في اليمن يوجد تحرك خاص “للأمم المتحدة” بجميع منظماتها الحقوقية كلا بدورها وتخصصها، سواء الأدوار السياسية المتمثلة بالمبعوث الأممي “غريفيث” أو الإنسانية الممثلة بمنظمة الغذاء العالمي للإغاثات الإنسانية “والصليب الأحمر” وغيرهن من المسميات التي تعود لنفس دائرة وسياسة “الأممالمتحدة” والتي لاتقل عن السياسة الأمريكية المقتضية بقتل القتيل والمشي في جنازته!! فالدور التي تلعبه “الأممالمتحدة” في اليمن هو الدور الأبرز لنجاح مخطط احتلال اليمن وسلبه قراره وحريته، لكنهم منظمون في خطواتهم الماكرة والمقنعة بقناع “الحياد”، فهذا الحياد قد خلق في اليمن جرائم حرب إبادية بجميع أنواعها وكله يعود لرصيد دول العدوان وكأن “الأممالمتحدة “لا دخل لها!! زمان الخداع قد ولى من دون رجعه، والواقع اليوم زمن كشف الحقائق التي لطالما غيبت عن الشعوب تحت مسميات منمقة، فاليمن على مشارف الدخول في العام السادس من العدوان “والأممالمتحدة” لم تحرك ساكنا جراء كل مايحدث، يقولون مالا يفعلون وأكثر مواقفهم هي بجانب الجلاد!! خاصة بتقاريرهم المنافقة التي صاغوها من بداية العدوان حتى اللحظة، حيث حملوا ما أسموهم الحوثيون في اليمن مسؤولية كل مايحدث!! ولم يحملوا دول العدوان دية شعب قتل وحوصر وسلبت منه حقوقه من دون أي ذنب!! لم يعد في اليمن بنية تحتية ولا منشآت حكومية وخدمية، حتى المنشآت التعليمية تم دكها من قبل “العدوان” في إحصائية هائلة تراوحت ما بين عشرات ومئات المباني والموانئ والمطارات والطرقات والمساجد وشبكات المياة التي تم قصفها بوجود “الأممالمتحدة” والتي لم تحرك ساكنا ولم تؤشر باصبع الإتهام نحو دول العدوان ولم توقفهم عند حدهم كونهم “مجلس دولي” “ومنظمات حقوق” وكون هذه هي وظيفتهم التي أقتضت سببا لوجودهم في اليمن. وفي سياق الحديث عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة والطفل قد تجردت “الأممالمتحدة” وتعرت تعرية كاملة من كل هذه العناوين والمسميات أمام جرائم الإبادة بحق النساء والأطفال والمدنيين التي أرتكبتها اليد المجرمة لدول العدوان، أعداد هائلة من القتلى جلهم نساء وأطفال. كانت إحصائية 1550 يوم من العدوان ترواحت مابين 2315 امرأة، و 3605 طفل، و 10243 رجل، ليكون إجمالي الأرواح التي أزهقت في اليمن بشهادة الأممالمتحدة ومبعوثها المرتهن لدول العدوان 16163!! فامام هذه الأرقام لم يعد هناك حقوق إنسان !!! فالحق هنا هو حق “العدوان” في حصد المزيد من أرواح اليمنيين في اليمن خاصة الأطفال والنساء التي تهدم منازلهم على رؤسهم ولم يتبقى منهم غير اشلاء متناثرة تحت الركام وفي أزقة الطرقات كما حدث مع الطفلة (إشراق) وطالبات (مدرسة الراعي)، فهذه الاشلاء يتم إنتشالها من قبل الصليب الأحمر التابع “للأمم المتحدة” لكنه لم يقف موقف صارم يقتضي بوقف العدوان على اليمن ومحاكمة المجرمين في المحاكم الدولية كما تم سابقا واتخذت ” الأممالمتحدة ” هذا القرار بحق من قتل الصحفي خاشقجي! ليست هذه الأرقام نهاية لإجرام العدوان وحقارة حياد الأممالمتحدة، هناك المزيد من الأرقام للكثير من المعاقين الذين فقدوا أطرافهم وغيرهم ممن أصابتهم الأمراض المستعصية نتيجة لقصف العدوان وحصاره البري والبحري والجوي الخانق والذي لا مبرر له في جميع القوانين الدولية. ترواحت الأرقام للجرحى لأكثر من 3752 طفل و 2638 امرأة و 18964 رجل ليكون إجمالي الجرحى التي خلفتهم عشوائية طائرات العدوان ومرتزقته 25354 جريح، ورغم هذه الأرقام الهائلة للجرحى والذين هم بحاجة ماسة للعلاج في دول الخارج إلا إن الاممالمتحدة لم تتخذ أي اجراء صادق لفك حصار مطار صنعاء الذي بسببه توفى الكثير والكثير ممن يحاتجون السفر للعلاج. ليكون حصار مطار صنعاء بصمة عار في وجه الأممالمتحدة ومنظماتها اللاإنسانية، ودليل على عمالتهم وتأمرهم على الشعب اليمني، فمالم ينجزه العدوان أنجزته الأممالمتحدة وكلهم موظفون لخدمة المشروع الصهيو أمريكي في المنطقة. فأمام كل هذه الحقائق لايجدر بنا إلا أن نقول بأن الأممالمتحدة المجرم الرئيسي في اليمن، وذلك بشهادة معلنة من الواقع المدمي في اليمن السياسي والإنساني والذي كانت الاممالمتحدة سبب رئيسي في خلخلته خاصة وهم يتلاعبون حتى اللحظة بورقة “اتفاق السويد” ولم يتحركوا بجدية في إعادة الأنتشار في الحديدة، كذلك ملف تبادل الأسرى ومبادرة الأفراج عن عدد كبير من الأسرى من طرف واحد، ومبادرة الرئيس مهدي المشاط والذي أعلن عنها في ليلة ال 26 من سبتمبر الماضي. فالأممالمتحدة لم تكتفي بكل هذا التأمر على الشعب اليمني لكنهم تامروا ومازالوا يتامرون على شرفه وكرامته ويستهدفون بمنظماتهم الإفسادية عفة وحياء وإستقامة المرأة اليمنية، وذلك مابينته تقارير وزارة الداخلية بعد القبض على “خلية الدعارة” والتي كان الداعم الأول لها هي المنظمات التابعة للامم المتحدة. فبعد كل ذلك لن تكون النظرة للأمم المتحدة ومنظماتهم ومبعوثهم إلا نفس النظرة لدول العدوان، فجميعهم مجرمون ويجب محاسبتهم، فالأيام المقبلة لن تكون كسابقاتها من الأيام.