استبشرنا خيراً ونحن نتابع قناة الجزيرة وهي تنقل على مدار الساعة وقائع الثورة المصرية، وقلنا في أنفسها "نعم القناة قناة الجزيرة القومية، قناة لا تثنيها التهديدات ولا المجاملات والمداهنات عن أداء واجبها الإعلامي والقومي. حينا كنت من المدافعن بكل ما أُحطت به من غشاوة عن قناة الجزيرة وموقفها من الثورة المصرية بشكل خاص والانتفاضات العربية بشكل عام، كان العديد من أصدقائي يؤكدون لي بان القناة مشبوهة وذات عين واحدة تنقل بها ما يخدم المصالح التي أنشأة من أجلها. إلى وقت قريب وتحديداً الجمعة الفائتة كنت ما أزال أرى تلك القناة مثال من المُثل الإعلامية العليا التي افتقدناه في العالم العربي، في ذلك اليوم وصلتني بعض الرسائل الإخباري بوجود مظاهرات مناوئة للمظاهرات التي خرجت ضد نظام حكم الرئيس صالح في بعض المحافظات وبخاصة في محافظة تعز حيث كانت الأكثر عدداً، كانت قبلتي دائماً هي قناة الجزيرة للتأكد من صحة الأخبار بشكل عام، لذا أسرعت إلى التلفاز وتسمرت أمامه متجاهلاً دخول وقت خطبتي الجمعة وأنا أتابع قناة الجزيرة متى ستورد ذلك النبأ، مرت نشراتها أو موجزاتها في تلك الساعات وأذني تنصت إليها وعيني لا تفارق شريطها الإخباري علّني أجد ضالتي فيه، ولكن للأسف لم أجد فيها ما أبحث عنه ولا حتى إشارة بسيطة إلى ذلك الخبر، برغم نقل قناة اليمن الفضائية وقناة السعيدة وقناة العقيق لفعاليات ذلك الخبر والإشارة إليه في بعض القنوات العالمية الناطقة بالعربية. كانت الصدمة قاسية ومقابلة أصدقائي بما حدث كان أقسى، ولم أجد بُداً من مواجهة الموقف والاعتراف بالغباء الذي كنت ألبسه وأنا أدافع عن مثل تلك القناة أمام الآخرين. فكنت تارةً أرمي السبب على قناة الجزيرة وتارة أخرى أرميه على مراسليها في اليمن علّهم لا يغطون كل الأحداث، وفعلاً لست أدري أمراسلي الجزيرة لا يغطون إلا الأحداث التي يريدون فقط أم أنهم يرسلون إليها بكافة التقارير ولكافة الأحداث الواقعة وهي تنتقي منها ما يناسب توجهها المرسوم لها. وإذا كان الأخير هو الصحيح فأعتقد أن أي يمني غيور على وطنه لا يشرفه أن يعمل مع هكذا قناة لأنه يساهم في زعزعة أمن واستقرار وطنه ويعكس صورة سلبية للوطن الجميل والشعب الطيب التي تشوهه مثل تلك القنوات الموجهة لتحقيق أهدافها على حساب الكرامة والأمن والاستقرار العربي. عندها تساءلت عن مصدر هذه القناة وأهدافها الحقيقة التي أنشأة من أجلها وبدأت فعلاً في البحث عن ذلك لأن الكثير من الناس لا يعرفون الوجه القبيح الذي أنشأت من أجله هذه القناة. وقد وجدت فعلاً أن المتابع بدقه لقناه الجزيرة حتما سيتوقف أمام النقاط التالية التي انفردت بها قناة الجزيرة: - كسر الرفض الإعلامي العربي للتطبيع مع إسرائيل - السعي لتفجير الصراعات بين الدول العربية - محاوله تفجير الدول العربية من الداخل - مساعدة أمريكا في خداع العالم - الجزيرة في خدمه أمريكا وخدمة إسرائيل - الجزيرة تدعي الحياد الكاذب - الجزيرة تتعمد الإساءة للإسلام - قناة الجزيرة تضلل الرأى العام العربي وطبعاً لكل نقطة مما سبق أدلة تؤيدها من واقع ما تعده وتبثه قناة الجزيرة لا يتسع المكان لسردها هنا. كما أن هناك مفارقات أخرى كثيرة تدعو إلى التساؤلات أذكر بعضها هنا: - يمكن للمتابع لقناة الجزيرة أن يلاحظ فارق التغطية الإعلامية الضخمة بين عودة جعفر نميري والصادق المهدي في السودان وغيرهما وبين ذكر خبر عودة أمير قطر السابق خليفة بن حمد آل ثاني تحت عنوان "عودة والد أمير قطر إلى الدوحة"؟! - تزامن إنشاء قناة الجزيرة تقريباً مع إغلاق القسم العربي لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية، فهل هي صدفه أن يلغى القسم العربي بالإذاعة البريطانية ليتوفر للجزيرة الطاقم البشرى الذي تبدأ به؟! - منذ إعلان الشباب البحريني إعداده ل«يوم غضب» في 14 فبراير، تجاهلت «الجزيرة» الخبر. ومع سقوط القتلى، عادت لتبثّ أخباراً ثانوية عن الاحتجاجات، متفاديةً عرض صور لعدد المتظاهرين، كما لم يتصدّر خبر المواجهات العنيفة نشراتها الإخبارية. والكثير والكثير .. ولكن المساحة تضغط علينا. وخلال بحثي وجدت وصف جميل يليق تماماً بقناة الجزيرة، يقول كاتبه العراقي أنها: قناة إخبارية مرئية فضائية أمريكية النشأة يهودية التمويل عربية الحياة أوقدت شمعتها العاشرة من نيران الحروب في العراق ولبنان وعمرت كؤوس فرحها من دم أبناء الشعبيين العراقي واللبناني بعد أن تاجرت به في زمن النظام الصدامي. ولعل شعار "صناعة الأحداث لا مجرد تغطيتها فقط" يكاد يكون أفضل ما يمكن أن تعمل تحته قناة الجزيرة من شعارات.