من جهل محمد فليتدبر ما احتوت عليه صفحات القرآن الكريم من بيان وتبيان وحجج باهرات، وليدرك حقا معنى “رحمة للعالمين”،وما الدين إلا جهاد قبل أن يكون صلاة، وما الأولى إلا مكملة للآخرى فكلاهما أصل من أصول الدين المحمدي الذي تحرك به النبي الأعظم “محمد” صلوات الله عليه وآله، فقيادة الجنود في ساحات الوغى هي نفسها إمامة المصلين في محراب العبادة نحو قبلة الحرية ونصرة الدين والكفر بالطاغوت، فبداية العبادة هي “الله أكبر”.. هنا تتجلى حقائق تحرك النبي محمد صلوات الله عليه وآله في الجانب العسكري الذي غيب عن المجتمعات المسلمة بشكل عام، وإن قدم فقد قدم بركاكة!! وكأن محمد لم يبن بحد سيفه دولة الإسلام!! هناك من جهل عظمة محمد وهناك من تجاهل!! لكن حقيقة الأمر حتى وأن طال أمد الضلال سيندحر “وقل جاء الحق وزهق الباطل” فتحرك النبي محمد قد أزهق قوى الطاغوت والطغيان. نعم النبي محمد كان قائد عسكري محنك ذو فطنة وكياسة قل مثيلها، فمن يقرأ تاريخ غزوة بدر الكبرى والخطة العسكرية التي رسمها رسول الله صلوات الله عليه وآله كذلك كيفية تقسيم الجيش آنذاك، سيدرك حقا أن محمد رجل جهاد، كذلك غزوة أحد، الأحزاب، خيبر، كذلك فتح مكة وتبوك، ولما لهن من آثر ملموس في أرض الواقع مازلنا نتلمس عظمته حتى اللحظة، خاصة والنبي محمد كان يحرص أشد الحرص على زرع الثقافة القرآنية والتسليم المطلق بتوجيهات الله ورسوله في قلوب المؤمنين حتى لا ينتابهم الوهن والتخاذل في ساعات المعركة، وذلك بامتحان رسول الله صلوات الله عليه وآله لمصداقية توجه المؤمنين بقوله لهم (أن قريشا قد أقبلت في جيش لحربنا فما ترون؟).. فكان جوابهم عليه هو ذاك الجواب القرآني الصادق السائر على خط النبوة والرسالة وعلى صراط الله المستقيم حيث قال له احدهم كان يسمى “المقداد”: والله يارسول الله لا نقول لك كما قالت بنوا إسرائيل “إذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون” ولكن نقول اذهب أنت وربك إنا معكما مقاتلون، كذلك جواب “سعد بن معاذ” على الرسول صلوات الله عليه وآله في ذات اللحظة: “قد آمنا بك وصدقناك فامض يارسول الله فو الذي بعثك بالحق لو استعرضت هذا البحر لخضناه معك إنا لصبر عند الحرب صدق عند اللقاء، وكان ذلك في تجهيز الخطة العسكرية لغزوة بدر الكبرى والتي ركز فيها الرسول الأعظم “محمد” على الجانب المعنوي للمقاتلين وهذا ما نشهده أيامنا هذه في واقع رجال الرجال وحركة رجل المرحلة السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي. فالنبي محمد كان عالم رباني أدخر علمه من وحي الله الموحى إليه كما أنه كان قائد عسكري. هنا ياتي المجال للأسوة الحسنة التي أختارها تعالى لنا كأمة محمد وأراد لنا بها العزة والكرامة والرفعة والسمو حتى وأن جار جور المستكبرين فقد بنى محمد دولة الإسلام من عدم، لذلك فلنقتفي أثر الرسول محمد في صلاتنا وصيامنا وجهادنا وليس كما جاءت به كتب الوهابية المقيتة بل كما جاء به كتاب الله “القرآن الكريم”، ولنجعل حياتنا ومماتنا لله وحده لاشريك له، فمحمد بحر علم كعلم القرآن ومحمد قبلة لن يتوجه نحوها إلا الأحرار لا سواهم. #ذكرى_المولد_النبوي