ما نعرفه هو إن الأخوان المسلمون يخشون من ثورة الشباب كونها تقود إلى تغيير جذري وشامل لكافة مناحي الحياة لذلك فإن إيديولوجيات الشباب الثورية لا تتواءم مع الفكر الاخواني والشباب سواء من حيث الشكل أو المضمون كون الشباب دائما يتطلعون نحو الحداثة والتجديد يبحثون عن تغيير أي تقليد قديم كان بأي صورة كانت. والمعروف عن الشباب أنهم يتحركوا في الثورات بقوة وحماس ولا يسيطر عليهم الا فكرة التغيير الجذري والشامل لكل مناحي الحياة .. والقوة الشابة في بلادنا تتحرك الآن وتنشط وتتسع وخيارها هو تأسيس دولة مدنية ومن الواضح إن أغلب القوة الشبابية التي تتحرك في ساحات الاعتصامات هي نتاج عصر العولمة وبالتالي لديها خصومة حقيقية مع القوة التقليدية المتمثلة في شيوخ القبائل والأصوليات المتطرفة ، كون النظام السياسي القادم الذي يناضلون من أجله هو نظام ديمقراطي تعددي برلماني فيدرالي ، في حين توجد هناك اتجاهات حقيقية داخل هذه القوة لنقل العاصمة الى عدن وهذا ما أرعب شيوخ حاشد والشيوخ المرتبطين بالأصولية والأخوانية. كما ان حركة الشباب باندفاعاتها العفوية المختلفة تتحرك ولديها طموح بإحداث تحول ثقافي اجتماعي لصالح أفكار الحرية بمفهومها الليبرالي وتبحث عن المناحات الملائمة لغرس تلك الأفكار في مجتمع جديد منفتح على العالم.. بحكم ان للشباب طاقة حية تواقة للبحث عن التغيير بعيدا عن الضجيج الأخوان والأصولية المتطرفة مع ان عقولهم مفتوحة على كل الآراء والأفكار التي أنتجها الفكر الإنساني . كل هذه الأسباب وغيرها كثير أرعبت حركة الإخوان المسلمين التقليدية والأصولية والسلفية التي تقدس القبيلة .. لأن حركة الإخوان المسلمين في اليمن لم تتطور ومازالت تقبع في براثن الجهل التخلف على مستوى الوعي والسلوك . ما يحدث الآن داخل الساحة السياسية اليمنية هو إن الحركة انتفضت بكل كوادرها ومن انظم إليها من الجيش خانوا الدولة وأتبعوا الفتوى التنظيمية كون أعضاء الحركة يعتبر الولاء للجماعة لديهم قبل الدولة وتنفيذ فتأوي المرشد مقدسة وتعتبر لديهم أقوى من الدستور والقانون . تمكنت الحركة بسبب تحالفاتها في الماضي مع النظام من اختراق كل مؤسسات الدولة وعملت على نخرها وتهديمها من الداخل .. والأن يسعون بشكل جاد لتصفية الدولة وتدمير منظومة الحكم المستند شرعية دستورية وخنق ثورة الشباب ، وبالتالي إعادة بناء دولة وفق مفاهيم الأصولية وابتلاع المجتمع بكامله ، كما ان لديهم مخطط لتحويل اليمن الى قاعدة للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين .. فما فشل فيه الإخوان في العام 1948م يحاولون ان ينجزوه الأن على ظهور القوى الشابة ، لكن من يلاحظ حركة الشارع وتركيبة القوى المختلفة في اليمن لا بد أن يستنتج إن الإخوان المسلمين قد يدفعون باليمن إلى حرب أهلية قد يكونوا هم الضحية الأولى ضحاياها. كما أن العملية الانقلابية التي حدثت على نظام الرئيس " علي عبد الله صالح " مؤسسة على إستراتيجية حربية طويلة تقودها ميليشيات الأخوان المسلمين وبعض شيوخ القبائل المرتهنين للأصولية الدينية . والأخطر من كل ذلك ن تبعث خلايا قاعدية لممارسة العنف والإرهاب وبالتالي يتم استسلام القوى الأخرى لهم .. وهذه العملية الانقلابية المتهورة هي الشرارة التي ستشعل اليمن بالنار وقد بدأت ملامحها تنفجر في محافظة صعدة وفي بعض المحافظات الجنوبية.. وفي الأخير لا يسعنا إلا أن نقول اللهم نجنا واليمن من إيديولوجيات الأصولية التي تبحث عن الحكم والسلطة من خلال ممارسة الخيانة والتخريب وممارسة الخداع على القوى الأخرى . الهم احمي اليمن وأحقن دماء أبناءه. آمين الهم آمين