ناشد رئيس قطاع القناة الفضائية اليمنية والأولى حسين عمر باسليم الجهات المعنية إلى إنقاذ قناة اليمن الفضائية. مؤكدا بان القناة مهددة بالتوقف. وفي حوار صحفي لا يخلو من الصراحة والشفافية ليومية السياسية تنشره بعد غد الأحد, تناول باسليم عدد من الصعوبات التي تواجه القناة ومنها قدم الأجهزة التي تعود بعضها إلى أكثر من 20 عاما وما يترتب على ذلك من صعوبة توفير قطع غيارها نتيجة لأنها لم تعد تصنع. وفيما أشار إلى اهتمام كثير من المسؤولين بالتلفزيون وهو الاهتمام الذي قال بانه ينحصر دوما على تغطية أخبارهم أو أنشطة وزارتهم والفعاليات التي يشاركون فيها وظهور صورهم، عبر باسليم عن أمله في أن يمتد هذا الاهتمام إلى المساعدة في التحديث والتطوير والتمويل. وكشف رئيس القطاع بان المكتبة العامة للقناة التي اعتبرها ذاكرة الوطن المرئية والأرشيف المرئي لليمن قاطبة باتت مهددة بالتلف نظراً لقدمها. مؤكداً عدم قدرة القناة على نقلها إلى أنظمة رقمية حديثة للحفاظ عليها من التلف في ظل الإمكانات الحالية. وفي حوار مع " الجمهور " كشف الأستاذ حسين باسليم - رئيس قطاع التلفزيون - عن أوضاع مالية صعبة تهدد قناة “اليمن” الفضائية بالتوقف عن البث.. محملاً المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون ووزارة المالية ورئاسة الوزراء المسؤولية.. وقال باسليم ل«الجمهور» أن قطاع التلفزيون أقر الخارطة البرامجية لهذه الدورة قبل نحو شهرين إلا أننا فوجئنا بعدم اعتماد المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون أية موازنات لهذه البرامج، رغم ان هذه الدورة أرفقت بموازناتها التفصيلية كل هذه البرامج”.. مشيراً إلى انه تم عقد سلسلة من الاجتماعات لمعالجة هذا الوضع إلا ان الرد الذي يأتي بصورة مستمرة من قبل الإدارة العامة للمؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون كان محسوماً سلفاً بعدم استطاعتها ان تواجه أية التزامات خاصة بالأعمال الرمضانية.. وهي 16 برنامجاً تم استخلاصها من 50 تصوراً.. موضحاً أن هناك مبلغاً بسيطاً اعتمد في أواخر شهر رجب لانتاج مسلسل “الرحلة”، وهو لا يتجاوز 25% من انتاج هذا المسلسل، رغم ان مثل هذه الأعمال الدرامية يفترض ان يتم انتاجها قبل أشهر عدة حتى تظهر بالشكل اللائق والمقبول لدى الجمهور. خصوصية رمضان وعن طبيعة هذه البرامج قال رئيس قطاع قناة “اليمن” الفضائية: “راعينا في البرامج التي أعدت لهذه الدورة خصوصية الشهر الكريم واحتياجات الجمهور من مختلف الجوانب كعادة القناة منذ إنشائها، إلا أننا فوجئنا بعدم اعتماد موازنة لهذه البرامج من قبل المؤسسة”. وتابع: “في الاعوام الماضية كنا نواجه صعوبات ولكنها صعوبات بسيطة نستطيع ان نتغلب عليها”.. لافتاً إلى ان هناك دوراً كبيراً لعبته وزارة المالية في هذا الجانب من خلال التخفيضات التي أجريت على الموازنة وعدم مراعاتها خصوصية الإعلام المرئي.. مستدركاً بالقول: “لا نحمل وزارة المالية وحدها المسؤولية أيضاً المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون تتحمل جزءاً كبيراً من هذه المسؤولية باعتبارها هي المسؤولة عن القطاعات”. هجوم الصحافة واستغرب باسليم مما نشرته العديد من الصحف الحزبية والرسمية حول قطاع التلفزيون وتحميله المسؤولية دون الاستيضاح من القائمين على القطاع، معلقاً بالقول: “ما يؤسف له ان كثيراً من الزملاء في الصحف حتى الحكومية منها وفي مقدمتها صحيفة (الثورة) الرسمية ينشرون كلاماً لا يليق بمثل هذه الصحف التي ينبغي ان تكون عوناً لنا للتغلب على هذه الصعاب.. مبيناً أن صحيفة (الثورة) في أعدادها الأخيرة وتحديداً في صفحة فنون أو صفحة دنيا الإعلام نشرت مواضيع حمّلت من خلالها قطاع التلفزيون عدم انجاز هذه الدورة البرامجية دون ان تعود إلينا للتأكد من صحة تلك المعلومات، ولا يليق بمكانتها كصحيفة رسمية ان تنجر وراء ذلك بعيداً عن الحقيقة والمصداقية”. وعما إذا كانت هناك عراقيل أو صعوبات تقف حجر عثرة أمام قناة “اليمن” الفضائية والأولى قال الأستاذ حسين باسليم: “نحن نظل نتبع مؤسسة عامة تدفع موازناتنا ومخصصاتنا بشكل شهري أو بشكل سنوي من جدول الأعمال الرمضانية أو الأعمال الخاصة ورغم ان المؤسسة كانت قد اتخذت إجراءات في السابق بايقاف ما يخص البرامج الخاصة في إطار عملية الترشيد التي قالت إنها تقوم بها إلا أننا لم نلمسه إلا فيما يخص هذه البرامج فقط.. أما في الجوانب الأخرى فحدث ولا حرج وهذا هو مما يؤسف له والذي أوصل الأمور إلى ما هي عليه اليوم”.. متسائلاً: “هل لكم أن تتخيلوا ان الموقع الالكتروني لقناة (اليمن) تم فصله الأسبوع المنصرم رغم ان عدد زواره فاق ثلاثة ملايين زائر خلال أقل من عامين؟!!.. وهل لكم ايضا ان تتصوروا وأنا أجري معكم هذا الحديث بأنه تم اليوم (الأربعاء 14/7/2010م) قطع خدمة الهاتف السيار عن كل هواتف محطة التلفزيون قناة (اليمن) الفضائية الأولى، والسبب أن المؤسسة لم تقم بتسديد ما عليها من التزامات مالية لمؤسسة الاتصالات؟!!”. لا يوجد موازنات وأضاف بالقول: “نحن اليوم عاجزون عن التواصل مع اطقمنا ومصورينا ومذيعينا عبر الهاتف السيار، لأن مؤسسة الاتصالات قامت بفصل هذه الخدمة وهذه أمور يؤسف لها”.. داعيا قطاع المال والادارة بالمؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون إلى التنبه لمثل هذه المسائل الهامة.. وتساءل باسليم في حديثه ل “الجمهور” قائلاً: “كيف يطلب من القناة الأولى للجمهورية اليمنية ان تخاطب الرأي العام وتجوّد عملها وتقدم رسالة اعلامية وطنية تواكب الأحداث المختلفة؟!.. لا اقول تنافس وانما اقول تواكب وتستقطب المشاهد لمتابعة برامجها وليس لديها موازنات مالية لتنفيذ هذه البرامج، الأمر الذي يجب الوقوف أمامه؟!”. وأضاف: “الإعلام اليوم يلعب دوراً كبيراً وهاماً في عصر السماوات المفتوحة ويعد أداة مهمة وخطيرة جدا للتأثير في الرأي العام واستقطاب الناس لهذه الرسالة الاعلامية، التي ينبغي ان تصل اليهم بالتوعية والتثقيف وغيرها من القضايا، لكن هذا ما لا يستوعبه المسؤولون لدينا للأسف الشديد”.. وخاطب الأستاذ حسين المشاهدين قائلاً: “لا أدري ما اقول للمشاهد!!.. مشاهد قناة (اليمن) الفضائية والأولى، خاصة وأنه لم يتبق سوى شهر واحد ويحل علينا الشهر الفضيل”. ولفت رئيس قطاع التلفزيون إلى أنهم لم يبدأوا في مسلسل “الرحلة” الذي سيعرض على قناة “اليمن” خلال شهر رمضان المقبل حتى اليوم في ظل هذه الظروف الصعبة والامكانيات الشحيحة.. مشيراً بالقول: “أنا هنا لا اتحدث فقط عن امكانياتنا المادية ولكن امكانياتنا الفنية التي بدأت بالتآكل والهلاك بسبب ان هناك قناتين انشأتا مؤخراً هما قناة (سبأ) وقناة (الإيمان) واللتين ترتكزان في انتاج اعمالهما البرامجية بشكل أساسي على ما هو متوفر في قناة (اليمن) من أجهزة ومعدات الأمر الذي ادى إلى اهلاك هذه الأجهزة والمعدات، واصبحت غير قادرة على الايفاء بالمتطلبات الفنية لانجاز الأعمال البرامجية بالصورة التي نطمح إليها وهذه هي مشكلة كبيرة جداً”.. توجيهات رئاسية وتابع: “إذا ما تفاقمت الاوضاع الفنية سنجد انفسنا في يوم من الأيام عاجزين حتى عن البث اليومي”.. منوها إلى انه يقرع الآن جرس الإنذار ليلفت نظر الحكومة إلى هذا الجانب من أجل أن تعطيه اهتمامها الخاص حتى تتلافى ما قد يحدث من نتائج سلبية”. وأضاف باسليم في حديثه للصحيفة مساء الأربعاء: “هناك توجيهات من رئيس الجمهورية صدرت الأسبوع الفائت لرئاسة الوزراء ووزارة المالية بالتعاون من أجل انجاز الخرائط البرامجية الرمضانية لقنوات التلفزيون، ولا ادري هل سيتم تنفيذ هذه التوجيهات التي تساعدنا على اظهار الإعلام المرئي الحكومي أو الإعلام الجماهيري بالصورة المطلوبة في هذا الوقت المتأخر، خاصة وان الوقت قد أزف؟!!”.. موضحا انهم كمعنيين يتساءلون كما يتساءل معهم الجمهور عن هذا الوضع الذي وصل إليه التلفزيون.. وقال: “الإعلام لا يقل أهمية عن أية جهة أخرى بل هو الأهم.. والحروب اليوم كما نعلم جميعاً هي حروب اعلامية في المقام الأول.. الكل يسعى للاستحواذ على أفئدة وعقول وتوجهات الجماهير من كل مكان، وبالتالي فالبقاء سيكون للأقوى والافضل.. فإذا لم تستطع وسائلنا الاعلامية الحكومية ان تقدم هذه الرسالة المنوطة بها فان هناك من يغطي هذا الفراغ ولكن بشكل سلبي بكل تأكيد”. وفي رده على سؤال “الجمهور” عما إذا كان لدى القطاع أعمال درامية أخرى يمكن تنفيذها خلال الفترة المتبقية في حال توفر الامكانات المادية، أجاب الأستاذ حسين باسليم قائلاً: “هناك العديد من الأعمال التي ما تزال حبراً على ورق، وفي حال توفر الموازنات بالصورة المطلوبة والكافية ربما تحقق شيئاً من ذلك، رغم ضيق الوقت خاصة ونحن على ابواب شهر رمضان، لكن إلى الآن كما ذكرت آنفا لا يوجد سوى مسلسل وحيد ويتيم هو مسلسل (الرحلة) ونحن عازمون على انتاجه بكل السبل حيث سيتم تصويره في عدد من المحافظات، وهو عبارة عن حلقات درامية متنوعة تنتقد الظواهر السلبية والسلوكيات الخاطئة وتدعو إلى الحرص على الوحدة الوطنية والولاء الوطني وغيرها من القضايا المهمة”. برامجنا حسب الامكانيات وعن البدائل التي ستقدمها قناة “اليمن” الفضائية من برامج ومسابقات جماهيرية أخرى قال باسليم: “إن القطاع سيقوم بتقديم البرامج التي يستطيع ان يقدمها بحسب امكانياته المتاحة”.. منوها بأنهم يسعون حاليا إلى ان تكون هناك عدد من المسابقات الجماهيرية ضمن الخارطة البرامجية لهذا الموسم، وفي مقدمتها مسابقة القرآن الكريم باعتبارها من المسابقات التي اعتاد المشاهد على متابعتها منذ نشأة القناة. وأضاف بالقول: “نسعى ايضا إلى تنفيذ برنامج (صدى القوافي) للعام الثالث على التوالي وهناك اجراءات متصلة.. نسعى بجهود شخصية مع كثير من الجهات الأخرى لرعاية هذه البرامج خاصة واننا نعرف ان الوضع العام لا يشجع الكثيرين على الرعاية”.. مبديا استغرابه من عدم اهتمام المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون بهذا الجانب، مبيناً أنه: “كلما جودنا عملنا التلفزيوني كلما كان هناك اقبال من الجهات المعلنة باعتبار العملية هي عملية طردية”.. ففي حال كان لدينا أعمال برامجية جيدة ستكون هناك كثافة اعلانية تقابلها والعكس صحيح”. مطالب القطاع وتمنى الأستاذ حسين باسليم رئيس قطاع تلفزيون اليمن في ختام حديثه ل “الجمهور” ان تتجاوب المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون مع مطالب القطاع، وأن تعي دورها.