس الامن "سيقيم تطبيق هذا القرار وسيدرس اتخاذ تدابير لاحقة اذا لزم الامر". مشروع قرار غربي وتقول وكالة فرانس برس انها حصلت على نسخة من نص مشروع القرار الغربي وانه ينص على انه إن لم تنفذ السلطات السورية ما نص عليه القرار "في غضون الايام العشرة" التي تلي صدوره فان مجلس الامن "سيفرض فورا الاجراءات المنصوص عليها في المادة 41 من ميثاق الاممالمتحدة" التي تنص على فرض عقوبات دبلوماسية واقتصادية وليس فعلا عسكريا. وتم توزيع القرار بعد مطالبة المبعوث الاممي الى سوريا كوفي عنان لمجلس الامن بتقديم دعم قوي جديد لخطته للسلام التي وافق النظام السوري على الالتزام بها في مارس/اذار بيد انها لم تنفذ على الارض بشكل كامل حتى الان. "من سيء إلى أسوأ" وكان عنان قال امام مجلس الامن إن الاوضاع في سوريا "تسير من سيء الى اسوأ " حسب تصريحات دبلوماسيون حضروا اللقاء المغلق مع المبعوث الدولي. طالب المبعوث الاممي الى سوريا كوفي عنان مجلس الامن بتقديم دعم قوي جديد لخطته للسلام ودعا عنان اعضاء مجلس الامن الى ان يضعوا جانبا مصالح بلدانهم وان يقوموا بضغط مشترك ودائم على كلا الجانبين في الازمة السورية مع عواقب واضحة ضد من لا يلتزم، كما اوضح السفير البريطاني مارك ليال غرانت للصحفيين. ومن جانبه قال نظيره الفرنسي جيرار ارو "ينبغي ان نعطي عنان الوسائل لممارسة الضغط على الطرفين لكي يفي الطرفان اخيرا، وخصوصا الحكومة السورية، في الايام المقبلة" بتعهداتهما. وانتقد ارو مشروع القرار الروسي قائلا انه غير كاف و "لا يمنح انان وسائل التحرك".