تقرير - عبدالعزيز أبوسعدة - أكدت أسرة المشير الراحل عبد الحكيم عامر القائد الأعلى للقوات المسلحة في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، أنها لم تأخذ واجب العزاء في فقيدها حتى الآن انتظارا لكشف السبب الحقيقي وراء رحيله. وأكد صلاح عبد الحكيم عامر نجل المشير الراحل، أن والده لم يمت منتحرا كما أتهمه الكثيرون، وإنما تعرض للإغتيال، مشيرا إلى أن الطبيب الشرعي المصري أكد أن السبب الحقيقي لوفاته لم يكن الانتحار، مؤكدا أنهم في انتظار قرار النيابة العسكرية في ذلك الشأن حتى تأخذ العائلة واجب العزاء.
وأشار الدكتور عمرو عبد الحكيم عامر نجل الصديق المقرب من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أن إثبات اغتيال والدة بعد كل تلك الفترة سوف يغير التاريخ تماما، حيث وُثِق لدى الشعب المصري أن المشير عبد الحكيم عامر قد انتحر نتيجة لتسببه في هزيمة الجيش المصري في حرب عام 1967 والتي عرفت ب"النكسة".
وأكد عماد الدين فصيح محامي عائلة عامر، أنه يملك الآن مستندات رسمية تؤكد قتل المشير منها 4 تقارير طبية شرعية، بما فيها التقرير الطبي الأصلي الذي وضعه الدكتور عبد الغني سليم البشري حيث جاء في هذا التقرير بعض السقطات العلمية التي تعمد إغفالها، والتي ظهرت بعد ذلك حين سلم أصل تقرير الطب الشرعي الذي لم يُحرف والموقع بيده وأوضح فيما بعد للمرحوم حسن عامر شقيق المشير المواضع العلمية المحرفة رغبة منه في إبراء ذمته لأنه لم يكن باستطاعته وقت كتابة التقرير أن يذكر أن المشير عامر قد قُتل.
أما عن التقرير الثاني فقد وضع بمعرفة الدكتور علي محمد دياب خبير السموم بالمركز القومي للبحوث بتكليف من النائب العام والذي أوضح أن المشير عامر قد قتل عمدا حقنا بالسم، وهذا التقرير اختفى عام 1975 إلى أن ظهر الآن.
وكشف الإعلامي «عمرو الليثي» خلال برنامجة «90 دقيقة» عن ما جاء في تقرير الدكتور علي دياب، حيث تبين له أن بالبحث الدقيق فانه يؤكد مقتل المشير عامر بسم «الاكوانيتن» بعد الساعة السادسة من مساءً يوم 14 سبتمبر عام 1967 مؤكدا أنها وفاة مكتملة الشروط الجنائية مع سبق الإصرار والترصد.
وفي سياق متصل أكد الدكتور هاني صلاح نصر نجل اللواء الراحل «صلاح نصر» رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية الأسبق، أن والده وقف في شرفة مستشفي المعادي بعد أن تم اعتقاله من قبل السلطة المصرية قائلا: "هيقتلوني بالسم زي ما قتلوا عبد الحكيم".
وأضاف، انه بعد مقتل المشير أصيب والده بحالة من الغضب وأرسل رسائل للرئيس الراحل عبد الناصر يتهمه فيها بالتواطؤ في مقتل المشير، فتم تحديد إقامته ونقله لمستشفى الطيران بالعباسية، كاشفا أن أثناء تلك الفترة سلمت ابنة المشير عامر لوالدة ورقة مسربه من المشير يقول فيها انه محاصر حصارا تاما ويشعر انه سيتعرض للقتل في أي وقت.
وعن تفاصيل واقعة اعتقال المشير قال نجله «صلاح»، "أثناء تواجد والده بمسقط رأسه ببلدة «سطال» بمحافظة المنيا، ذهب إليه كل من صلاح نصر والمحافظ لإقناعه بالرجوع إلا أنه رفض تماما إلى أن تمكن الكاتب السياسي «محمد حسنين هيكل» من إقناعه بالعودة معه، لكنه فوجئ بمطالبته بالرجوع كنائب لرئيس الجمهورية أو السفر إلى يوغوسلافيا إلا أنه رفض ذلك تماما.
وتابع، أثناء تواجد المشير عبد الحكيم عامر بالمنزل وسط الأسرة فوجئوا بهجوم مجموعه من الضباط المسلحين الذين هجموا عليه واعتقلوه، ليفاجئوا في اليوم التالي بمكالمة تخبرهم برغبة والدهم لمقابلتهم في بلده «سطال»، إلا أنهم وجدوا أنفسهم أمام قبر والدهم مدفونا دون أن يعملوا أي تفاصيل عما حدث.
وأضاف محامي العائلة أن جميع التقارير الطبية أثبتت خلو جميع العينات التي تم تحليلها في المعامل المركزية للقوات المسلحة ومستشفي المعادي من أي سموم أو مواد مخدرة قد يكون المشير قد تناولها، بالإضافة للتحاليل التي أثبتت خلو جوفه من أي مواد غذائية أي أن السم دخل إلي جسده من الوريد عن طريق الحقن المباشر.
وتعليقا على شهادة الفريق محمد فوزي في تحقيقات النيابة والتي جاء فيها أن تصرفات المشير عامر في يوم الأربعاء 14 سبتمبر 1967 كانت تدل انه قد انتوي التخلص من حياته، كتكرار النظر في ساعته كمن يترقب حدث ما ومقاومة تناول الأدوية بالمستشفى، قال: "أن أول من شاهد جثمان المشير هو الطبيب النوبتجي الذي استدعاه الفريق محمد فوزي لكتابة التقرير الطبي للمشير بعد وفاته فتبين له أن تلك الحالة ليست حالة انتحار ورفض كتابة تقرير بذلك، فتم اعتقاله إلى أن تشفع له الفريق الليثي ناصف ثم تم نقله بين عدد من المحافظات لينتهي الأمر بهجرته خارج مصر لمدة 12 عاما.
ودلل على اغتيال المشير عامر حقنا بالسم بوجود ثلاثة أماكن للحقن في ذراعه الأيسر مع وجود بقع دماء على ال«بيجامة» التي كان يرتديها وهو ما أثبتته النيابة العامة، إلا أنه عند أخذ جثمانه للتشريح ألبسوه ب«بيجامة»أخرى و لم يتم ذكر أي معلومات عن أماكن الحقن، وبسؤال الدكتور «إبراهيم بطاطا» المتابع لحالته أكد أنها حُقن «نوفالجين» لتسكين آلامه.
وفجر نجلي المشير عبدا لحكيم عامر مفاجأة بتشككهم في تواجد جثمان والدهم في المقبرة التي من المفترض أن يتواجد فيها ببلدته، حيث أشاروا أن المقبرة قد وضعت عليها حراسة لمدة 4 شهور بعد وفاته وقد يكون تم خلالها استبدال الجثة أو وضع جثه أخرى من البداية.
وأشار الدكتور عمرو عبد الحكيم عامر انه في تقرير الطب الشرعي والنيابة العامة جاء أن المشير قد تناول السم يوم 13 سبتمبر بما يخالف كافة الدلائل العلمية حيث أن سم الأكوانتين يقتل في غضون دقائق وأن الكمية المذكورة كانت كفيلة بقتله خلال ثوان، فكيف تتسبب في وفاته في اليوم التالي، مؤكدا أنه أثناء اعتقاله تم تفتيشه تفتيشا دقيقا فمن أين له أن يحصل على السم.
وعن مذكرات المشير عبد الحكيم عامر، قال نجله صلاح أن والدة كتب 14 ورقة قبل وفاته بيومين ذكر فيها تفاصيل عن تلك الفترة الزمنية ووصلت تلك الأوراق للواء صلاح نصر، عن طريق شقيقته التي أوصلتها له خفية مؤكدا أنه يملك أصول تلك الأوراق، والتي كشف من خلالها عامر عن عدم ثقته في صديق عمره جمال عبد الناصر، والكثير من الأخطاء بالدخول في عدد من الحروب الغير مجدية والتي أرهقت موارد مصر.
وأكدت العائلة أن المشير طلب محاكمته عسكريا إلا أن هذا الطلب قوبل بالرفض خوفا من كشفه عن تفاصيل خطيرة كانت كفيلة بسعيهم لاغتياله، مشيرا أن الفريق محمد فوزي والليثي ناصف والدكتور إبراهيم بطاطا هم ابرز من توجه لهم أصابع الاتهام في التنفيذ المباشر للاغتيال نظرا لتواجدهم المستمر معه في ذلك التوقيت وهم الذين أشرفوا على هذه العملية حتى انتهائها بنجاح.