بجراحه سأكتب ملحمة النصر ، وبدماء رفيق دربه سأملأ قلمي ﻷخط أعظم بطولة، فالعطاء أنتم وأنتم العطاء … حكاية من العزة أرويها لكم ، تجسدت فيها اﻷخوة اﻹيمانية أماعن أبطال حكايتنا ، فهو الجريح “ماجد السلطان ” ورفيقه الشهيد “مروان دومان بعد معرفتهم بالمسيرة القرآنية أنضموا اليها ، ﻷنها هي سفينة النجاة من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها هلك التحقا بدورة ثقافية وعسكرية ثم أنطلقا إلى جبهة صرواح اﻹباء ، فكانا ينكلا بالغزاة أشد تنكيل ، وكان هناك سيل من المرتزقة يزحفون إلى الموقع( التبه ) وكان ماعلى رجال الله إلا مواجهتهم بكل استبسال وشجاعة حتى ينالوا إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة وكان الجريح ماجد في مقدمة الزحف فقاتل وظلت يداه قابضة على الزناد هو والمجاهدين البواسل فجرح ماجد برصاصة في رأسه فأسرع اليه رفيقة القاضي ( مروان ) الذي ظن أن روحه هي التي جرحت ، فحمله القاضي على ظهره مع أنه كان يشكو من إنزلاق في العمود الفقري فأسعفه إلى الإسعاف الحربي فضمدوا جراحه وحقنوه بحقنة النزيف لأن جراحه كانت خطيرة جدا . فركبا الطقم حتى يصلا إلى صنعاء وفي طريقهما كانت هناك مواقف بطولية تنحني أمامها كل معاني التضحية والبذل … ففي الطريق كان القاضي يضم ماجد بقوة وقلبه يناجي رب العباد بأن لايمس رفيقة أي سوء ، فإذا بالطيران يحلق فوقهما،وإذا بسائق الطقم يقول : هيا أنزلوا لكي نحتمي من الطيران فأجاب القاضي :لا لن أترك صديقي هنا فنحن تعاهدنا *”يانعيش جمعه أو نستشهد جمعه”** فلم يترك القاضي ماجد أبداً بالرغم من تحليق الطيران في سماء تلك المنطقة إلا أنه ضم صديقه ولم يتركه حتى انتهى التحليق فأي أخوة إيمانية هذه ؟؟ ووصلوا إلى صنعاء وذهبوا إلى المستشفى ، وكان الأطباء الذين عرض عليهم حالة ماجد يقولون :لاجدوى من فعل أي شي فهو سيفارق الحياة والقاضي رد عليهم قائلا :مادام عد النبض في قلبه ستجرون له العملية ، فما كان على اﻷطباء إلا إجراء العملية ولكنهم كانوا على يقين بأنه سيموت حتما فأتى الصباح وحدث مالم يكن في حسبان اﻷطباء وكان ماجد ينبض قلبه وكان اﻷطباء في حالة من اﻷستغراب ، ولكن ﻻغرابة في من وثق بالله وتوكل عليه فأقسم القاضي بأن لايتزحزح من المستشفى حتى يرى رفيقه يفتح عينيه ، فجلس مايقارب الشهر هناك حتى فتح عينيه ، فرجع القاضي إلى جبهة صرواح ، وكان يقاتل بروحين روحه وروح رفيقه ماجد ، فسطر أعظم الملاحم البطولية وأرتقى الى ربه شهيداً لتسمى أحد التباب في مأرب تبة ( القاضي ) والتي عرفت بأسه ، ويكون بذلك مدرسة للثبات والعطاء . اتحاد كاتبات اليمن