صمت دهرا ونطق كفرا .. وايما كفر ، كفر لا يضر الاخر بقدر ما يوقع اصحابه في مزالق الهاوية ..فقد ضلت الاطياف السياسية المناوئة للنظام اليمني تلوح بالمجلس الانتقالي كورقة مساومة سياسية ترفعها بين الحين والآخر .. كان لها وقع في التلويح بها ، بينما اتت باهتة ميتة بعد طرحها على الطاولة حين أعلنت الناشطة الحقوقية – المثيرة للجدل – توكل كرمان ، باسم تكتلما يسمى " شباب الثورة " اليوم عن تشكيل مجلس انتقالي ضم 17 شخصية .. الطريف انه وفي الوقت الذي استهان الشعب اليمني من قوام المجلس وتأثير اعضائه متأسفا على بعض الهامات الوطنية فيه .. سارعت تلك الشخصيات ممن ضمهم المجلس المزعوم إلى نفي صلتهم بهذا المجلس سواء من الشخصيات المستقلة مثل القاضي فهيم عبدالله محسن رئيس محكمة استئناف محافظة عدن او حورية مشهور النائبة السابقة لرئيسة اللجنة الوطنية للمرأة او الشخصيات المعارضة مثل " علي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العطاس" وغيرهم من الشخصيات التي لاتحظى بقبول المكونات السياسية المحسوبة عليها مثل الناخبي . ورغم الفقاعة الإعلامية التي فحواها تشكيل هذا المجلس الهلامي الذي لن يضيف أي جديد او يصنع أي تأثير او تقدم على الساحة , سارع مصدر بالحزب الحاكم في اليمن بوصفه ب " مجلس توكل" رافضا التعليق على تشكيل المجلس سوى بالقول " شر البلية ما يضحك" . بالفعل .. شر البلية ما يضحك .. واي شي يضحك اكثر من مجلس انتقالي اتى بعد خمسة شهور من الازمة اليمنية .. فيما اعضاءه يحلفون بأغلظ الايمان بان لا صله لهم به ! هل يعتقد اولئك ان البلاد ستقاد " بالكلفتة على السريع " على تلك الشاكلة .. واي فكر ومسئولية وطنية وسياسية تستوطن هؤلا ؟ الا يعكس ما يجري في اروقة وكواليس وفكر المطالبون بسقوط النظام عن طريق الشارع بأنهم عبثيون ولا مبالون .. ولا يتحلون بالقيم الوطنية الشريفة والمسئولة؟ والان وبعد ان أعلن عن تشكيل مجلس انتقالي يبقى سؤال في حال فشل هذا المجلس.. وهو بالفعل كذلك , ما هي الورقة الجديدة للضغط على النظام وحلفاؤه ؟ واليس الحوار افضل من استهلاك الوقت في مقامرات سياسية جوفاء لاتحرك المياه الراكدة على الواقع اليمني الذي بلغ من التعقيد ما يستوجب التفكير بجدية للخروج من هذه الأزمة بدلا من هذه الاسماء والتشكيلات العبثية ؟