بحث الاجتماع الاستثنائي للجنة الأمنية اليمنية العليا أمس برئاسة نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي الاختلالات الأمنية التي يشهدها بعض معظم محافظات اليمن في ظل الأزمة السياسية، والمواجهات بين القوات الحكومية والمسلحين المعارضين للنظام، بالإضافة إلى المعارك في محافظة أبين (جنوب) بين وحدات الجيش ومسلحي تنظيم «القاعدة» والتي تدخل شهرها الخامس، بينما أكد مسؤولون أمنيون أن عددا من عناصر جماعة (أنصار الشريعة) التابعة لتنظيم القاعدة يزحفون باتجاه محافظة شبوة النفطية شرق البلاد، في محاولة لهم للسيطرة عليها وجعلها إمارة إسلامية بعد أبين. وقالت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» إن هادي أشار خلال الاجتماع ، الى حساسية الوضع الراهن في البلاد، مشدداً على «تحمل المسؤولية بكل جدارة وإيمان مطلق بمصلحة الوطن وأمنه واستقراره. إن المسؤولية مشتركة ولا بد من العمل الجاد والمتواصل لتحقيق الأهداف المنشودة». وذكرت إن الاجتماع بحث التطورات في أبين وأداء وحدات الجيش في مواجهة «شراذم الإرهاب» وما يتوجب القيام به من إجراءات حازمة وعملية وسريعة. وفي هذا السياق نقلت جريدة «الحياة» اللندنية عن مصادر متطابقة في أبين قولها أن القتال شهد تصعيداً كبيراً أمس، حيث قصف الطيران الحربي مواقع «القاعدة» في ضواحي زنجبار، وفي التباب المطلة على مدينة شقره التي استعاد المسلحون السيطرة عليها أول من أمس بعد ترك مجموعات من رجال القبائل المساندين للجيش مواقعها في محيط المدينة وتراجع وحدات الجيش إلى مواقع خلفية بعد سلسلة هجمات شنها المتشددون عليها وخلفت عشرات القتلى والجرحى. وأضافت المصادر نفسها أن المسلحين أحرقوا أمس أربع آليات للجيش وهاجموا نقطتي تفتيش على الطريق بين زنجبار وجعار وبالقرب من وادي دوفس، حيث دارت اشتباكات عنيفة استمرت لساعات ولم يعرف عدد ضحاياها. الى ذلك قال العميد أحمد المقدشي، مدير أمن محافظة شبوة، "إن إدارة الأمن في حالة استنفار أمني من أجل حشد الجهود وعدم تكرار ما قام ويقوم به عناصر تنظيم القاعدة في محافظة أبين وخاصة بعد زحف عدد من عناصر القاعدة ممن كانوا في أبين إلى بعض مناطق محافظة شبوة الحدودية وتحديدا في منطقتي عزان والحوطة". وأضاف المقدشي في تصريح نقله موقع "الشرفة" أنه عقد مع محافظ شبوة علي حسن الأحمدي اجتماعات بمشائخ القبائل حول ضرورة توحيد الأهداف من أجل مكافحة العناصر الإرهابية، وضرورة أن تبقى مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية. وأشار إلى اجتماعات مماثلة نظمها مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد مبارك القرموشي مع العلماء من الصوفيين والسلفيين والاصلاحيين للحؤول دون تغلغل عناصر القاعدة بين صفوفهم. وتابع قائلاً "الجهات الأمنية تقوم وفق إمكانياتها المتاحة بملاحقة ورصد تحركات هذه العناصر التخريبية والإرهابية باعتبارهم لم يصلوا بالشكل العسكري إلى منطقتي عزان والحوطة"، مضيفا "هاتان المنطقتان شهدتا حملة عسكرية في مثل هذه الأوقات من العام الماضي حيث تم تطهير جميع مديريات شبوة منهم فنزحوا باتجاه أبين". يذكر أن تنظيم القاعدة كان قد أعلن مدينة جعار في أبين إمارة إسلامية في أواخر آذار/مارس الماضي وسيطر على مدينة زنجبار ، عاصمة أبين ، في أيار/مايو. ووفقا لوكالات الأنباء، سيطر عناصر التنظيم هذا الأسبوع على بلدة شقرا الساحلية في جنوب اليمن لتكون ثالث بلدة تقع في أيديهم، وتحاول قوات الأمن اليمنية أن تمنع تكرار ذلك في محافظة شبوة. ودعا المقدشي كافة مستويات الدولة بالوقوف ضد هذه العناصر الإرهابية التي أضرت بالتنمية والاقتصاد، على حد قوله، مشددا على أهمية أن يلتقي الجهد الحكومي مع الجهد الشعبي "حتى نجنب محافظة شبوة شرور هذه الجماعات". وشبّه تنظيم القاعدة ب"مرض السرطان الذي إذا استوطن جسما ما فلا بد من مكافحته مكافحة شاملة وبشتى الوسائل"، لافتا إلى أنه يجب مكافحة التنظيم قبل أن يدخل المحافظة حيث لا يزال الآن على أطرافها".