بغداد :نفى قيادي بارز في حزب البعث بالعراق أي وجود لما يسمى حزب العودة في الوقت الحالي، في حين يؤكد مسؤولون عراقيون أن البعثيين يعملون في الخفاء تحت اسم جديد هو "حزب العودة". وقال المتحدث الرسمي باسم حزب البعث خضير المرشدي للجزيرة نت إن "حزب العودة لا يمثل واجهة للبعث.. حزب البعث يعمل باسمه الصريح الواضح المعروف، وكما تعرفون أنا الممثل الرسمي للبعث، فلا يوجد شيء اسمه حزب العودة". وأشار إلى أنه مع بداية الاحتلال الأميركي للعراق، كان هناك توجه لتغيير اسم حزب البعث إلى حزب العودة، لكن تم التخلي عن هذا الطرح وتم العمل باسم حزب البعث. وفي توضيحه لهذه النقطة، قال المرشدي إن حزب العودة تأسس في بداية الاحتلال وبقي لفترة قصيرة وانتهى، وفي المقابل، بقي نشاط حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق، ولا علاقة لحزب العودة به. وكان قد تردد أن حزب العودة ينشط في العديد من مناطق العراق، غير أن قياداته تتواجد في مناطق محافظة ديالى شمال شرق بغداد. العودة قناع وقال رئيس لجنة الأمن في مجلس محافظة ديالى مثنى التميمي للجزيرة نت، إن البعث يستخدم أكثر من جهة وأقنعة عديدة لإعادة نشاطه على كل مساحة محافظة ديالى. وأضاف التميمي أن الأحزاب المحظورة دستوريا عادت إلى نشاطها بشكل ملحوظ وموسع في غضون الأشهر الماضية بسبب انشغال الحكومة بتكوين التحالفات السياسية، وبسبب أمور كثيرة حدثت في المحافظة وأدت إلى انحسار الأمن وظهور هذه التنظيمات إلى العلن. وفي ما يخص عودة نشاط حزب البعث، قال المسؤول العراقي "للبعث نشاط ملحوظ، والكثير من الخروقات الأمنية التي حدثت في المحافظة أتوقع ولست جازما أن البعث وراءها". وعلى علاقة بالموضوع، أكدت سجى قدوري، القيادية في حزب الدعوة -الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي- عودة البعث إلى العمل في ديالى وأماكن أخرى تحت عنوان حزب العودة. وقالت قدوري -وهي عضو بمجلس محافظة ديالى- في تصريحات صحفية، إن هناك دلائل وبراهين تؤكد استعادة حزب العودة أنشطته بعد زج عناصره البالغ عددهم 60 ألفا داخل مناطق متفرقة من ديالى. وحذرت قدوري من اختراق عناصر البعث للمؤسسات الأمنية، وقالت إن "ذلك يشكل خطرا على الوضع الأمني". حزب وازن من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي العراقي نزار السامرائي في تصريح للجزيرة نت، "إن الحكومة الحالية -التي هي صنيعة الاحتلال الأميركي، ورديفة للاحتلال الإيراني- تعد حزب البعث بحكم الثقل الشعبي الذي يمتلكه وانتشاره في عموم الشارع العراقي من أقصى جنوبه إلى أقصى شماله، خطرا يهددها". وأضاف السامرائي أن "البعث يشكل ثقلا سياسيا كبيرا لا يمكن تخطيه، ولا يمكن لأي جهة أن تقصيه عن الفعل المؤثر في الشارع العراقي". وأشار المحلل السياسي إلى أن البعث "يعمل بعنوانه، ولا يخشى أي جهة أو طرف، كما أنه ليس بحاجة لوضع عنوان آخر، سواء كان العودة أو غيره". وفي معرض حديثه عن مستقبل البعث بعد رحيل القوات الأميركية، يرى السامرائي أن هناك "حالة من الهيستيريا والخوف لدى الأحزاب التي ربطت مصيرها بالاحتلال وبإيران، لأنها ارتكبت جرائم بشعة بحق العراق والعراقيين، ولأن هؤلاء يدركون أن البعث يمثل العراق، فإنهم يخشون الساعة التي يهرب فيها الأميركيون، وينقض عليهم الشارع العراقي". جدير بالذكر أنه لم تصدر بيانات أو تصريحات باسم حزب العودة، ولم توزع أي منشورات في المدن العراقية بهذا الاسم. وعلمت الجزيرة نت من مصدر في وزارة الداخلية العراقية -فضل عدم ذكر اسمه- أن التحقيقات مع المتهمين في السنوات السبع الماضية لم تكشف عن أي اعترافات لعناصر منتمية إلى حزب العودة. المصدر: الجزيرة