تسببت ايه اتش1 ان1 او إنفلونزا المكسيك في تراجع استهلاك اللحوم في مصر خلال الفترة الماضية وزيادة الإقبال على الأسماك، هذا ما وصلت إليه إيلاف من خلال جولة لها في الأسواق . وأكدت مؤشرات السوق تراجع الإقبال على شراء اللحوم البلدية والمستوردة بنسبة 50%، وعلى الرغم من قلة الإقبال من المواطنين إلا ان الأسعار زادت بنسب متفاوتة في الأسواق المختلفة، حيث قام الجزارون برفع السعر على المستهلكين، على الرغم من تراجع الطلب بشدة لتعويض الخسارة ويستغرق بيع الذبحة الواحدة حوالى 3 أيام بدلاً من يوم واحد. وقال عبد المنعم فوزي جزار في حي السيدة زينب بالقاهرة إن الإقبال من جانب المستهلكين على اللحوم الحمراء انخفض الى النصف في الأشهر الأخيرة، وارجع ذلك الى الشائعات المرتبطة بإنفلونزا المكسسيك وبخاصة بعد قرار إعدام جميع الخنازير في مصر، مما زاد من شكوك المواطنين من إقدام الجزارين على بيع لحوم الخنازير على أنها لحوم جاموس او بقرى او خلطها باللحوم المصنعة. وأضاف ان الجزارين من جانبهم بسبب ضعف الإقبال قاموا برفع أسعار اللحوم البلدية لتعويض الخسائر عن قلة الإقبال. ورصدت وكالات الانباء ارتفاع أسعار اللحوم البلدية بمعدل يتراوح ما بين ثلاثة و10 جنيهات للكيلو الواحد بحسب المناطق . ومن جانبها أشارت "عبير صابر" ربة منزل انها منذ الاعلان عن دخول انفلونزا الخنازير مصر وأصبحت لا تشتري لحومًا حمراء خوفًا من صعوبة تمييزها عن لحوم الخنازير. وأضافت انها تتعامل فقط مع الأسماك، على الرغم من ارتفاع أسعارها لأنها "الأضمن " على حسب قولها . وارتفعت أسعار الأسماك بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة، وتوقع عدد من الخبراء ارتفاع أسعار الأسماك خلال الفترة المقبلة بنسب تصل إلى 40%، فى ظل اتجاه الغالبية العظمى من المصريين إلى شراء الأسماك جراء مرض أنفلونزا الخنازير ورصدت وكالات الانباء ارتفاع الأسعار بعد انتشار مرض أنفلونزا المكسيك، وتجاوز سعر كيلو السمك "قشر بياض" 40 جنيها مقارنة ب35 جنيها للكيلو والمكرونة إلى 20 جنيها مقارنة ب15 جنيها، بالإضافة إلى ارتفاع سعر كيلو سمك البورى إلى 30 جنيهًا من 20 جنيهًا، والبلطى 18 جنيهًا من 12 جنيهًا للكيلو. ويتجاوز حجم إنتاج مصر من الأسماك المليون طن سنويًا، يتم إنتاج نحو 635 ألف طن من المزارع السمكية والباقي من المصايد البحرية، كما أن الإنتاج لا يكفي سوى 85%، من حجم الاستهلاك، ويتم توفير الباقي عن طريق الاستيراد والذي يصل إلى نحو مليون طن سنويًا. وأرجع سامي رمضان تاجر اسماك ارتفاع أسعار الأسماك بنسب متفاوتة خلال الأيام الماضية لإشاعة خلط اللحوم بالخنازير، متوقعًا استمرار ارتفاع أسعار الأسماك خاصة مع اقتراب شهر رمضان وارتفاع حجم الاستهلاك، في ظل حالة القلق التي تصيب المستهلكين من شراء اللحوم والدواجن. وتسبب تراجع الإقبال في تكدس للحوم ومصنعاتها في الأسواق مما كبد الشركات والمصانع والمستوردين والجزارين خسائر فادحة وكشفت مصادر مطلعة وجود كميات ضخمة مكدسة من اللحوم بالأسواق،, تصل إلى نصف الكميات التي تنتج في مصر من اللحوم البلدية . ويتوقع خبراء ان تؤثر حالة انعدام الثقة لدى المستهلك المصري في اللحوم بصفة عامة، فى انخفاض الاستهلاك على الرغم من ان شهر رمضان على الأبواب الذي يفترض فيه ان يزيد الإقبال على اللحوم المصنعة والبلدية. وفي محاولة من جانبها إرجاع الثقة للمستهلك المصري تجنبًا لحدوث تحديات خلال شهر رمضان أصدرت الهيئات البيطرية بيانًا اكدت فيه للمواطنين أن اللحوم المطروحة بالأسواق سواء المحلية منها أو المستوردة بحالة جيدة وآمنة للاستهلاك مادامت مذبوحة بالمجازر المعتمدة وتحمل الأختام الدالة على ذلك وتاريخ الصلاحية وجودة الحفظ بالنسبة إلى المستورد.
