أبرزت بعض الصحف الأميركية والبريطانية التوتر الذي طرأ على العلاقات الإسرائيلية الأميركية منذ مارس/آذار الماضي، وأجمعت في معظمها على أن تصريحات السفير الإسرائيلي لدى واشنطن بكون العلاقات تشهد ما يشبه الصدع الجيولوجي الآخذ بالاتساع قد تزيدها تدهورا، برغم محاولة السفير تبرير موقفه. فقد أنكر السفير الإسرائيلي لدى الولاياتالمتحدة مايكل أورين البارحة تصريحات سابقة منسوبة إليه تتمثل في قوله -باجتماع خاص مع بعض الدبلوماسيين الآخرين من بلاده- إن ثمة صدعا لا رجعة فيه بدأ يظهر ويتسع في بنية العلاقات الإسرائيلية الأميركية. وبينما أشارت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أن الصحف الإسرائيلية كانت السباقة إلى نشر تلك التصريحات المنسوبة للسفير، قالت إن وسائل الإعلام حول العالم سرعان ما تلقفت أنباء الشرخ -الذي قالت إنه آخذ في الاتساع في علاقات واشنطن مع تل أبيب- عن الصحف الإسرائيلية نفسها لينتشر كالنار في الهشيم. وفي مقابلة مع واشنطن بوست، حاول أورين تبرير موقفه بالقوله إنه سبق أن تحدث عن "tectonic shift" وليس عن "tectonic rift" أو عن "تغير في بنية السياسات الأميركية الخارجية والداخلية" في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما وإنه "يجب على إسرائيل أن تتأقلم مع ذلك التغير". ديلي تلغراف الصورة القاسية ونسبت الصحيفة للسفير الإسرائيلي قوله إن مقاصده من وراء تصريحاته السابقة كانت أقل من أن ترقى إلى "الصورة القاسية" التي تناقلتها مصادر إعلامية وصفها بالمجهولة، مضيفا أنه قصد أن يؤكد على "كون أوباما يمثل عامل تغيير طموحا وأنه غير راض بالوضع القائم". وفي حين كرر السفير الإسرائيلي تبريره لتصريحاته السابقة بشأن العلاقة مع واشنطن بالقول إنه أطلقها في مبنى وزارة الخارجية الإسرائيلية وباللغة العبرية، وأضاف "أنا قلت "shift" وليس "rift" (بمعنى تغير وليس صدعا)، أشارت واشنطن بوست إلى أن صحيفة هآرتس الإسرائيلية سبق أن نقلت عن خمسة دبلوماسيين إسرائيليين كانوا إما سمعوا أو انتقلت إلى مسامعهم تلك التصريحات بشأن تصدع العلاقات. وأوضحت واشنطن بوست أن السفير الإسرائيلي كان "رسم صورة قاتمة" للعلاقات الإسرائيلية الأميركية التي قالت إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنامين نتنياهو يسعى لترميم ما تهدم منها أثناء زيارته المرتقبة إلى واشنطن في السادس من الشهر القادم. وبينما نسبت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية إلى مسؤول إسرائيلي كبير القول إن العلاقات الإسرائيلية الأميركية تعاني شرخا فعليا، أضافت أنه كان هناك أمل برأب الصدع الذي نشأ بين البلدين في مارس/آذار الماضي (إثر إعلان إسرائيل عن استمرارها في البناء في المستوطنات بالتزامن مع زيارة جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي) ولكن تصريحات السفير الجديدة زادت الطين بلة وعقدت الأمور وسط مخاوف من توتر وتدهور في العلاقات قد يكون طويل المدى. الفُرقة والشقاق وفي حين أشارت ديلي تلغراف إلى أنها ليست المرة الأولى التي يدلي فيها السفير الإسرائيلي بتصريحات تشاؤمية خلال الشهور الأربعة الماضية بشأن علاقة بلاده مع واشنطن، أوضحت أن أورين كان أخبر رفاقه الدبلوماسيين أثناء اجتماع خاص في الخارجية الإسرائيلية الأسبوع الماضي أن بلاده تواجه في علاقاتها مع الولاياتالمتحدة فُرقة وشقاقا طويلا ربما يتحول إلى طلاق لا رجعة فيه. من جانبها قالت صحيفة ذي غارديان البريطانية إن العلاقات الإسرائيلية الأميركية باتت تشهد تصدعا فعليا، ونسبت إلى السفير الإسرائيلي القول إن حال تلك العلاقات قد تحول إلى ما هو أبعد من كونها أزمة عابرة يمكنها أن تنقشع. وأضافت ذي غارديان أن أورين أخبر رفاقه الدبلوماسيين في إسرائيل عن ما وصفته بالتدهور الحاد في العلاقات مع واشنطن، مشيرة إلى أن السفير سبق أن صرح بأن تلك العلاقات تشهد حالة تصدع كالتصدع الجيولوجي الفعلي الذي يظهر عندما تبتعد القارات عن بعضها وأن الشرخ آخذ في الاتساع بشكل لا يمكن التحكم به أو إصلاحه. المصدر: واشنطن بوست+ديلي تلغراف+غارديان