حثت روسيا كوفي عنان مبعوث الأممالمتحدة الخاص اليوم الجمعة على العمل عن كثب مع المعارضة السورية بينما صرح مصدر في وزارة الخارجية الروسية بأن موسكو ستطرح هذه الفكرة خلال محادثات مع عنان تجري في العاصمة الروسية يوم الاثنين. ودافعت روسيا مرارا عن الرئيس السوري بشار الاسد في مجلس الامن التابع للامم المتحدة منذ بدء الانتفاضة ضده قبل 16 شهرا لكنها أجرت هذا الاسبوع محادثات مع المعارضة التي حثتها على بذل المزيد لانهاء العنف. ونقلت وكالة الاعلام الروسية عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية قوله يوم الجمعة ان عنان سيجري محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في موسكو يوم الاثنين وان لم تعلن روسيا ولا مبعوث الاممالمتحدة عن الزيارة. وقال المصدر "سيتم مناقشة الوضع الراهن في سوريا وفرص التوصل الى تسوية (سلمية)." وصرح نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف يوم الجمعة بأن روسيا تريد أن عمل عنان بنشاط أكبر مع المعارضة السورية وانها ستحثه على القيام بذلك اثناء زيارة لموسكو. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن جاتيلوف قوله "كي نكون صادقين نحن لا نرى شركاءنا على استعداد (مثل روسيا) للعمل مع المعارضة ويلعب كوفي عنان دور الوسيط الرئيسي في هذه العملية." وأضاف "للأسف حتى الآن لا نرى أي نتائج عملية لاتصاله وفريقه بالمعارضة." وتجيء ثاني زيارة يقوم بها عنان لروسيا منذ ان أصبح مبعوثا خاصا للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا بعد ان اجتمع لافروف في موسكو الاسبوع الماضي مع وفدين من زعماء المعارضة السورية. ولم يرد اي ذكر لان عنان سيلتقي يوم الاثنين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين او مع رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف. وقال دبلوماسيون أجانب ان روسيا تبعث برسائل متضاربة قد تشير الى تحول في موقف موسكو من سوريا مع حرصها على الاحتفاظ لنفسها بموطيء قدم في البلاد في حالة رحيل حليفها الاسد. وأعلنت موسكو يوم الخميس انها لن توافق على التهديد بعقوبات لانهاء الصراع في سوريا بعد ان بدأ مجلس الامن مفاوضات بشأن قرار بتمديد مهمة المراقبين هناك. وكرر نائب وزير الخارجية الروسي معارضة موسكو لعملية حفظ سلام في سوريا اقترحها بان جي مون الامين العام للامم المتحدة تتضمن ارسال مراقبين عسكريين الى سوريا. ونقلت انترفاكس عن جاتيلوف قوله "عملية فرض السلام هي اجراء ينفذ بالقوة. واي اجراءات تتخذ دون موافقة الحكومة (السورية) مرفوضة تماما." وأضاف "اي نشر اضافي لقوات مسلحة او فرق يجب ان يتم بموافقة الحكومة السورية. على حد علمي الحكومة السورية غير مستعدة لهذا في هذه المرحلة." وفي لفتة اخرى على اصرار روسيا على الاحتفاظ بموضع قدم في المنطقة في حالة رحيل الاسد قالت مصادر عسكرية ان سفنا حربية روسية أبحرت هذا الاسبوع متجهة الى سوريا حيث توجد منشأة صيانة بحرية روسية. لكن دعوة جاتيلوف لعنان لتكثيف العمل مع المعارضة والاتصالات المتنامية مع معارضي الاسد تشير الى ان روسيا تحاول انتهاج موقف أكثر توازنا وانها ربما تفكر في سبل لتسهيل عملية التحول السياسي في سوريا. كما نقل عن مسؤول روسي عن تجارة السلاح قوله هذا الاسبوع ان روسيا لن تسلم المزيد من الاسلحة للاسد مادام القتال مستمرا. وانتقد وفدا المعارضة السورية اللذان زارا موسكو هذا الاسبوع الجهود الدولية لحل الازمة. واستضافت موسكو من قبل جماعات معارضة سورية لكنها فشلت في التوصل الى ارض مشتركة مع اي منها بعد ان استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد قرارين استهدفا زيادة الضغط على الاسد.