جدَّد الامين العام لحزبِ الله السيد حسن نصرالله التمسّكَ بالمقاومة بجاهزيتِها ومقدرتها وسلاحها وإمكاناتها "كطريق اساسي لحماية بلدنا وخيراتِنا". وفي ظهورٍه الثاني خلال أقل من أربع وعشرين ساعة من الضاحية الجنوبية لبيروت، أكدّ في كلمةٍ لمناسبة ذكرى عاشوراء أنه طالما أن سبب المقاومة موجود فإن المقاومة ستبقى موجودة لمواجهة التهديد والوعيد الإسرائيليين. واعتبر السيّد نصرالله أن "وجود حزب الله" في سورية هو بهدف الدفاع عن لبنان وسورية وفلسطين والمقاومة بمواجهة كل الاخطار التي تشكلها الهجمة عليها، وما دامت الأسباب قائمة وجودنا سيبقى قائماً، والمشكلة أنهم في لبنان يحولون دائما المشكلة الى سبب، من يتحدث عن انسحاب حزب الله من سورية لتشكيل الحكومة يطرح شرطا تعجيزياً وهو يعلم، ونحن لا نقايض وجود لبنان وسورية ومحور المقاومة ببعض المقاعد الوزارية. وقال السيّد نصرالله "لسنا بحاجة الى عطائكم لوجودنا في سورية لا سابقاً ولا حاضراً ولا مستقبلا وليذهبوا إلى الواقعية وليتركوا الشروط التعجيزية جانباً". وإعتبر أنه "عندما يكون هناك أخطار استراتجية تتهدد شعوب المنطقة فهذا الأمر أكبر بكثير من أن يطرح كمقايضة، نحن لا نطلب منكم أي غطاء لسلاح المقاومة ولن نطلب منكم في المستقبل". وأكدّ السيّد نصرالله على "أهمية وحدتنا الوطنية كلبنانيين وعيشنا المشترك ومصيرنا الواحد، داعياً إلى كلّ أشكال التلاقي والانفتاح رغم الخلاف والإنقسام لنحققّ لشعبنا بعض ما يطمح إليه من حياته الكريمة، مشدداً على"رفض كل مشاريع التقسيم والتجزئة ووجوب التمسك بوحدة كل أرض وكل دولة مع معالجة كل المشاكل الداخلية بالحوار والحكمة والحلول السياسية". وأضاف الأمين العام لحزب الله "نؤكد على أخوتنا الإسلامية من أتباع المذاهب المختلفة"، ونقول إن"مشكلة التكفيرين هي مع المسلمين جميعاً والدليل هو ما يتعرض له المسلمين في كل البلاد الإسلامية، وهذا الخطر يتهدد الجميع وبتعاون الجميع يمكن مواجهته". ولفت السيّد تصرالله إلى أن"البعض في لبنان يحدثّنا دائماً عن المقاومة الفرنسية وعن أنها سلمّت سلاحها وينسون أنها انتهت بعد زوال التهديد في حين أن المقاومة في لبنان حررّت الارض ولكن العدو لا يزال موجودا يهدد ويتجسس ويحضّر الحروب، فهل المطلوب أن نخلي الساحة لهذا العدو" واضاف "في هذا الواقع، طالما أن سبب المقاومة موجود فالمقاومة ستبقى موجودة لمواجهة التهديد والوعيد الاسرائيلي". وقال "يجب أن نذكّر أمتنا العربية جمعاء بالقضية المركزية فلسطين، وأنه لا يجوز لأحد أن يتخلى عن هذه القضية مهما كانت الظروف وعلى المسلمين جميعا الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني ليتمكن من تحرير الأرض والمقدسات". السيد يتهم السعودية بعرقلة تشكيل الحكومة اللبنانية السيّد نصرالله يتهم بعض الدول العربية "بالوقوف إلى جانب اسرائيل في خياراتها القاتلة" وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قد أكد في ليلة العاشرة من محرم مساء الأربعاء، أن فريقه السياسي سيكون أقوى محلياً وإقليمياً ودولياً إذا حصل تفاهم بين إيران والغرب. ورأى السيّد أنه "اذا ذهبت الامور الى حرب في المنطقة على الآخر ان يقلق"، وأضاف أن حليفتيه الأساسيتين إيران وسورية لم تتخليا عن حزب الله في يوم من الأيام، وأن من يعتقد بأن إيران ستتخلى عن الحزب فهو يعيش أضغاث أحلام. واتهم الأمين العام لحزب الله "بعض الدول العربية بالوقوف إلى جانب إسرائيل في خياراتها القاتلة"، وأضاف انه "من المؤسف أن يصبح نتنياهو ناطقاً رسمياً باسم بعض الدول العربية"، وأن إسرائيل تعرف جيداً أنها تستطيع أن تبدأ حرباً لكنها تعجز عن حصرها في مكان ما، وأنها تريد الحرب التي تبقي على قوتها ونفوذها ووجودها، معتبراً أن نتنياهو "يستخدم اليوم كل نفوذه من أجل إفشال التفاهم بين إيران والغرب"، وأن تل أبيب "استخدمت كل نفوذها على أميركا من أجل شن العدوان على سورية ولكنها فشلت". وأكد السيد نصرالله أن "مشروع إسرائيل الدائم هو أن يكون ما حولها منطقة مقسمة ومجزأة لتثبت وجودها وتفرض شروطها"، متوجهاً إلى الشعوب العربية في الخليج بالقول إن "البديل عن التفاهم بين إيران والعالم هو الحرب في المنطقة". ورد الأمين العام لحزب الله على المواقف الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري والتي أطلقها من السعودية، واصفاً تصريحات كيري بأنها "إعتراف بقوة شعب المقاومة وقدرتها، معتبراً أن هذه المواقف "لا تقدم ولا تؤخر على الإطلاق". واتهم السيد نصرالله المملكة العربية السعودية بتأخير تشكيل الحكومة في لبنان، وأضاف قائلاً "إذا كان أحد في مكان ما ينتظر لتشكيل حكومة حقيقية أن ينتصر في سورية فهو لن ينتصر"، داعياً إلى تشكيل حكومة لبنانية على أساس "الصيغة الواقعية وهي 9-9-6"، على حدّ قوله. المصدر: الميادين - وكالات