أكد مسؤولون أمنيون في اليمن أن عددا من عناصر جماعة (أنصار الشريعة) التابعة لتنظيم القاعدة يزحفون باتجاه محافظة شبوة النفطية شرق اليمن، في محاولة لهم للسيطرة عليها وجعلها إمارة إسلامية. وقال العميد أحمد المقدشي، مدير أمن محافظة شبوة، للشرفة "إن إدارة الأمن في حالة استنفار أمني من أجل حشد الجهود وعدم تكرار ما قام ويقوم به عناصر تنظيم القاعدة في محافظة أبين وخاصة بعد زحف عدد من عناصر القاعدة ممن كانوا في أبين إلى بعض مناطق محافظة شبوة الحدودية وتحديدا في منطقتي عزان والحوطة". وأضاف المقدشي أنه عقد مع محافظ شبوة علي حسن الأحمدي اجتماعات بمشائخ القبائل حول ضرورة توحيد الأهداف من أجل مكافحة العناصر الإرهابية، وضرورة أن تبقى مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية. وأشار المقدشي إلى اجتماعات مماثلة نظمها مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد مبارك القرموشي مع العلماء من الصوفيين والسلفيين والاصلاحيين للحؤول دون تغلغل عناصر القاعدة بين صفوفهم. وتابع قائلاً "الجهات الأمنية تقوم وفق إمكانياتها المتاحة بملاحقة ورصد تحركات هذه العناصر التخريبية والإرهابية باعتبارهم لم يصلوا بالشكل العسكري إلى منطقتي عزان والحوطة"، مضيفا "هاتان المنطقتان شهدتا حملة عسكرية في مثل هذه الأوقات من العام الماضي حيث تم تطهير جميع مديريات شبوة منهم فنزحوا باتجاه أبين". يذكر أن تنظيم القاعدة كان قد أعلن مدينة جعار في أبين إمارة إسلامية في أواخر آذار/مارس الماضي وسيطر على مدينة زنجبار ، عاصمة أبين ، في أيار/مايو. ووفقا لوكالات الأنباء، سيطر عناصر التنظيم هذا الأسبوع على بلدة شقرا الساحلية في جنوباليمن لتكون ثالث بلدة تقع في أيديهم، وتحاول قوات الأمن اليمنية أن تمنع تكرار ذلك في محافظة شبوة. ودعا المقدشي كافة مستويات الدولة بالوقوف ضد هذه العناصر الإرهابية التي أضرت بالتنمية والاقتصاد، على حد قوله، مشددا على أهمية أن يلتقي الجهد الحكومي مع الجهد الشعبي "حتى نجنب محافظة شبوة شرور هذه الجماعات". وشبّه تنظيم القاعدة ب"مرض السرطان الذي إذا استوطن جسما ما فلا بد من مكافحته مكافحة شاملة وبشتى الوسائل"، لافتا إلى أنه يجب مكافحة التنظيم قبل أن يدخل المحافظة حيث لا يزال الآن على أطرافها. وأضاف "إن دخولهم عزان إلى حد الآن هو دخول سلمي لبعض المساجد ولم يدخلوها بقوة السلاح أو حاولوا فرض أنظمتهم". وكانت وسائل إعلام محلية قد تحدثت عن انتقال جماعة أنصار الشريعة من محافظة أبين، التي تسيطر عليها منذ عدة أشهر، إلى محافظة شبوة، التي بدأت توسع من تواجدها فيها، من خلال السيطرة على عدد من المساجد وعن خلافات نشبت مع السلفيين المسيطرين على هذه المساجد. وفي هذا السياق، قال مبارك القرموشي، مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد في محافظة شبوة، للشرفة إن خلافات دارت بين عناصر القاعدة وأحد التيارات السلفية للسيطرة على أحد المساجد في منطقة عزان. وأوضح أن "جماعة الإحسان وهي أحد التيارات السلفية لم يسمح لها بإقامة المحاضرات التي كانت ترغب بإلقائها على المصلين". وأشار إلى جهود مكتب الأوقاف في شبوة في تشكيل فريق من الصوفيين والسلفيين والإصلاحيين وجماعة الإحسان لتوعية المواطنين حول عدم الخروج عن رأي ولي الأمر لتجنيب محافظة شبوة أي اختلافات سياسية أو حزبية أو مذهبية. وقال القرموشي إنه قاد اجتماعات ضمت هذه الجماعات من أجل توحيد الرؤية والصفوف وأنه نظم أمسية رمضانية في 15 آب/أغسطس من أجل هذا الغرض. استمرار المعارك في أبين وحول التطورات الأمنية في محافظة أبين، أكد أحمد الرهوي، وكيل المحافظة، أن المواجهات بين عناصر القاعدة والجيش اليمني وبتعاون القبائل ما زالت مستمرة وأن جماعات صغيرة من العناصر الإرهابية متمركزة في الكود والمسيمير وأطراف مدينة زنجبار. إلا أنه أكد أن اللواء 25 ميكا لا يزال في وضع جيد وأن الإمدادات العسكرية والتموينية تستمر في الوصول عبر المروحيات ومن البحر، مشيرا إلى تناقص العمليات في شهر رمضان. ووفقا للرهوي، ألقت السلطات الأمنية القبض على 12 مشتبها بهم يوم الأربعاء الماضي، 10 آب/أغسطس، في مديرية لودر عندما كانوا يحاولون زرع عبوة ناسفة، مشيرا إلى أن الجهود الأمنية مستمرة وأن القبائل تتعاون مع الجيش في طرد العناصر الارهابية من المحافظة. وتحدث الرهوي عن الخسائر البشرية التي فقدها تنظيم القاعدة في معارك زنجبار في الأشهر الماضية مما أدى إلى زحف بعض عناصره إلى محافظة عدن حيث يوجد خلايا نائمة تابعة للتنظيم وذلك لتشتيت الجهد العسكري اليمني، على حد قوله، مضيفا أن التنظيم كان يتوقع حسما عسكريا لصالحه في أبين لينطلق منها للسيطرة على عدن.
