تجددت الاشتباكات بين القوات النظامية والجيش السوري الحر لليوم الثاني على التوالي في بعض أحياء دمشق، متخذة طابعاً هو الأعنف منذ بدء الاضطرابات في سوريا قبل 16 شهراً، وامتدت إلى حي الميدان القريب من وسط العاصمة، وعمد الجيش إلى استخدام الآليات المصفحة لأول مرة داخل العاصمة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان . يأتي ذلك في وقت تشهد الجبهة الدبلوماسية حراكاً متسارعاً، حيث اجتمع المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا، كوفي عنان، في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، لبحث شروط تمديد محتمل لبعثة مراقبي الأممالمتحدة في سوريا . كما يلتقي عنان اليوم (الثلاثاء) الرئيس الروسي فلاديمير بوتين . وقال لافروف قبل لقاء عنان إن الرئيس السوري بشار الأسد لن يرحل، لأنه يحظى بدعم شعبه، متهماً القوى الغربية بممارسة “الابتزاز” في المفاوضات بشأن الملف السوري . وأكد أن موسكو لن تمرر قراراً في مجلس الأمن لا يعتمد على اتفاقية جنيف . ويزور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الصين لحثها على تغيير موقفها بشأن سوريا . وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ، أن اللجوء إلى الفصل السابع لضمان تنفيذ خطة عنان في سوريا في مدة معينة يعد “أمراً مهماً جداً”، معتبرًا أن اتخاذ مثل هذا القرار ستكون له عواقب خطيرة في حال عدم تنفيذ خطة المبعوث الدولي، معرباً عن أمله بأن يتمكن عنان من إقناع القيادة الروسية بضرورة إنشاء حكومة انتقالية سريعاً في سوريا . وجدد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنارد فاليرو التشديد على ضرورة اتخاذ قرار ملزم من مجلس الأمن يضع خطة عنان في سوريا وقرارات جنيف تحت الفصل السابع، وقال “كي تكون ذات مصداقية، فإن الحزم يجب أن يمر عبر التهديد بعقوبات من مجلس الأمن، يجب على السلطات السورية أن تدرك أن الانتهاكات لن تمر من دون عقاب وستعرضها لعواقب”، وأشار إلى أن فرنسا تعمل في هذا الاتجاه مع الشركاء الدوليين خلال المناقشات الجارية في مجلس الأمن . واعتبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن أعمال العنف في سوريا باتت تنطبق عليها تسمية الحرب الأهلية . ويعد الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة لفرضها على النظام السوري يتوقع تبنيها الأسبوع المقبل . يأتي ذلك فيما صرح دبلوماسيون أن روسيا تعرقل منذ الجمعة الماضي مشروع بيان لمجلس الأمن يدين استخدام القوات السورية أسلحة ثقيلة في “التريمسة” . ويؤكد مشروع القرار أن استخدام الجيش السوري للمدفعية والمصفحات والمروحيات يشكل “انتهاكاً لالتزامات وتعهدات” دمشق لتطبيق خطة عنان واحترام قرارات الأممالمتحدة والقوانين الدولية . وتعتبر موسكو أن ما جرى في التريمسة “ليس واضحاً” كما قال دبلوماسي . وقبل أن تتخذ موقفاً من مشروع البيان تطالب موسكو بأن يقدم الجنرال روبرت مود رئيس بعثة الأممالمتحدة في سوريا إلى المجلس خلاصة ما لاحظه مراقبو الأممالمتحدة في المكان .
