بقلم: محمد سناجلة لست أدري لماذا تبادرت إلى ذهني قصيدة نزار قباني الخالدة "خبز وحشيش وقمر" وأنا اقرأ صباح اليوم عن الفضيحة الجديدة التي هزت المنتخب الفرنسي قبل شهر ونيف من المونديال. أربعة لاعبين دوليين بالمنتخب الفرنسي من بينهم فرانك ريبيري يترددون على أحد الملاهي الليلية بالعاصمة الفرنسية باريس، ويقيمون علاقات جنسية غير مشروعة مع فتيات قاصرات لم يبلغن الثامنة عشرة من عمرهن! وقبل أشهر قليلة هزت فضيحة أخرى المنتخب الانكليزي لكرة القدم حين قام القائد الأول للفريق وكابتن نادي تشيلسي جون تيري بخيانة زوجته مع صديقة صديقه واين بريدج وكان يتخذ من بيت بريدج عشاً للحب حسب وصف العشيقة. وحاول تيري قبل الفضيحة توقيع عقد سري مع الصديقة الخائنة كي لا تظهر الأمور على شكل اعترافات صحفية واضحة مقابل 1 مليون جنيه أسترليني. لكن يبدو أن تلك العشيقة فضلت المال على الستر. ويتذكر العالم كله أيضا الفضيحة المدوية للاعب الغولف العالمي تايغر وود حين اعترف بأنه أقام عددا كبيرا من العلاقات الجنسية خارج الزواج، وهي الواقعة التي أبعدته عن الملاعب لأشهر طويلة. إن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الذي يدفع لاعبين عندهم كل شيء: المال، والشهرة والزوجات الجميلات للدخول إلى ماخور وإقامة علاقات جنسية مبتذلة مع فتيات ليل؟ علاقات قد تدمر مستقبلهم الرياضي كله، هذا إضافة إلى تدمير علاقتهم الزوجية المشروعة، ما الذي يدفعهم إلى ذلك؟ هل هو الملل، أم الرغبة في التغيير، أم حب المغامرة، أم هو ذلك التوق الإنساني الدائم نحو كل ما هو ممنوع ومحرم؟ هذا في بلاد الغرب، أما في عالمنا العربي فالأمور مستورة أكثر، يعني عندنا لا شيء يتم إلا في عتم الليل الدامس، حين لا يرانا أحد، وطبعا نحن نعمل أكثر بكثير من أؤلئك المساكين الأوروبيين الذين يعترفون بهبل عن مغامراتهم وفضائحهم. نحن ببساطة لا نعترف حتى لو انمسكنا مسك اليد.. وأعرف صديقا لي رأته زوجته مع إحدى الفتيات في سيارته فحلف لها مائة يمين أنه ليس هو، وأن هذا بالتأكيد واحد ثاني بس بيشبهه ويسوق سيارة تشبه سيارته؟! وطبعا صدقت الزوجة المسكينة، وهل لها أن لا تصدق! نحن لا نعترف ولا نعرف العيش في الضوء، شو مجانين إحنا حتى نحكي عن فضائحنا كما يفعل أولئك الأجانب الأغبياء، نحن أولاد العتمة نموت إذا طلع القمر أو كما قال نزار: ما الذي عندَ السماءْ لكُسالى ضعفاءْ يستحيلونَ إلى موتى.. إذا عاشَ القمرْ.. في بلادي.. حيثُ يحيا الناسُ من دونِ عيونْ ويصلّونَ، ويزنونَ، ويحيونَ اتّكالْ أيُّ ضعفٍ وانحلالْ يتولانا إذا الضوءُ تدفّقْ؟