اتهمت الأممالمتحدة نظام بشار الأسد، بتنفيذ مذبحة التريمسة , مشيرة إلى أن "القوات الجوية السورية تواصل استهداف المناطق الحضرية المأهولة شمالي مدينة حماة على نطاق واسع". وقال تقرير بعثة المراقبة الدولية في سوريا: "يجري تقييم العملية في التريمسة باعتبارها امتدادا لعملية القوات الجوية السورية في خان شيخون إلى صوران في الأيام القليلة الماضية"، واصفة الهجوم بأنه ربما يكون الأسوأ منذ بدء الصراع قبل 16 شهرا. وطبقا لتقرير البعثة فإن مجموعة من مراقبي الأممالمتحدة العسكريين غير المسلحين تمكنوا فقط من الوصول إلى مسافة تبعد ستة كيلومترات عن التريمسة ومنعهم قادة من القوات الجوية السورية من الاقتراب بسبب "العمليات العسكرية". وقال التقرير إنهم شاهدوا أيضا طائرة هليكوبتر إم.آي-8 وأخريين من طراز إم.آي 24 تحلق كما شاهدوا إحدى طائرتي الهليكوبتر إم.آي 24 تطلق صواريخ جو أرض. وقالت مصادر بالمعارضة إن نحو 220 شخصا معظمهم مدنيون قتلوا في مذبحة شهدتها قرية التريمسة في حماة حين قصفتها طائرات هليكوبتر ودبابات ثم اقتحمها أفراد ميليشيا لتمارس القتل ضد ما تبقى فيها من عائلات. من جهته، طالب كوفي عنان المبعوث الدولي لسوريا اليوم الجمعة، مجلس الأمن بتوجيه رسائل صارمة لنظام بشار الأسد، بشأن مذبحة التريمسة التي نفذتها القوات الحكومية، مشيرا إلى أنها تظهر تجاهله لقرارات الأممالمتحدة. وأكد عنان في رسالة لمجلس الأمن أن استخدام الحكومة السورية للمدفعية والدبابات وطائرات الهليكوبتر ضد قرية التريمسة ينتهك التزاماتها بموجب خطة السلام التي وافقت عليها الأممالمتحدة. وأضافت الرسالة: "مما يدعو للأسى .. لدينا الآن دليل قاتم آخر على استمرار الاستهانة بقرارات المجلس" مشيرة إلى أنه حث المجلس يوم الأربعاء على أن "يبعث برسالة مفادها أن عدم الامتثال ستكون له عواقب". من جانبها نقلت قناة«بي إف إم» الفرنسية الخاصة عن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الجمعة،تحذيره روسيا والصين، من عواقب رفضهما فرض عقوبات على سوريا، وقال إن رفضهما يعني أن تعم الفوضى والحرب في هذا البلد، وذلك غداة مجزرة التريمسة التي ذهب ضحيتها أكثر من 150 في وسط سوريا. وأضاف هولاند، في تصريح للقناة : «أقول للروس، وللصينيين: عندما لا تقومون بشيء كي نتمكن من التقدم بشكل مباشر أكثر في اتجاه تشديد للعقوبات (في الأممالمتحدة)، فهذا يعني أن تعم الفوضى والحرب سوريا على حساب مصالحكم الخاصة». من جانبها، ادانت كاثرين اشتون، مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي، ما جرى في التريبسة بوصفه "انتهاك فاضح" لخطة عنان للسلام. وقالت المسؤولة الاوروبية في بيان اصدرته الجمعة "لقد صدمت بما احتوته التقارير عن قتل 200 على الاقل من الرجال والنساء والاطفال في قرية التريمسة بمنطقة حماة. ان استخدام الاسلحة الثقيلة – بما فيها المدفعية والطائرات – من جانب النظام، الامر الذي اكده المراقبون الدوليون، يعتبر انتهاكا فاضحا لالتزاماته بموجب خطة عنان." وقالت "ادين هذه العمل الفظيع بأشد العبارات." أما وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون، فدعت الى وقف فوري لاطلاق النار في المناطق المحيطة بحماة لاتاحة المجال لمراقبي الاممالمتحدة لدخولها، وقالت إن الجهات المسؤولة عن ارتكاب المجزرة ستحاسب على فعلتها. وقالت كلينتون إن التقارير التي تحدثت عن هجوم قامت به القوات السورية على التريمسة "توفر دليلا لا يرقى اليه الشك بأن النظام قتل عمدا مدنيين ابرياء." من جانبه، دعا عبداللطيف الزياني الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية مجلس الامن الى اتخاذ خطوات حازمة ضد دمشق عقب اعمال القتل التي شهدتها التريمسة. ووصف الزياني الاحداث التي شهدتها القرية بأنها "عمل ارهابي وحشي ينافي مبادئ الاسلام"، وحث مجلس الامن على "وضع حد للمأساة المؤلمة التي يعيشها الشعب السوري." "تضارب" وفي حالة تأكد عدد قتلى التريمسة فإنها ما حدث فيها سيكون أكثر عمليات القتل دموية منذ بدأ الصراع في سوريا. وكانت الحكومة والمعارضة المسلحة في سوريا قد تبادلتا الاتهامات بالمسؤولية عن المجزرة التي اشارت التقارير إلى أن عدد ضحاياها بلغ 200 قتيل على الأقل. ونقل الناشطون السوريون عن سكان القرية قولهم أن القرية هجومت بطائرات هليوكبتر قاذفة ودبابات ثم تعرضت بعد ذلك لهجوم من جانب " الميليشيات الموالية للنظام" أي " الشبيحة". وقال الأهالي إن هؤلاء " الشبيحة" أعدموا سكان القرية. واتهمت الحكومة السورية ما وصفته ب "قنوات الإعلام الدموي" و المجموعات الإرهابية" بارتكاب المجزرة. وفي وقت لاحق، وصف مراقبو الاممالمتحدة في سوريا ما جرى في التريمسة بأنه "امتداد لعملية نفذتها القوة الجوية السورية." وقال المراقبون في تقرير فوري اصدروه الجمعة إن "الوضع في محافظة حماة ما زال حرجا، إذ تواصل القوة الجوية السورية استهداف المناطق المأهولة شمالي مدينة حماة بشكل مكثف." رواية الحكومة وتقول الرواية الحكومية السورية إن "الأجهزة الأمنية المختصة اشتبكت ( الخميس) بعد مناشدات من الأهالي مع مجموعة إرهابية مسلحة في بلدة التريمسة كانت تطلق النار بشكل عشوائي على أهالي البلدة". من ناحيتهم، قال المراقبون الدوليون في سوريا إنهم على أهبة الاستعداد للذهاب إلى قرية التريمسة للتحقيق في عمليات القتل هناك. وقال الجنرال مود، رئيس فريق المراقبين في مؤتمر صحفي في دمشق بأنه يجب التحقق من وقف إطلاق النار قبل ذهاب المراقبين إلى القرية. ويذكر أن مهمة المراقبين الدوليين في سوريا تنقضي في العشرين من الشهر الحالي.