أن ما يجعل القائمون على مشروع الثورة في بلادنا يتبوءون درجة عالية من السخافة والسخط من قبل العامة هو تبوأهم درجة متدنية من الموالاة الوطنية والعزيمة الصلبة الغير مبالية أو ملتفتة إلى ما يقوله العالم من حولهم ، ضدهم أو في مصلحتهم، وتلك السجية التي تستوطنهم قد أفرغت منهم مصطلح الثوار ، ومن اهدافهم وغاياتهم مصطلح الثورة. أتابع بسخط وازدراء .. وسائل أعلام اللقاء المشترك وهي تتسول بتهافت مقيت مقالا أو موضوعا أو رأي عربي أو دولي لأي شخصية ثقافية أو اجتماعية أو سياسية ..كانت ، لا يهم .. طالما وهي تنعت نظام صالح بالفاظ سيئة أو تتنبئ بسقوطه. والمصيبة انهم بذلك التهافت يشعرون في قرارة أنفسهم بأن ذلك الرأي أو وجهة النظر تلك قد قدمت لمشروعهم نقلة نوعية وتتملكهم نشوة بالنصر قد تدوم لساعات. اتذكر ما كان يقوم به المنظرين في حزب الاصلاح في محيط الحي والمديرية قبل زمن ، حين كانوا يقيمون مخيماتهم الصيفية ويدعون اليها لتعليم القران ، كما كانوا يدعون العامة ليلقون عليهم محاضرات ، وكان اناس من الحي لا يمتون لمنهجهم بصلة يقومون من باب العادات والقيم اليمنية بتوفير الغذاء والمأوى لهم ، بينما لا يذهبون معهم نحو المسجد للصلاة او نحو المخيم لسماع المحاضرات ..ثم وهم يلقون المحاضرات يرددون الله اكبر .. والله ان اعمال فلان – ذلك الذي قام بتقديم خدمة لهم – رجل من اهل الجنة .. نسأل الله ان يعز به المسلمين .ويزيد من امثاله. ورغم اني كنت صغيرا وقتها .. الا ان الازدراء كان يستوطنني دون ان اعرف فحواة .. وانا اجلس بالقرب منهم أو احضر ندواتهم .. كنت اشعر بان ثمة اهداف سياسية غير معلنة يخطط لها .. وان القرآن والمحاضرات مجرد طعم لللاصطياد... الغاية تبرر الوسيلة. اليوم يتكرر نفس المشهد بسيناريو مختلف وظروف مختلفة .. تصريحات أو مقالات أو تناولات لكتاب غربيين أو عرب تقابل بالتهليل والتكبير في ما بين قيادات وقواعد هذا التنظيم .ولم يبقى الا ان يدعون لهم بالجنة وان يعز الاسلام بهم طالما وهم يوازون نهجهم. لا ادري لماذا في بلادنا على وجه الخصوص .. أصبح هذا التنظيم مخجلا حتى للمنتمين إليه .. ولا ادري لماذا وطالما وهم يشعرون العامة بان ثورتهم مباركة وذكرت في القرآن ، يفرحون بتلك الفقاقيع التي تأتي من خارج الحدود؟ لم يبقى مقالا لكاتب أو حتى مدون من الدرجة العاشرة من خارج اليمن يقف في صف المطالبين بسقوط صالح إلا واعادت وسائل اعلام الاصلاح نشره والاضافة إليه .. عسى ان تتحق نبوءته و يعز الله الاسلام به! خطيب جمعة .. شاءت الاقدار ان تقودني الخطوات الى خطبته .. يستعرض في خطبته اقوال عزمي بشاره واقوال نيويورك تايمز واقوال الواشنطن بوست .. والهيومان رايتس .. ووو الخ .. ثم يهتف بنشوة الله اكبر سقط النظام .. وحين نطق الله اكبر .. تذكرت اني في حرم جامع !! اهمس في اذان العقلاء منهم .. بانه لن يتغير شي .. الا اذا اتت معجزة وغير الله ما في نفوسهم .. وبأن الواقع المعاش عكس توقعات فلان .. ونبوءات علان .. سأضل ممتنا للأخوة في مصر بمواقف كريمة وشريفة أبان ثورتهم السامية فعلا .. حينما لم يلتفتوا إلى تصريحات اردوغان أو آية الله الخميني الداعمة لهم التي تحاول كسبهم .. قائلين للجميع ..ملكمش دعوة .. هذه ثورة شعب مصر .. وشتان ما بين نموذج مصر الشريف .. وبين المتسولين الثورة في اليمن كما قد تعودوا على تسول الدعم الاجنبي ..