كان أكثر من 130 ألف مواطن سوري يسكنون عشرات القرى في الجولان عشية احتلاله عام 1967. في أعقاب الحرب، لم يتبق منهم سوى 6 آلاف نسمة، توزّعوا على 4 قرى هي مجدل شمس، بقعاتا، مسعدة، عين قنية. الفرار من الحرب لم يكن السبب الأساسي لحصول ذلك، بل سياسة ترحيل مارسها الاحتلال الصهيوني .لتكون الهضبة «نظيفة من العرب»، حسب شهادات شهود عيان ووثائق عسكرية تؤكّد أن عشرات الآلاف من المواطنين السوريين تعرّضوا لعمليات إجلاء قسري من جانب القوات الصهيونية بطريقة «تذكّر بما حصل مع سكان اللدّ والرملة عام 1948». يروي القائد العسكري للمنطقة، العقيد شموئيل أدمون، انه أصدر في 16 حزيران"يونيو" 1967، أمراً يمنع دخول أو خروج أيّ شخص منها وإليها إلّا بإذن خاص منه، ومن يخالف يعاقب بالسجن 5 أعوام. ثم بدأ الجيش الصهيوني بهدم القرى و«تنظيف» المنطقة من سكّانها العرب" نحو 20 الفا" بقوا في هضبة الجولان في الأيام الأولى للحرب، ويؤكد تسفي رسكي، الذي كان قائداً لأحد القطاعات العسكرية في الجولان«لقد فجّرنا البيوت فور انتهاء المعارك، تقريباً في كلّ مكان استطعنا فيه ذلك». وطلب من السكان مغادرة المكان باتجاه سورية، وبالتالي «لم يحصل الجيش الصهيوني على الهضبة نظيفة من العرب» مثلما أراد أن يحصل نائب رئيس شعبة العمليات في حينه، الجنرال رحبعام زئيفي، «إلا أنه اهتم بأن تصبح كذلك».