الزلب : قناة«الايمان ستدخل رسمياً ضمن باقة اليمن الفضائية قطع اليمن شوطا كبيرا في مجال الإعلام المرئي و المسموع منذ انطلاق الثورة المباركة في ال26 من سبتمبر 1962م وال14 من أكتوبر 1963 م وحقق تحولات جذرية في خدمات وتقنيات أداء هذا القطاع وهو التطور الذي جاء ترجمة لوعي القيادة السياسية بأهمية هذا القطاع ودوره المحوري في خدمة نهضة ونمو اليمن .وتظهر ابرز معالم هذا التحول والتطور في هذا القطاع في قراءة ما صار عليه في المرحلة الراهنة التي شهد فيها نقلة نوعية فتضاعفت قنوات الإذاعة المحلية وتعددت قنوات التلفزيون الفضائي . أكثر من 17 قناة و إذاعة, تقدم رسالة متخصصة بالتعريف باليمن أرضا وإنسانا وتعالج مختلف القضايا على الساحة المحلية والعالمية بأسلوب لا يقل عما صارت عليه الرسالة الإذاعية والتلفزيونية مهنيا وتقنيا في العالم . وتسعى الجمهورية اليمنية من خلال المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون إلى التوسع في عدد القنوات الفضائية عبر “ باقة اليمن الفضائية “ التي باتت تضم إلى جانب القناة الفضائية الرسمية “اليمن” قنوات “اليمانية وسبأ و قناة الإيمان”. كما بات يتوفر في مجال الإعلام المسموع قاعدة عريضة من الإذاعات قوامها 13 إذاعة منها إذاعتان وطنيتان هما “صنعاء البرنامج العام” و” عدن البرنامج الثاني” إلى جانب11 إذاعة محلية في العديد من المحافظات. ولعبت القنوات الفضائية والإذاعات الوطنية والمحلية منذ تأسيسها دورا في توسيع قاعدة العمل الإعلامي على صعيد إتاحة الفرصة لعدد كبير من الكفاءات اليمنية في العمل الإبداعي في مختلف مجالات العمل الإذاعي و التلفزيوني من خلال توفيرها لأكثر من 3700 فرصة عمل هي إجمالي الكادر البشري العامل في تلك القنوات ضمن المؤسسة اليمنية العامة للإذاعة والتلفزيون, منهم 2200 في القنوات الفضائية الأربع و1500 في الإذاعات. وينطلق توجه اليمن نحو التوسع في قنوات البث الفضائي المرئي المتخصصة على اعتبار أن القنوات العامة أصبحت غير قادرة على تقديم الصورة الحقيقية لما يعيشه اليمن ويشهده من تنوع ثقافي و حراك سياسي و تطور اقتصادي و تغيرات اجتماعية كبيرة وأنشطة متنوعة في جميع المجالات. ويمثل مشروع قناة “الإيمان” الفضائية الدينية آخر مشاريع توسيع قاعدة البث الفضائي المرئي للجمهورية اليمنية حيث تم إطلاق بثها التجريبي مطلع سبتمبر الجاري. وأفاد مدير عام المؤسسة الدكتور عبد الله الزلب لوكالة الأنباء اليمنية /سبأ/ أنه سيتم تدشين قناة “الإيمان” الدينية رسميا بالتزامن مع الاحتفالات بأعياد الثورة عقب إجازة عيد الفطر المبارك لتدخل رسميا ضمن باقة اليمن الفضائية. وقال مدير عام المؤسسة: “إن إطلاق هذه القناة بالتزامن مع الاحتفالات بأعياد الثورة يكتسب دلالة كبيرة من أن اليمن أصبح يطل على العالم بأكثر من قناة و وسيلة ويحاول أن يكون لديه خطاب إعلامي متخصص في مجالات: الرياضة , الشباب, الشئون الدينية , الثقافة و الاقتصاد. وأضاف: “ستلعب قناة “الإيمان” دورا كبيرا في تصحيح المفاهيم الخاطئة حول الإسلام, وتقديم الصورة الحقيقة للإسلام الوسطي , الإسلام الذي يحمل قيم التسامح والمحبة وستضطلع بدور مهم في توجيه الشباب وتوعيتهم من خطر أفكار الغلو والتطرف و ستنشر ثقافة الإسلام الحقيقية، بما يجعلها منبرا يمثل الإسلام و الشريعة و يعالج القضايا بأساليب متنوعة وحديثة إن شاء الله”. ونوه بالمشاريع والانجازات التي تحققت لليمن عبر المؤسسة وبخاصة في العامين الأخيرين في إطار تنفيذ البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية و مواكبة التطور العالمي الحاصل في عالم البث الفضائي المرئي و الذي يتجه بشكل جمعي نحو الإعلام المتخصص و تأسيسا لمكانة و موقع متميز لليمن في هذا الخضم. و استكمالا لمشاريع التحديث والتوسع في القنوات الفضائية المتخصصة والإذاعات المحلية تعكف المؤسسة حاليا على العمل في مشروع إنشاء قناة “ اليمن الإخبارية “ المقرر افتتاحها رسميا مطلع العام 2009م بحسب توجيهات فخامة رئيس الجمهورية. كما يجري التحضير لافتتاح ثلاث إذاعات محلية خلال الفترة القليلة القادمة في (شبوه ،سقطرى،مأرب)، إلى جانب الإعداد لإنشاء قنوات تلفزيونية أرضية محلية في أربع محافظات منها حضرموت للاستفادة من الشبكة الأرضية الواسعة التي تمتلكها من المرسلات الأرضية واستغلالها في بث القنوات الأرضية . و يعول على القنوات التلفزيونية الفضائية والأرضية والإذاعات المحلية قيد الإنشاء وحديثة الافتتاح توفير فرص عمل و استيعاب الكثير من الكفاءات الإعلامية اليمنية في مختلف متطلبات العمل الإذاعي والتلفزيوني . وقد أعيد تأسيس المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون عقب قيام الجمهورية اليمنية وإعادة وحدة الوطن في مايو1990م في إطار برنامج دمج المؤسسات الإعلامية التي كانت قائمة قبل الوحدة في الشطرين، حيث أدمجت المؤسسة العامة للإذاعة والتليفزيون التي أنشئت في صنعاء عام 1976م وهيئة الإذاعة والتليفزيون التي أنشئت في عدن عام 1986م في إطار مؤسسة إعلامية واحدة ( المؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون ) ومقرها الرئيسي صنعاء. وتضم هذه المؤسسة عدداً من القطاعات ومن ثم عدد من الأجهزة الإعلامية متمثلة في القنوات الفضائية آنفة الذكر بجانب القنوات الأرضية والإذاعات المتمثلة بالإضافة إلى البرنامجين العام والثاني في الإذاعات المحلية الرئيسية في كل من( تعز، المكلا ،الحديدة ، سيئون )،بالإضافة إلى الإذاعات المحلية الأخرى التي تم إنشاؤها خلال العامين الماضين, فيما ستشهد المرحلة القادمة إنشاء إذاعات محلية في جميع محافظات الجمهورية . وشهدت نسبة الإرسال التلفزيوني الأرضي خلال عام 2001 للقناة الأولى توسعا لتغطي 78 بالمائة من السكان و74 بالمائة من مساحة الجمهورية اليمنية و زاد معدل البث اليومي للقناة الفضائية إلى 18.3ساعة ، و ارتفعت نسبة البرامج المحلية إلى 60 بالمائة من مجمل البث اليومي . واستمراراً للتطورات التي شهدها قطاع التلفزيون بدأ البث الفضائي للقناة الأولى في سبتمبر 1996م ليصبح الإعلام المرئي الوطني ضمن الشبكة العالمية للقنوات الفضائية حيث غطى إرسال القناة لفضائية كل الشرق الأوسط و جزءاً من أوروبا وآسيا. قنوات فضائية أما القناة الأرضية الثانية للتلفزيون فقد ارتفعت نسبة تغطية إرسالها ليصل إلى 60 المائة من السكان و65 بالمائة من مساحة الجمهورية و ارتفع معدل البث اليومي إلى 9ساعات يوميا وتحولت في مرحلتها الحالية من قناة أرضية إلى قناة فضائية باسم (اليمانية ). أما الإذاعة فقد قطعت مراحل تطور لافتة من أبرزها توسيع تغطية إرسال البرنامج العام في صنعاء يصل الى90 بالمائة من السكان و95 بالمائة من مساحة الجمهورية حتى عام 2001م من خلال زيادة عدد محطات الإرسال إلى (12) محطة وزاد معدل الإرسال اليومي للإذاعة إلى (21.25) ساعة و نسبة البرامج المحلية إلى97 بالمائة فضلا عن إطلاق إذاعة الشباب. و نتيجة لتعرض البنية التحتية و الهندسية للبرنامج الثاني في عدن للدمار أثناء محاولة الانفصال عام 1994م و التي أدت إلى تراجع نسبة تغطيتها إلى20 بالمائة من السكان و4 بالمائة من مساحة الجمهورية فقد بذلت جهودا دؤوبة في إصلاح الأضرار فاستبدلت الأجهزة ونتيجة لذلك ارتفعت نسبة تغطية الإرسال لتصل إلى 72 بالمائة من السكان و70 بالمائة من مساحة الجمهورية و زادت ساعات البث اليومي إلى 15,6 ساعات و نسبة البرامج المحلية إلى 95 بالمائة من البث اليومي.. و تقدم الإذاعات المحلية في كل من تعز، المكلا، الحديدة ، سيئون, برامج ومواد دينية و ثقافية و مسابقات وبرامج أطفال إلى جانب البرامج السياسية والأخبار و يصل البث اليومي لهذه الإذاعات إلى حوالي 6 ساعات تغطي برامج محلية بنسبة تزيد على 95 بالمائة. وتم في العام 2001م ربط الإذاعة والتلفزيون بالبث الفضائي الرقمي وتركيب وتشغيل 6 محطات للبرنامج العام في إطار شبكة (FM ) وبدأ العمل المرحلي في بناء شبكة ميكروويف مع بناء شبكة الألياف ضوئية للبث الإذاعي والتلفزيوني. كما سعت وزارة الإعلام ممثلة بالمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون إلى توظيف وإحلال تقنيات حديثة لتدعيم البنية الفنية والهندسية في البثين الإذاعي والتليفزيوني وإنشاء آلية إدارية متخصصة في الأبحاث والمواصفات الفنية والهندسية لمتابعة البدائل والخيارات المتاحة من الأجيال التقنية الحديثة.. و خلال السنوات الأخيرة حققت المؤسسة إنجازات يعتد بها في البنية الأساسية والفنية و الهندسية البرمجية،حيث تم تحديث الاستوديوهات الإذاعية و التلفزيونية و تزويدها بأجهزة حديثة ومتطورة،إضافة إلى توسيع تغطية البث التلفزيوني وتدريب وتأهيل عدد من الكوادر في المجالات الهندسية والفنية والبرمجية والإدارية داخلياً وخارجياً. وضمن جهود التطوير هذا كان العمل على استكمال التغطية التلفزيونية والإذاعية داخلياً وخارجياً،من خلال توفير أجهزة ومعدات إرسال إذاعية وتليفزيونية مع توابعها وشبكات ربط لتأمين إيصال الخدمة وتزويد الاستوديوهات الإذاعية والتليفزيونية بأجهزة حديثة ومتطورة لتحل محل الأجهزة القديمة في سياق تحديث تطوير و تحسين أداء الاستوديوهات والخدمات الإذاعية والتليفزيونية. كما عملت المؤسسة على تنويع و تطوير البرامج المحلية الهادفة إلى بناء شخصية المواطن اليمني في مختلف جوانبها الثقافية والعلمية والسياسية والمعلوماتية والفنية والاجتماعية والتنموية والصحية والسكانية والبيئية والتشريعية بالإضافة إلى تخصيص برامج متنوعة لدعم جهود الحكومة في الإصلاح الإداري و المالي و خلق رأي عام مؤازر للقضايا الوطنية العامة و قبل هذا وذاك الإسهام الفاعل في خدمة عملية التنمية في البلاد .. وكذا تخصيص برامج موجهة إلى الخارج للتعريف بمزايا الاستثمار في اليمن والتوسع في البرامج الجماهيرية الثقافية و الفنية و المعلوماتية و السياحية التي تستهدف المشاهدين العرب في نطاق إرسال قناة اليمن الفضائية كما تم اعتماد مراسلين في الداخل والخارج لتغطية الأحداث فور وقوعها. وفي 19 مارس 2008م شهد الإعلام اليمني انفتاحاً وتطوراً كبيراً على المستوى المحلي والإقليمي والدولي حيث دشن فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية إطلاق قناتي يمانية وسبأ الفضائيتين ضمن الباقة الفضائية اليمنية عبر القمر الاصطناعي عربسات بدر (4). حيث أكد فخامته أهمية الاهتمام بالقنوات الفضائية وقال: نحن نهتم بالإذاعة ونهتم بالصحافة ونهتم بالكتاب ونهتم بالمعلومة.. و القيادات الإعلامية عليها أن تواكب كل شيء جديد متطور ،الإعلام الآن يلعب دورا كبيرا في حياة الشعوب، وإذا كانت قد وجدت الثقافة والأمن وجد الاستقرار والهدوء في هذه البلدان فإن ذلك هو دور الإعلام ،فدور الإعلام ودور الجامع ودور الخطيب دور فعال. و أعلن فخامته اعتبار يوم ال19 من مارس من كل عام يوما للإعلام اليمني يتم فيه تكريم المبدعين من القيادات الإعلامية المبرزة . وضمن خطط التوسع في البث الفضائي تضع المؤسسة ضمن برامج عملها المستقبلية إطلاق ما يقارب 12 قناة فضائية عبر القمر الاصطناعي عربسات بدر(4).
