_________________________ أمام تلكُمُ المجازر البشعة ، يذهلك البعضُ بمستوى الغباء الذي وصل إليه .. ! حينما يحاولُ عبثاً حرف مسارِ الحقيقة كمن يحاولُ حجبَ نورِ الشمسِ بغربال .. ! فالبعضُ يتحيّنُ الفرصةَ ليستغلَّ ما يحدثُ لأبناءِ شعبه في إرضاءِ كِبره وتعنُّته ، ليردّ اللومَ فيما تُرتكبُ من مجازرَ بحق أبناء هذا الشعبِ على أنصار الله ؛ فقط لأنّهم قبل أيام استهدفوا آل سعود في عقر دارهم وأثخنوهم بجراحاتٍ لن تُمحى من على صفحاتِ التاريخ لأجيالٍ وأجيال .. وهنا نقفُ أمام منطقٍ غايةٍ في السُّخفِ والانحلال من منطقِ العقل فضلاً عن قيم الدين والإنسانية ، وكأنّ هذا العدوان الظالمَ المجرمَ لمْ يستهدفْ أبناءَ شعبنا إلاّ انتقاماً من صواريخه فقط .. ! فهل كل المجازرِ البشعة التي ارتكبها العدوان على امتدادِ خمسة أعوام أتتْ رداً على قصفنا لعمق المملكة فقط .. ؟! هؤلاء الذين يجمعون تحالف العدوان ورجال الله في الجبهات في خانةٍ واحدة ويحمّلون الطرفين مسئولية ما يجري على أبناء شعبنا من قتل وقصفٍ وإجرام .. برأيكم إنْ كففنا أيدينا عنهم هل سيكفون هم أيديهم عنّا .. ؟! إنْ وقفنا موقف الرضا أو لنقل الحياد _ كما يسميه البعض _ عمّا يعانيه شعبُنا من ويلاتِ هذا العدوان والحصار ، هل سترضى عنّا آلةُ القتلِ السعوصهيوأمريكية .. ؟! هل صمتنا وسكوتنا وانزواؤنا في محاريب الصلاة ، وخلف لوحات الرسم وآلات الموسيقى سيشفعُ لنا ويرفعُ عنّا هذا الجور والظلم البشع .. ؟! هل الفطرةُ الإنسانيةُ ، والقيمُ الأخلاقيةُ ، وروح العزة والإباء ورفض الظلمِ والبغي تتواءمُ وتتلاءَمُ مع منطقكم المتشبّع بثقافةِ الذلّ والخنوع .. ؟! بربّكم .. بدينكم .. بإنسانيتكم ووطنيتكم .. هل لا زلتم تحملون في نفوسكم ذرةً من دين ، ذرةً من عزة وكرامة ونخوة ، ذرة من إنسانية ، وأنتمْ تشاهدون كل هذه المجازر ولا يزدادُ سخطكم على مرتكبيها .. ؟! بل تسارعون وبكلّ جرأة لتجمعوا هذا المجرم القاتل الذي لمْ يرعَ حرمة دم الإنسان بمن يبذل نفسه رخيصةً في ميادين العزة والكرامة ، مدافعاً عن دينِ وعزة وكرامة وشرف واستقلال شعبه .. ؟! لو قصفونا بآلاف الطائرات ، سنبقى اليوم وغداً وإلى يوم الدين سنداً وعوناً لرجال الله في ميادين الكرامة ، ومن عشعشَ الكبرُ في قلبه فليرضَ بحياة الذل والخوف والخنوع تحت أقدامِ اليهود ، أما نحن فلا وعودهم تغرينا ولا وعيدهم وإجرامُهم يثنينا .. وسنظلُّ على عهدِنا ما بقينا ، يفنى الكونُ ولا تفنى عزائمُنا ، في كل محفلٍ وفي كل ساحْ نجدّد العهد بالوقوفِ صفاً واحداً مع مجاهدينا الأبطال نقول لهم : اضربوا فوراءَكم شعبٌ لا يتراجعُ مهما أثخنه الأعداءُ بالجراح ، يلينُ الحديدُ ولا يلينْ ، تزولُ الجبالُ ولا يزولْ . فهيهات هيهاتَ منّا الذلة .