نت /دمشق، نيويورك، عواصم – وكالات - الأممالمتحدة تؤكد أن الهجوم امتداد لعملية للقوات الجوية.. وعنان «مصدوم ومفجوع» مجزرة التريمسة 220 قتيلا.. و«الحر» يدعو إلى «النفير العام» «مذابح نظام الأسد تبدد أي شكوك حول ضرورة التحرك الحاسم في الأممالمتحدة». هذا ما أعلنه البيت الأبيض الأميركي، فيما استمرت تداعيات المجزرة المروعة التي شهدتها بلدة التريمسة في محافظة حماة وسقط فيها 220 قتيلاً معظمهم من النساء والأطفال، بعضهم بنيران الدبابات والمدافع والمروحيات، وآخرون بعمليات اعدام جماعية او بتقطيع اوصالهم بالخناجر والفؤوس. وحاول المراقبون الوصول للاطلاع على مزيد من التفاصيل فيما كان مجلس الامن يتابع مناقشاته لمجمل الوضع السوري. وأكد تقرير أولي للمراقبين ان سحق القرية المنكوبة كان امتداداً للقصف الجوي «الذي يواصل استهداف الاحياء السكنية شمال حماة على نطاق واسع». وطالبت المعارضة السورية مجلس الأمن بالتحرك الحاسم لوضع حد لهذا المسار الدموي. من جهتها، لم تجد اجهزة اعلام النظام السوري ما تقوله سوى مهاجمة «الاعلام الدموي» واتهام «ارهابيين» بارتكاب المجزرة. دمشق- أ ف ب، رويترز – قتل ما بين 200 الى 220 سوريا في «مجزرة» جديدة وقعت مساء الخميس في بلدة التريمسة في حماة، اتهمت المعارضة نظام الرئيس بشار الأسد بارتكابها، وطالبت مجلس الأمن الدولي، المنقسم حول المسألة السورية، بقرار «عاجل وحاسم» يتيح استخدام القوة من أجل وضع حد للعنف، بينما اتهمت السلطات من وصفتهم ب«الإعلام الدموي» و«إرهابيين» بارتكاب الجريمة. لكن تقريرا أوليا لبعثة المراقبين الدوليين في سوريا وصف الهجوم بأنه «امتداد لعملية للقوات الجوية السورية»، مشيرا الى أن «الوضع في حماة لا يزال مضطربا للغاية ويصعب التكهن به». وأضاف تقرير المراقبين، الذين أبدوا «استعدادا» للتوجه الى التريمسة للتحقق مما حصل، أن «القوات الجوية السورية تواصل استهداف المناطق الحضرية المأهولة شمالي مدينة حماة على نطاق واسع». ولاقت المجزرة ردود فعل وإدانة محلية وإقليمة ودولية كبيرة: فقد دعا الجيش الحر السوريين الى «النفير العام» لمواجهة من أسماهم «ميليشيات الأسد»، وعبر المبعوث الأممي- العربي كوفي عنان عن «الصدمة والفجيعة»، متهما الحكومة السورية ب«انتهاك» خطته السلمية، بينما دعت كل من واشنطن وباريس ولندن مجلس الأمن ل«تحمل مسؤولياته». كما برز تغيير ملحوظ في الموقفين الصيني والروسي، حيث أكدت بكين أنها ستدرس «بجدية» مشروع القرار الدولي الجديد الذي طرح للنقاش الخميس، ويضع خطة عنان تحت الفصل السابع، بينما دانت موسكو وبشدة مجزرة التريمسة. 200 إلى 220 قتيلا ووفق ناشطين وشهود عيان، فإن بلدة التريمسة تعرضت لقصف عنيف من قبل المروحيات العسكرية والدبابات التابعة لجيش الأسد، ومن ثم اقتحمتها ميليشيا الشبيحة الذين نفذوا إعدامات بالسلاح الابيض. وفي حالة تأكد عدد القتلى والروايات، فإن الحادث سيكون الأسوأ من نوعه والأكثر دموية في الانتفاضة المندلعة ضد نظام الأسد منذ مارس 2011. وقتل أكثر من 200 شخص وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، وأكثر من 220 وفق قائد لمقاتلي المعارضة المسلحة، في هجوم بالدبابات والمروحيات العسكرية شنته القوات الحكومية السورية (الخميس) على بلدة التريمسة في ريف حماة. وقال المرصد «نظرا الى الحجم الصغير للبلدة، قد تكون هذه المجزرة الأكبر التي ارتكبها نظام الأسد منذ بدء الثورة ضده». وأوضح أن بين القتلى «العشرات من مقاتلي الكتائب الثائرة»، مشيرا الى أنه وثق أسماء أربعين قتيلا حتى الآن، وأن «نحو ثلاثين من الشهداء احترقت جثامينهم بشكل كامل، وأن بعض الشهداء قتل بالسلاح الأبيض». كذلك أكد الناشط جعفر أن غالبية القتلى «هم من عناصر الجيش السوري الحر». وروى أن «رتلا من الجيش النظامي كان متوجها الى ريف حماة، عندما ضربه الجيش الحر وأخذ غنائم». وأضاف أن الجيش النظامي «هاجم على الأثر الجيش الحر المتمركز في التريمسة بمساعدة القرى العلوية المجاورة، وصمد الجيش الحر قرابة الساعة، قبل أن يتمكن الجيش النظامي من السيطرة على التريمسة وقتل أفراد من الجيش الحر». رواية النظام في المقابل، نقلت وكالة سانا عن مصدر إعلامي لم تسمه «ان قنوات الاعلام الدموي بالشراكة مع المجموعات الإرهابية المسلحة ارتكبت مجزرة بحق أهالي التريمسة في محاولة لتأليب الرأي العام ضد سوريا وشعبها واستجرار التدخل الخارجي عشية اجتماع لمجلس الأمن الدولي». وأفادت الوكالة عن اشتباك «الجهات الأمنية المختصة بعد مناشدات من الأهالي مع مجموعة ارهابية مسلحة فى بلدة التريمسة بريف حماة، واسفر الاشتباك عن الحاق اضرار فادحة في صفوف المجموعة الارهابية واعتقال عدد من أفرادها». ونقلت سانا عن «أهالي التريمسة» قولهم إن «مجموعات ارهابية مسلحة اقتحمت القرية وأطلقت النار عشوائيا وفجرت عددا من المنازل وقتلت أكثر من 50 شخصا». وأشارت الى أن الاشتباك أسفر عن «استشهاد ثلاثة عناصر من الأجهزة الأمنية المختصة، بالإضافة الى مصادرة الأسلحة التي كانت بحوزة الإرهابيين»، وبينها «رشاشات وأسلحة إسرائيلية الصنع»! سيدا يطالب العرب وطالبت المعارضة السورية مجلس الأمن باصدار قرار «عاجل وحاسم» حيال نظام دمشق. وأعلن المجلس الوطني السوري أن «وقف الاجرام المنفلت الذي يهدد كيان سوريا والسلم والأمن الإقليمي والدولي يحتاج لقرار دولي عاجل وحاسم تحت الفصل السابع يحمي الشعب السوري». وحمل رئيس المجلس عبد الباسط سيدا النظام مسؤولية المجزرة، وناشد المجتمعين العربي الدولي «التحرك فورا» لوقف هذه المجازر، قائلا «مجزرة التريمسة عار على مجلس الأمن والجامعة العربية»، مشددا على أن النظام السوري «لا ولن يفهم إلا لغة القوة». النفير العام.. والإضراب ودعا قائد الجيش الحر العقيد رياض الأسعد جميع السوريين من المدنيين والعسكريين إلى ما أسماه «النفير العام» من خلال قطع جميع الطرقات وضرب قوات النظام خاصة المطارات العسكرية لمواجهة مليشيات الأسد، محذرا «علينا أن نتوقع المزيد من المجازر كالتي وقعت في التريمسة.. ولا بد من الاستعداد إلى هذه المرحلة الصعبة». كما دعا جميع العاملين بالدولة إلى الإضراب العام للرد بشكل عملي على مجازر الأسد. بعثة المراقبين بدوره، أعلن رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود استعداد البعثة للتوجه الى التريمسة للتحقق من الوقائع «إذا أو عندما يحصل وقف جدي لاطلاق النار». وأكد مود ان المراقبين الموجودين في حماة تمكنوا الخميس من معاينة «استمرار الاشتباكات في محيط التريمسة التي استخدمت فيها وحدات آلية والمدفعية والمروحيات». «الصدمة والفجيعة» وأعرب المبعوث الدولي عن «الصدمة والفجيعة» للتقارير حول المجزرة. واعتبر في بيان من جنيف أن ذلك يشكل «انتهاكا لالتزام الحكومة السورية وقف استخدام الأسلحة الثقيلة في أماكن سكنية والتزامها بالنقاط الست لخطة السلام» التي وضعها، وتنص على وقف كل أشكال العنف، وسحب الدبابات من الشوارع. روسيا تدين المذبحة وتدعو للتحقيق دانت روسيا أمس مذبحة قال نشطاء معارضون إنها وقعت في سوريا، ودعت إلى تحقيق في الحادث الذي قالت إنه يخدم مصلحة الأطراف التي تريد إذكاء صراع ديني. ولم تحمل وزارة الخارجية المعارضة بشكل مباشر اللوم عن المذبحة التي قالت مصادر بالمعارضة إنها وقعت عندما قصفت طائرات هليكوبتر ودبابات قرية قبل أن تقتحمها ميليشيات وتقتل بعض الأسر. وقال بيان لوزارة الخارجية «ليس لدينا شك في أن هذا الاعتداء يخدم مصلحة تلك القوى التي لا تسعى للسلام وإنما تسعى بشكل حثيث لنشر بذور الصراع الطائفي والأهلي على الأرض السورية». .. ولن تعطي أي أسلحة تستخدم ضد المعارضة أعلنت روسيا، أمس، أنها لن تمنح سوريا أية أسلحة يمكن استخدامها ضد المعارضة. وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف «سوريا لن تحصل على أية أسلحة روسية يمكن استخدامها ضد المعارضة»، مضيفا موسكو ستحث المبعوث الخاص كوفي عنان على العمل بشكل أكبر مع المعارضة السورية. «الإخوان» يحمّلون عنان وروسياوإيران المسؤولية حملت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا الموفد الدولي والعربي كوفي عنان، وكذلك إيران، وقبلهم نظام الرئيس بشار الأسد، مسؤولية مجزرة التريمسة. وأعلن الإخوان في بيان «لا نعتبر الوحش بشار المسؤول وحده عن الجريمة المروعة .. بل إن المسؤول عن هذه المجزرة وعن سابقاتها هو عنان والروس والإيرانيون، وكل دول العالم التي تدعي مسؤوليتها في حماية السلم والاستقرار العالميين، ثم تلوذ بالصمت والمراوغة». «التعاون الإسلامي» تدعو مجلس الأمن للتحرك نددت منظمة التعاون الاسلامي بحدة «بمجزرة» التريمسة في سوريا، داعية مجلس الامن الدولي الى التحرك لوقف حمام الدم في البلاد. واكد امين عام المنظمة اكمل الدين احسان اوغلي انه يدين «بشدة المجزرة الشنيعة، والتي أسفرت عن المئات من القتلى والجرحى من المدنيين العزل». كما ندد «بتواصل عمليات القتل والمجازر التي تستهدف الشعب السوري، خاصة مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك». لقطات من المجزرة ● أظهر تسجيل فيديو نشره ناشطون على شبكة الانترنت جثث عدد من الرجال الممددين أرضا، ووجوههم تغطيها الدماء والغبار، وبعضهم لا يمكن تبيان ملامحهم. وكان أغلب الضحايا مصابين بطلقات في الرأس أو البطن. ● قال ناشط إن «التريمسة اليوم خالية تماما. الجميع مات أو هرب.. والقصف استهدف مسجدا كان لجأ إليه عدد من السكان». وأن «حوالى 30 آلية للجيش حاصرت البلدة، ومنعت أي شخص من الهروب». ● وقال مجلس قيادة الثورة في حماة إن قرية تريمسة تعرضت لقصف بأسلحة ثقيلة، ثم اجتاح القرية الشبيحة حاملين سكاكين، وقتلوا الضحايا الواحد تلو الآخر ذبحا. وقتل بعض المدنيين اثناء محاولتهم الهرب. ● روى شهود أن الجثث كانت منتشرة في الحقول وفي القنوات والمنازل. ● إذا تأكدت هذه الروايات، فستكون هذه المذبحة الأسوأ من بين أربع مذابح على الاقل في سوريا، خلال الانتفاضة بعد بابا عمرو والحفة والحولة. ● لا يوجد ما يثبت ان الفيديو صور في تريمسة، لأن السلطات السورية تقيد بشدة دخول وسائل الاعلام الاجنبية، كما علقت الاممالمتحدة حاليا مهمة مراقبة، وهو ما يجعل التأكد من صحة مزاعم الجانبين في حكم المستحيل. ● لم يظهر بعد اي شيء يوثق مزاعم النشطين بأنه كان بين القتلى نساء وأطفال. ● ذكر بعض النشطين ان رواياتهم استندت الى اتصالات مع سكان تريمسة تمت بهواتف تعمل بالاقمار الصناعية. ● ترددت تقارير عن قيام قوات الأمن بقطع الانترنت والهواتف قبل ان تقصف وتقتحم القرية. وتقول جماعات المعارضة ان ذلك صعّب عليها الحصول على افلام الفيديو التي صورت المشهد وتحميلها. ● رأت فرنسا مجزرة التريمسة تشير الى «هروب الى الامام يقوم به النظام»، داعية مجددا مجلس الامن الدولي الى «تحمل مسؤولياته». الجيش الحر ينتقد صمت مناف طلاس انتقد الجيش السوري الحر في الداخل، أمس، صمت العميد مناف طلاس الذي اعلن انشقاقه اخيرا، معتبرا ان خروجه من سوريا يندرج في اطار «توليفة دولية» لحل ما، ورحب في المقابل بانشقاق السفير السوري في العراق نواف الفارس. وأمهل الجيش الحر أركان النظام من مدنيين وعسكريين حتى نهاية الشهر الجاري للانشقاق، والا سيصبحون في «دائرة الاستهداف المباشر».