كشفت الأزمة السياسية الراهنة العديد من الأقنعة التي سرعان ما تساقطت عن وجوه أصحابها.. خصوصا أحزاب اللقاء المشترك الذي ذاع صيتهم خلال هذه الأيام متحدثين عن ثورة الشباب في شاشات التلفاز واللذين سمحت لهم القنوات الفضائية بتولي سياق الثورة اليمنية.. مع أن الواضح أن أحزاب اللقاء المشترك ما هي إلا دمى صالح يحركها كيفما شاء. نرى أولئك الأحزاب اسوداً على الشاشات أصواتهم ترتفع بالتهديد والعويل وفي حقيقة الآمر ماهم إلا قطط في الساحات لا تراهم ولا يقومون بأي فعل ميداني إنما ثورتهم كلامية.. وسمحت لهم القنوات الفضائية تحت مسمى المعارضة أن يكونوا في سياق ثورة الشباب وكأنهم العناصر الفعالة في حين تلك الأحزاب لا تمثل الشباب قلبا وقالبا. تمحورت ثورة الشباب في صراع مابين السلطة والمعارضة وتحولت إلى أزمة سياسية بين طرفين ووقع الشباب بين فكي اسود مفترسة تم تمزيقهم ونهش لحومهم ومص دمائهم وكلا الفريقين أصبحوا الراقصين على جثث الشباب الذين ضحوا بأنفسهم لآجل تغيير النظام وهدفهم الوحيد هو اليمن لا سلطة ولا كرسي ولا منصب سياسي. ومع الانقطاع الدائم للكهرباء أصبحت ثورة الشباب مثل الراقصة في الظلام لا أحد يقول لها ياسين. والمشكلة العظمى أن السلطة مع الشباب والمعارضة مع الشباب والكل مع الشباب وأهدافهم السامية في التغيير.. ومادام الجميع مع ثورة الشباب إذا أين المشكلة ولماذا لا يتم حلها؟! اعتصام/حوار/ثورة/ازمة/شباب/سلطة/معارضة/قتل/جرحى/اختطاف/اسرى/حرق/قطع السن/خيام/قطع طريق/ضرب/تخريب/ارحل/لن يرحل/مليشيات/كتائب/بلاطجة/عناصر تخريبية/شرعية/ركوب الموجة عصيان/تصعيد/مبادرات/و توقيع ...الخ إلى متى هذا العند؟ إلى متى هذا الدمار؟ إلى متى هذا الضياع والتوهان؟ سئمنا.. هرمنا.. مابين سلطة متمسكة بكرسي الحكم تحت مسمى الشرعية الدستورية وبين معارضة تبتغي الحكم والوصول إلى السلطة على أكتاف وجثث الشباب. وبين صقور صالح ودمى صالح .. وبين جزر ومد .. وبين مؤيد ومعارض .. وبين مع وضد .. وبين اسود الشاشات وقطط الساحات .. دليلي احتار واحترنا !!! نسأل الله السلامة للوطن لأن الجميع كل ومل وأصبح الوضع لا يطاق لجميع أهالي اليمن.