لن أخبركم من تكون الآن فعنوانها يحكي من تكون !! إنها المدينة التي عانت الأمرين، وذاقت أنواع الأوجاع، وأنهكتها آلام السنين . ليس من خمسة أعوام تعاني بل من أكثر من 15 عام وهي في مرمى القصف والاستهداف الهمجي الظالم ،نعم تذهب أعوام ،وتأتي أعوام ، والمعاناة مستمرة فيها، مابين حصار جائر،وأوبئة وأمراض قاتلة ،ومابين قصف مدفعي وصاروخي ،وغارات مستمرة ،وطائرات لاتفارق أجوائها. قتلوا فيها الصغير ،والكبير،بكل وحشية وإجرام ،لم يستثنوا فيها شجر أو حجر ،دمروا المنازل والأحياء ،والمباني والمدارس ،كل شيء فيها معرض للاستهداف! لكنهم لم يستطيعوا إبادتها أو إركاعها،لأنها عصية على المعتدين. ليس في قاموسها الذل والضعف والهوان، إنها صعدة السلام هذه مدينتي أروتها دماء الشهداء ، وزينتها روضات الشهداء ، وحمتها أجساد الأوفياء،ودافعت عنها سواعد الكرماء. إنها صعدة الصمود منبع الهدي ومدينة القرآن،منها انطلقت مسيرة القرآن ، ومنها بدأت ثورة الأحرار ، هي هكذا كعادتها لا ترضَ بالظلم والهوان،ولاتعرف الذلة والانكسار. مدينتي التي قهرت المعتدين ،ونكلت بالطواغيت ،والمستكبرين،مدينتي هي كابوس المتغطرسين ،وأرض المؤمنين الصادقين . حييتِ ياصعدة الأباء التي تأبى الظلم،والإضطهاد ،حييتِ يامدينة الشهداء ،وياملاذ العظماء. قتلوكِ ، ودمروكِ جرحوكِ وأرعبوكِ ،فما انكسرتِ ولم يذلوكِ بقيتِ صامدة ،حرة أبية. من بين رُكامِ سببته السلطة الظالمة إلى دمارِ سببه العدوان الغاشم ، نهضت صعدة السلام وواجهت المعتدين ، وأذاقتهم الويلات ، وجرعتهم الهزائم . ظنوا أن مدينتي منكسرة، وجِراحها لا تضمد ،وأن أبنائها ونسائها ضعفاء ،فتفاجأوا حيث اصتطدموا بجبل شامخ ،لاينكسر ،ورجال بواسل لايعرفون التراجع ،وأرض قوية لا تذل، ولاتُهان . لاتنظروا إلى مدينتي من خارجها فقد لاترون سوى الدمار ، والخراب ! ولكن انظروا إلى داخلها لتعرفوا من تكون رغم الجراح مبتسمة، ورغم الأوجاع شامخة، ورغم الدمار صامدة. بين منازلها البسيطة وسكانها الأحرار تجدون روحية الأخوة ،والتعاون ، والتكافل ،والتراحم، تجدون العزة والكرامة ،تجدون قومً لايخافون في الله لومة لائم. في كل منطقة من مناطقها تجدون روضة شهداء ، تحكي عن عظماء مدينتي ، وتروي حكاياتهم البهية الزاهية ، تخبركم من تحتضن من الأبطال ، وماهي قصصهم الخالدة. في طرقاتها وأزقتها ترون صور القادة العظماء ، والشهداء الأوفياء ، لتخبركم أننا لن ننسَ تضحياتهم ودمائهم ، وأننا لن نترك طريق رسموه لنا بدمائهم ،وأننا بدربهم ماضون ، وعلى خطاهم سائرون . ولاتنسوا أن تنظروا إلى أطفالها المتشوقون إلى ساحات القتال ، رغم طفولتهم ، وصغر سنهم إلا أنهم مستغنون عن ألعاب الأطفال كغيرهم ،فألعابهم بندقية وأوقاتهم متابعة وترصد ،وتوعد للأعداء ،هذا جيل مدينتي الصاعد ، من سيخلده التاريخ في صفحاته المشرقة. أماجبالها فشامخة وأسوارها ثابتة ،أما أسواقها وماأدراك ما أسواقها فقد دمرت وتحطمت دون رحمه آخرها ماحدث في مديرية منه في سوق الرقو جريمة راح ضحيتها أكثر من 40 مابين شهيد وجريح ، أغلبهم أفارقة ،وعذرا منكم أيها الأفارقة فالمرتزقة هكذا تستقبل ضيوفها وتكرمهم ! وكل هذا يحدث أمام مرأى ومسمع عالم جبان صامت ، وأمم متحدة زائفة ،وصمت دولي منقطع النظير. ولكن صعدة ستظل شامخة ولن تنكسر مهمها استمر إجرامكم، وطغيانكم ، لن تزيدونا إلا قوة وصمود وثبات ،وستبقى صعدة كماكانت . دمتِ ياصعدة الصمود قلبً لموطني. #اتحاد_كاتبات_اليمن