تمضي القرون والأعوام ، ويدور الفلك دورته على بني الإنسان بين سعادة وشقاء ، وفرج وبلاء وشدة ورخاء ، فقد كان العالم قبل بعثة محمد عليه وعلى آله أزكى الصلاة والتسليم يسبح في بحر من الظلمات والجهالة ، في دنيا زائفة لا خير فيها إلى أن كرم الله البشرية بمولد أطهر الطاهرين وغرام العارفين السيد الأمين محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام. لقد زانت الدنيا وبهت حلتها بقدوم خير من وطىء الثرى ، من تباهى به الله على العالمين ففضله بسيادة الكون ، ومن تفاخر المحمديون بذكرى مولده متجاهلين تماماً نباح من خلفتهم الوهابية ، أولئك الذين ران على قلوبهم كره محمد وآله ، الذين ينتهي النقاش معهم إلى اللاشيء فهم أشبه بقربة مخرومة مهما بذلنا جهداً في نفخها ذهب كل جهد هباء. يقف اليوم العالم مشدوهاً بما يقدمه المحمديون في اليمن إكراماً لذكرى مولد النور المبين الصفي المصطفى من جاد بعلمه على أمته فكرمنا بأن نرقى لمرتبة أن نكون منه وفيه وإليه ، يقف العالم مندهشاً لاترمش عينيه وهو يرى صنعاء تكتسي بالسندس والاستبرق وتبدو بقوامها الفاتن كمزهرية نفيسة الثمن والقيمة ، يقف العالم ما بين كذب الإعلام المعادي الذي صور أميرة العواصم على أنها مدينة أشباح تحكمها الوحوش وبين ما يظهر عليها من حقائق الأمن والأمان والسكينة والاستقرار. إن السير المُجد في التحضير للمولد النبوي الشريف والذي قاربت مدته على الشهر تقريباً يعكس صورة حقيقة لما تعيشه صنعاء اليوم ويترك بصمة وأثراً في نفوس من يرون الحقيقة بعين ويسمعونها بأذن. لقد تداركت رحمة الله هذه الإنسانية المنحرفة عن طريق الهدى فتجلت إرادته على الكائنات وظهرت مشيئته بأنوارها الباهرة بين الأرض والسماء فكان من دلائل الرضا الإلهي أن ولد للإنسانية المعذبة رسول عظيم شديد على الكفار رحيم بنا. لقد استنارت بمولد سيد العالمين الأكوان وأُرخ بمبعثه عصر العلم والعرفان ، وقد أخذ رسول الله بيد الإنسانية فانتشلها من وهدة الهمجية التي تردت فيها أجيالاً متعاقبة إلى أرقى معارج العلم القائم على طمأنينة النفس وراحة القلب واستقامة العقل. لقد كان النبي الأعظم سبباً في أن يتلألأ اسم الله في خواطر الملايين من بني الإنسان وتُعمر به قلوبهم فامتد حدود سلطانه من أواسط الصين شرقاً إلى شواطىء الاطلنطي غرباً وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. #اتحاد_كاتبات_اليمن #اللجنة_التحضيرية_للمولد_النبوي_الشريف