خص الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد روسيا بنصيب وافر من الانتقادات نظرا لموافقتها على مشروع لفرض عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية، داعيا الأميركيين للقبول باتفاق التبادل النووي باعتباره فرصة تاريخية لن تتكرر مستقبلا. في حين رفضت موسكو الانتقاد الإيراني بحقها. ففي لهجة لم يسبق أن انتهجتها إيران حيال روسيا، اتهم الرئيس أحمدي نجاد -في خطاب ألقاه الأربعاء في مدينة كرمان جنوب البلاد- نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف بالخضوع للضغط الأميركي من أجل تأييد مشروع عقوبات جديد ضد إيران في مجلس الأمن الدولي . ومما جاء في الخطاب قول أحمدي نجاد "لو كنت مكان الرئيس الروسي عند اتخاذ القرارات بشأن أمة عظيمة كإيران، لتصرفت بطريقة أكثر حرصا وأفكر أكثر قبل اتخاذ القرار" مشيرا إلى أن "الشعب الإيراني لم يعد يعرف ما إذا كان الروس أصدقاء وجيران أم مع الطرف الآخر الذي يعاديهم منذ ثلاثين عاما" في إشارة إلى الغرب والولايات المتحدة. واعتبر الرئيس الإيراني الموقف الروسي غير مقبول على الإطلاق، وطالب القيادة الروسية بأن تتخذ الخطوات اللازمة لتصحيح مسارها كي لا يضطر الإيرانيون "لوضع روسيا في مصاف الأعداء التاريخيين". ولكن سيرجي بريخودكو كبير مستشاري ميدفيديف رفض الانتقاد الإيراني، وقال إن روسيا لا تميل صوب الأميركيين أو الإيرانيين، وإن سياسة موسكو تحكمها المصلحة الوطنية. ودعا بريخودكو الرئيس أحمدي نجاد ل"الامتناع عن الديماغوغية السياسية".
الاتفاق النووي كما دعا أحمدي نجاد الرئيس الأميركي باراك أوباما لقبول اتفاق التبادل النووي الذي وقعته إيران مع تركيا والبرازيل، باعتباره فرصة تاريخية لن تتكرر لحل الأزمة القائمة بين الغرب والجمهورية الإسلامية. وطالب نظيره الأميركي بأن يتذكر جيدا بأنه "إذا رفض هذه الفرصة فإن الإيرانيين وعلى الأرجح لن يقدموا له فرصة أخرى" متهما بعض الأشخاص بالسعي لوضع أوباما في "موقف معاد لإيران ودفعه إلى نقطة اللاعودة حيث يكون الطريق أمام صداقته لإيران مقفلا وللأبد". وفي طهران شن الأربعاء وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي هجوما حادا على نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون التي قالت إن الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن توصلت لاتفاق على مشروع قرار لفرض عقوبات جديدة على إيران. ووصف متكي هذه التصريحات بأنها "مغلوطة ومغرضة" مشددا على أن اتفاق تبادل الوقود النووي "يصب في مصلحة جميع الأطراف". تصريحات كلينتون وكانت كلينتون قد صرحت لوسائل الإعلام -في ختام زيارتها لبكين الثلاثاء- بأن نص اتفاق التبادل النووي الذي سلمته إيران إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية "مليء بالعيوب ولا يستجيب لمخاوف المجتمع الدولي" حيال البرنامج النووي الإيراني. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول أميركي في نيويورك قوله إن مشروع القرار الجديد الذي سيطرح قريبا على مجلس الأمن يتضمن توسيع حظر الأسلحة، والقيام بإجراءات عقابية تستهدف القطاع المصرفي الإيراني، ومنع إيران من التنقيب عن اليورانيوم أو تطوير صواريخ بالستية في الخارج، بالإضافة إلى السماح بتفتيش السفن المغادرة أو القادمة إلى الموانئ الإيرانية. وعادت إسرائيل إلى ممارسة أسلوب الضغط على الغرب بشأن البرنامج النووي الإيراني عندما وصف الأربعاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الاتفاق الموقع أخيرا بين إيران وتركيا والبرازيل بأنه مجرد "حيلة إيرانية لتفادي العقوبات الدولية وعدم وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم". أما في واشنطن، فقد رجح الثلاثاء كل من رئيس لجنة المصارف بمجلس الشيوخ السيناتور كريس دود وزميله رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالنواب هاورد بريمان أن يصادق الكونغرس في النصف الثاني من يونيو/ حزيران المقبل على قرار فرض عقوبات أميركية جديدة على إيران. ورجحت مصادر أميركية إعلامية أن تستهدف لائحة العقوبات الأميركية الجديدة واردات إيران من المواد البترولية مثل البنزين والتي تستورد إيران 40% من احتياجاتها المحلية من الخارج.