بث التلفزيون الوطني الهولندي مساء الجمعة للمرة الأولى عرضا احتفالياً موسعاً بمناسبة عيد الفطر. تضمن العرض التلفزيوني فقرات فنية متنوعة، وكثيراً من الغناء والموسيقى. جزء من العرض التلفزيوني كان نقلاً مباشراً من القاعة الملكية في العاصمة أمستردام التي ستشهد حفلا موسيقيا بمناسبة عيد الفطر. وبث العرض مساء الجمعة على القناة الهولندية الثانية، من الحادية عشرة حتى منتصف الليل. طُرحت الفكرة أولاً من قبل محطة (مون) وهي محطة تلفزيونية إسلامية صغيرة، لكن هذه المحطة فقدت حقها في ساعات البث على القنوات الممولة من الدولة، اثر خلافات داخلية أدت إلى إغلاق المحطة. اثر ذلك قرر التلفزيون الوطني (أن تي أر) "إنقاذ الفكرة وبث الحفلة" كما يعبر مدير قسم "التنوع الثقافي" في المحطة الوطنية، فرانس يانيكنس. ورداً على سؤال حول مبررات قيام محطة (أن تي أر)، وهي محطة محايدة دينياً، وممولة من المال العام، لبث حفلة بمناسبة دينية، يقول يانيكنس: "ولم لا؟ بالعكس أنا استغرب أن حدثاً ثقافياً بهذا الحجم، يشترك به حوالي مليون شخص في هولندا، لم يعرض على التلفزيون الهولندي من قبل، بينما اعتدنا على أن ينقل التلفزيون الوطني بانتظام أحداثا مشابهة مثل أعياد الميلاد، أو القداس البابوي، أو الكرنفال." ألا يبدو الأمر شبيهاً بأن يبث التلفزيون الوطني في بلد إسلامي مراسيم الاحتفال بعيد ميلاد المسيح؟ لا يوافق يانيكنس، على هذه المقارنة. ويعتقد أن الحفلة التي ستبث مساء اليوم لا تصح مقارنتها بمراسيم أعياد الميلاد نفسها، بل بالاحتفالات الشعبية التي تتزامن مع أعياد الميلاد، أو بحفلة سمفونية آلام المسيح، لماثيوس، التي تنظم عادة بمناسبة عيد الفصح، والتي يبثها التلفزيون الهولندي سنوياً. إنها فعاليات ثقافية لها جمهور واسع في المجتمع الهولندي. ويوضح فرانس يانيكنس قائلاً: "محطتنا لا تخصص وقتاً للبث الديني. لكننا نقدم التنوع الثقافي، والأديان هي جزء من هذا التنوع، لكن يجب ألا يكون الجانب الديني في الصدارة. لن نعرض تلاوات من القرآن. بل سنعرض الثراء الذي تتمتع به الثقافة الإسلامية، وفي الوقت نفسه نسلط الضوء على حدث اجتماعي وهو الاحتفال بانتهاء شهر رمضان. ثم أن البرنامج الذي ننقله هو في الأصل لا يحتوي على الكثير من العناصر الدينية، بل هو احتفال مفتوح، يحضره مسلمون وغير مسلمين." من جانبها وصفت السيدة ياسمين الكسيحي، رئيسة الهيئة الإدارية لمسجد البولدر، وهو مسجد ذو توجهات ليبرالية، هذه الخطوة بأنها "مثيرة للاهتمام". وأبدت الكسيحي تقديرها لهذه الخطوة التي تجعل من عيد الفطر احتفالا وطنياً. وتقول إن الإذاعة العامة تبعث من خلال هذه الخطوة رسالة إيجابية، مفادها أن المسلمين الهولنديين هم مواطنون يتمتعون بكافة الحقوق. يبدي مدير محطة أن تي أر، فرانس يانيكنس، ثقته الكاملة بأنه العرض التلفزيوني سيكون جميلاً وناجحاً. وقال إن القاعة الملكية في أمستردام ستمتلئ بالجمهور. يأمل يانيكنس أن يكون برنامج هذا المساء بمناسبة عيد الفطر بداية لتقليد جديد في هولندا، وأن يتكرر العرض كل سنة. وحتى إذا ظهرت مجدداً محطة إسلامية فإن السيد يانيكنس يأمل بأن يتعاون معها لبث "عيد الفطر الوطني". تقرير: هيلين ستينغ- إذاعة هولندا العالمية