بقلم عبد الحفيظ الشرجبي .. الحلقة الثانية العدوان الرباعي على اليمن الذي كبر بوحدته وطالت فيه التحولات والنقلات النوعية-وبزمن قياسي-ارجاء الوطن-بعد حرمان طال امده، وقهر وظلم واستبداد وتخلف وتخليف تعددت ارباب انتاج وانسياب روافده، واكتوى بلهيب نار ممارسته ولعقود ضد شعبنا من قبل المهيمنين على سيادته والمؤممين لإرادته وحقوقه الإنسانية الذين فُطروا نُشأوا على العشق الأزلي للعروش والانساق النظمية المفصلحة على مقاسات مصالح القلة المأمورة والمفكرة بعقول اولياء نعمتهم،كان وما يزال وبتفاوت يتخذ العديد من المفاهيم والمصطلحات والوسائل والآليات،وهي مفاهيم ومصطلحات ومناشط محكومة بأحكامهم القيمية المسبقة وغير المتسقة ولا المنسقة بل والمجردة عن الموضوعية والثبات. التكتيك والتشكيك والعدوان على اليمن كان وما يزال يتخذ اشكالاً عديدة يمارسها الفاقدون لمصالحهم بدوافع تسندها مراجع والداخلي منها اخطر من الخارجي،ويعتقد العدوانيون من ابناء جلدتنا للاسف بان شعبنا لم يخبرهم وبان التاريخ اصدر عفواً عاماً ضدهم عن ما اقترفته اياديهم من سياسات سوداوية في باطنها وظاهرها معاً "العذاب والتعذيب" والتنكيل والتظليل و"القهر والعهر" و"التكتيك والتشكيك" والعدوان كما اسلفنا القول يتخذ اشكالاً عديدة ومتعددة سواء كان بالعتاد او بالعناد او بالأئتلاف المستهدف توليد "الحكولة" والالتفاف وكيل الطروحات بنوع من الاسفاف، لأن الهدف من العدوان هو تعويق الخصم الوهمي عن التقدم خطوات الى امام في ساحة منازلة التحقيق للتحولات التي عادة ما تصيب ارباب العقم السياسي بالحسرة، والغيرة وتفقدهم الحيلة او التحايل عن تقديم ادنى حدود التحولات المنجزة عبر تاريخهم "الغريق". مقتضيات الشرع والقانون نحن لا ننكر بأن هناك فساد ينخر البلاد والعباد،وبأن هناك اختلالات وتجاوزات وحياة مجتمعية مأسورة ومحاصرة بالأزمات، ولا ننكر بان التركيب الاداري الذي تأسس عقب قيام الوحدة اليمنية ساهم الى حد كبير في توسيع رقعة الاختلالات وبان"التقاسم الثنائي للكعكة النسق النظامي" بين شريكي تحقيق الوحدة واعلان الجمهورية كان اجراء اضطراري حتمت مشروعيته مستجدات الحدث ولكن المتباكين على اطلال المقاعد لم يقولوا يومها ولا بعدها بان ذلك الاجراء "المؤقت" كان مشروعاً في حسابات ما يحتمه وتقتضيه مقتضيات الشرع والقانون.
برنامجين تفصيليين وفي هذا الموضوع سأتحدث عن أربعة اشكال من العدوان بشخوصه من ناحية وتحولاته من ناحية اخرى وهي: * العقم السياسي. * الفساد الموظف. * التشريع العرفي للعنف. * المحاكاة لمشاريع الاجنبي. فعندما قبل القادة الخيرون سابقاً في الحزب الاشتراكي بالتوقيع على إعلان قيام الجمهورية اليمنية وتحت وطأة العديد من العوامل اعتبر العديد منهم وخاصة الساسة المتشربين للثقافة الجغرافية والمناوئين لواحدية الروابط والمقومات بان الوحدة المحققة "بالحوار" لا "بالرصاص واعمال القصاص والتصفيات الجسدية على الهوية" اشبه ما تكون "بزواج المتعة" وكان ذلك واضحا منذ ان تسنم مهندس الانفصال ومحترف لعبة "الساقي ضاحي" حقيبة رئاسة الوزراء الذي قام باستغلال موقعه بهدف "باطني" وهو الحيلولة دون القبول بدمج القوات المسلحة وتوحيد العملة والإصرار غير المبرر بما يسمى بالأخذ بالأفضل يسانده في ذلك وزير الدفاع الاشتراكي "هيثم قاسم" وصالح منصر السيلي ومحمد علي احمد،بدليل ان العطاس في اول بيان لحكومة الوحدة والذي قدمه للبرلمان-اعترف فيه وبصورة خطوط عريضة-بان هناك فساد موروث وازمات اقتصادية ووعد في بيانه "وليس ببرمجه" بأنه سيقدم برنامجين تفصيليين معززين بالارقام ووصفات المعالجات عقب عامين،أي في عام 1992م،بمعنى آخر انه وعد بتقديم برنامجين متناقضين احدهما يعبر عن وجهة نظر الحزب والآخر متسم بالزواج. مهندس الانفصال ولم يكن رفض دمج المؤسسات العسكرية والمالية في مؤسسة دولة الوحدة سوى خط رجعة لذلك الوعد "المُقنع" لكن وخلال الفترة الفاصلة ما بين عامي 1990-1994م كان العطاس وحملة المباخر من حوله يعدون العدة ويرسمون السيناريوهات لما اسماه "البيض" الراحل في الشتات "بفك الارتباط" وكانت الوحدة في نظرهم "زواج متعة"وهم يمارسون مناشطهم على ممرين،ممر القبول التكتيكي بالتجربة الديمقراطية ،وممر استغلال المواقع بغرض انتاج "المواجع"!! متخذين من الاحداث العارضة التي يفترض ان يكون القضاء مرجعاً للتعاطي معها وحسمها مبرراً للهروب من الوحدة الى الردة،ويتذكر صاحب هذه السطور إبان زيارته لحضرموت عقب هروب "المناصل" البيض على متن صيادي السمك "الجحش" ومقتل قائد غرفة العمليات الواقعة على مقربة من مطار الريان "الشبيه بفرزة السيارات يومها" ان قمت بزيارة تلك الغرفة التي كانت تحوي 45 الف صاعق جديد يُطلق من الكتف كان الهاربون من الوحدة قد استوردوها قبيل حرب الدفاع عن الوحدة بعام،وبالتحديد عقب الاعلان عن نتائج الانتخابات البرلمانية الاولى عام 1993م وكان "العطاس" قد دفع ثمنها وغيرها من الآليات والمعدات العسكرية من خزينة بيت مال المسلمين ابان ما كان يتربع موقع رئاسة الوزراء. المطرقة والمنجل لندع العطاس كمهندس يجيد تصميم مخططات مشاريع الهدم ويدفع "البزنس" لمشرفي ومنفذي "تحطيم وتكسير" البنى التحتية،ونتحدث عن الحزب الاشتراكي المسير منذ ان قام بدور الاستلام والتسليم للسلطة من قبل المندوب غير السامي في وثيقة تم التوقيع عليها في دولة المحتل الامبريالية سابقا،فالحزب قبل الحوار السلمي في عام 1992م في وجود "المنقذ له" من الانهيار ومحاصرته بالازمات،وهو الرئيس علي عبدالله صالح،ويومها وعندما رفع علم الوحدة في عدن لم يكن امام الاستاذ راشد محمد ثابت الا ان يذرف دموع الفرح وهو يستحضر في تلك اللحظات التاريخية قول الرب "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ...الخ" ويرى بام عينيه بان هدفا من اهداف الثورة تحقق بحوار سلمي جنب فيه الخالق يمن الايمان والحكمة استمرار الصراعات الدموية والتصفيات الجسدية والقتل على الهوية التي لم يتدارك عواقبها سوى الشهيد جار الله عمر-رحمه الله- وكان يفترض على الحزب الاشتراكي عقب اثبات ثوريته المعززة بانجاز هدف ثوري ان لا يضع نفسه في عداد "من يتمسكن حتى يتمكن" ويبادر برد اعتباره امام ملايين الجماهير التي بعثت يومها من جديد مرحبة بهتافاتها الترحيبية بالمنجز الثوري بعد ان كان الحزب قد حولها الى "اشياء مشينة" تدين بالاشتراكية "غير العلمية" في وجود "جامع العيدروس وغيره" ومحمد سالم البيحاني وما تمتاز به المحافظات الجنوبية والشرقية يومها من خصوصية اجتماعية محصنة،ضد اختراق وتغلغل "المطرقة والمنجل". هستيرية الحراك لكن الحزب ابى الا ان يتشبه بجماعة "الحشاشين" وهم فصيل من فصائل الاثنى عشرية والأمل"يراودهم" بان الطفل "محمد العسكري" سيهرب من سرداب كربلاء وبالتالي بادر بالعدوان على النظام ومن داخله وبشتى الاساليب حتى وقع في موقع الفاقد لمواقعه ومصالحه المكتوبة في اللوح المحفوظ ولم يجد امامه إلا ان يرتمي في احضان الاخوان طبقاً للقاعدة التقليدية القديمة "المؤاخاة" ليتمكنوا من العدوان على النظام وعلى الوحدة وعلى السلام الاجتماعي وعلى التمسك بالحياد الايجابي من عمليات التمرد في صعدة الذي يعتبر في حسابات السياسة والمواقف"انحياز مستتر" بعد ان تعرضت عقول قياداته لانسداد سياسي لقبول اي حوار مجسدين ذلك الرفض بشروط تعجيزية كان آخرها المطالبة بالإفراج عن عناصر "حراك الأحجار واسلحة الدمار" كشروط تعجيزية لا تستهدف سوى قناعاتهم الراسخة بعدم مشروعية التجربة الديمقراطية ومفضلين استغلال الازمات التي كان لهم باع في تغذيتها لتهييج الشارع، مفترضين بان مثل تلك الاثارات سترفع من مقاماتهم "القمقمية" وستؤدي الى لي ذراع الحاكم ولما لم يجد ذلك التصرف الاهوج اتجهوا صوب التشجيع عن بعد لما تسمى بهستيرية الحراك.. للحديث بقية...