عمان :برأ رئيس نادي الوحدات طارق خوري جمهور الفيصلي من أحداث الشغب التي تلت مباراة فريقه أمام غريمه التقليدي، مؤكداً أن "الفيصلاويين" بريؤون "براءة الذئب من دم يوسف"، ويزعم أن قوات الدرك افتعلت هذه المجزرة لأسباب وصفها ب"الدنيئة" على حد تعبيره وقوله. وكان الأردنيون قد أفاقوا على هول الصدمة التي خلفتها أحداث المباراة التي نتج عتها عشرات المصابين، 11 منهم ما زالوا بحاجة لعناية طبية حثيثة. وجاءت الأحداث منافية للمنطق، ذلك أن الجمهور الذي نزف دما، هو الجمهور الفائز المحتفل في غياب جمهور الفريق المنافس الذي خرج من الملعب مبكرا. ووقعت كافة الإصابات داخل ملعب ستاد القويمسة في مدينة الملك عبد الله الرياضية في جنوب شرق العاصمة الأردنية عمان، حيث أقيمت مباراة الدربي بين الغريمين وانتهت بفوز الوحدات 1- صفر. وبعيدا عن نتيجة المباراة وظروفها الفنية، فإن ما حدث في أعقابها، يدفع لسؤال واحد: هل تستحق كرة القدم أن ينزف الناس من أجلها.؟؟
رأفت علي: لا للرياضة نجم فريق الوحدات واللاعب الدولي السابق رأفت علي أكد في تصريحات غاضبة والدموع تملأ عينيه أن ما حصل عقب المباراة يدفع اللاعبين للتفكير بعدم العودة لممارسة كرة القدم، فهو يرى أن الرياضة لا تستحق أن يموت الناس من أجلها. ويقول علي إن جمهور الوحدات يتعذب كثيرا بسبب حبه للفريق، وطالما تعرض للضرب والتنكيل بسبب ذلك وبدون أي مبرر، وهذا أمر غير طبيعي، ويجب أن يتوقف، أو أن يتوقف الوحدات عن خوض المنافسات في البطولات المحلية.
مغالطات في بيان الدرك وألصق بيان الدرك (قوة الشرطة المسؤولية عن حفظ الأمن في الملاعب) التهمة بجمهور الفيصلي الذي خرج أولا من الملعب وفقا لتعليمات سابقة من الاتحاد الأردني لكرة القدم تفيد بضرورة خروج جمهور الفريق الخاسر فور انتهاء المباراة، على أن يغادر جمهور الفريق الفائز بعد ذلك. ووفقا للبيان فإن نفراً من جمهور الفيصلي وفور خروجه من الملعب قام بإلقاء الحجارة من خارج السور باتجاه مدرجات الدرجة الثانية، ما أدى إلى تدافع جمهور الوحدات وانهيار الشبك الحديدي الذي يفصل المدرجات عن أرض الملعب، وتساقط معه عدد كبير من المصابين. وتساءل نواب في مجلس الأمة الأردني منهم يحيى السعود، الفائز عن منطقة الجوفة القريبة من مخيم الوحدات شرق العاصمة عمان، عن مسؤوليات قوات الدرك في حال كانت روايتهم صحيحة، فكيف تغادر الجماهير أرض الملعب وتلقي الحجارة من خارجه دون حسيب أو رقيب، فأين الطوق الأمني الذي يتم فرضه قبل وخلال وبعد المباريات الجماهيرية والذي يتضمن المئات من رجال الشرطة والآليات الخفيفة والمدرعات الثقيلة. كما أن رواية الدرك تتناقض بشكل واضح وصريح مع الصور التي بثتها قنوات فضائية والتقطتها عدسات المصورين، والتي تظهر بلا مجال للشك قيام عدد من رجال الدرك بالاعتداء المباشر بالهراوات على جمهور الوحدات المحتجز في منطقة المدرجات الضيقة، مما أدى إلى اندفاعه وانهيار الشبك بمن عليه.
رواية غير مقنعة وتبدو رواية الدرك غير مقنعة حتى بالنسبة للمسؤولين الحكوميين الذين انصاعوا لنداء رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم الأمير علي بن الحسين بسرعة فتح تحقيق موسع وشفاف لمعرفة المسؤولين عن ما حدث ومعاقبتهم فورا. ورغم التصريحات الكثيرة التي صدرت بهذا الخصوص من مسؤولين ونواب وأحزاب، يبقى الشارع الأردني غير قادر على وضع كامل ثقته بجدوى هذه التحقيقات التي لم تصل في أي وقت سابق إلى نتيجة حقيقة معلنة. وأكد نائب رئيس الورزاء الأردني رغبته بمعرفة تفاصيل ما جرى وهو ما شدد عليه أيضا الناطق الرسمي باسم الحكومة، ولكن أيا لا يستطيع أبدا تحديد الوقت والمكان الذي ستعلن فيه نتائج التحقيق.
تمهل وقرارات صعبة وأكدت مصادر مطلعة في نادي الوحدات ليورو سبورت عربية أن إدارة الوحدات في اجتماع مستمر منذ نهاية المباراة، ولم تقم بإصدار أي بيان، وذلك من مبدأ التمهل سيما وأن هناك قرارات صعبة سيتم الإعلان عنها لاحقا. ويرجح مراقبون توجه إدارة الوحدات نحو تعليق مشاركة الفريق في البطولات المحلية، إلى حين معاقبة المسؤولين عن إهدار دم الجماهير، فيما يرى متشددون أن هذا القرار ليس كافيا، خصوصا وأن الدوري سيتوقف حكما بسبب مشاركة المنتخب الأردني في بطولة آسيا في قطر الشهر المقبل. ولا يستبعد متشائمون أن يتعرض تجمع المنتخب الأردني "للتوتر والحرج" في حال غياب عدد من لاعبي الوحدات نتيجة الأحداث الأخيرة المؤسفة. من حسام بركات